منصور بلعيدي يروى –والعهدة على الراوي- أن أحد سلاطين العرب كان قبل توليه الحكم في بلده ذو وجاهة و دهاء و كان له صديق من قادة الجيش يفوقه الدهاء و المكر فاتفق على ان يدبر القائد مكيدة لإيصال صاحب الوجاهة إلى دفة الحكم، و إذا نجح القائد في خطته سيكون ولي عهد صديقه و خليفته بعد موته. و هكذا دبرت الصفقة بليل حالك فأسقط السلطان الزاهد العابد وتولى صديق القائد مقاليد الحكم و كان أول قراراته بعد اعتلائه العرش هو تعيين ذلك القائد قائداً عاماً للجيش لقاء خدمته الجليلة للسلطان الجديد.. و استمر الوئام بين الرجلين سنين طويلة لكن السلطان (الماكر) أراد أن يغرر بصديقه و يولي ابنه من بعده لكن السلطان كان يخشى دهاء صديقه القائد و حين اشتد بالسلطان المرض استدعى ولده و سأله كيف ل كان تتغلب على "القائد" و تأخذ الحكم من بعدي؟! فأجاب الولد "قليل الخبرة" سأقاوم ولو بقوة السلاح و احرق العاصمة إذا لم يبايعني على الخلافة . . فقال السلطان: لا يا ولدي هذا لا ينجيك من دهاء "القائد" . . ولكن خذ نصيحتي هذه لتصبح سلطاناً من بعدي. . حين يوافيني الأجل استدعي "القائد" و أخبره بأنني أوصيت بأنه هو من يوسدني في قبري لأنني أحبه و أريد أن يكون هذا آخر عهدي به .. وعندما ينزل في قبري ليوسدني أخرج سيفك واطلب منه مبايعتك و إلا هدده بقتله ودفنه معي في قبري و حينها لن يجد فرصة للنجاة فيبايعك على ملإ من الناس. فعمل الولد بنصيحة أبيه بعد موته و أدرك "القائد" أن ذلك مكر أبيه فنظر ملياً إلى جثته بين يديه و قال (لعنك الله حياً وميتاً) وبايع الولد مكرهاً.