إبراهيم حيدان يؤدي دور الزوج المخدوع.. وزير الداخلية الحقيقي "بن عبود الشريف"    الرئيس الزُبيدي يطلق برنامج الرقابة الرئاسية والتوجيه السياسي    أمطار غزيرة وعواصف رعدية.. الأرصاد يرفع التنبيه إلى الإنذار ويتوقع توسع حالة عدم استقرار الاجواء    صنعاء: ردنا على الإرهاب الإسرائيلي مفتوح أمام كافة الخيارات    القوات المسلحة تستهدف مطار اللد بصاروخ باليستي فرط صوتي    غارات إسرائيلية تستهدف بنى تحتية للحوثيين في صنعاء    شباب المعافر يهزم الصحة ويقترب من التأهل إلى ربع نهائي بطولة بيسان    ميسي يعود من الإصابة ويقود إنتر ميامي للفوز على غالاكسي وينفرد بصدارة الهدافين    رئيس تنفيذية انتقالي شبوة يشارك في تدشين مشروع مياه باكبيرة في عتق    بدء تأهيل مستشفى رضوم ضمن الدعم الإماراتي للقطاع الصحي    لقد جبلوا على سلخنا لعقود خلت    أحزاب حضرموت ومكوناتها ترفض تحويل المحافظة إلى ساحة صراعات    الهيئة العليا للأدوية تعلن صدور قائمة التسعيرة الجديدة للأدوية لعدد 3085 صنفا    عدن: اجتماع رسمي يقر خفض أسعار الوجبات في المطاعم السياحية بنسبة 45%    النصر السعودي يضم الفرنسي كومان رسميا من بايرن ميونخ    رئاسة مجلس الشورى تناقش التحضيرات لفعالية المولد النبوي للعام 1447ه    مناقشة الخطة الأمنية لتامين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي    إعلان نتائج اختبارات المعاهد التقنية والمهنية للعام 1446ه    فعالية لقيادة المحور الشمالي بالحديدة بمناسبة المولد النبوي    رئيس هيئة الأوقاف يشيد بمستوى العمل وانضباط كوادر الهيئة بذمار    مناقصة لتوريد أدوية تكميلية لمركز علاج الأورام بشبوة    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار رئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر    الزراعة تعد استراتيجية وطنية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي    القبض على رئيس الجالية الإثيوبية بالمهرة بتهمة الاتجار بالبشر وقيادة شبكة تهريب    حملة توعوية لانتقالي الضالع لنشر ثقافة الوسطية والاعتدال    الفريق السامعي: محاولات زعزعة أمن واستقرار اليمن مصيرها الفشل    حكومة التغيير والبناء تحقق إنجازات اقتصادية وتنموية في عامها الأول    ترسيخ الطبقية والتمييز الاجتماعي: السلطة تحتكم لجرحى القبيلة وتتجاهل شهيد الطبقة المستضعفة    بيان السفارة الأمريكية في اليمن: إصلاحات عاجلة خلال 90 يومًا    عشر سنوات من الغرام، واليوم فجأة.. ورقة طلاق!    الشركة اليمنية تصدر قائمة أسعار جديدة للغاز المنزلي    طريقة بسيطة للوقاية من أمراض القلب    بهدفي كين ودياز.. بايرن يتوّج بالسوبر ال 11    الضالع .. جريمة قتل مروعة على خلفية خلاف عائلي    بين أمل البسطاء ومؤامرات الكبار    قصف إسرائيلي يستهدف العاصمة صنعاء    الأهلي يُعلن جاهزية عاشور    بايرن ميونخ بطلًا للسوبر الألماني بثنائية في شتوتجارت    تقرير جديد يكشف عن هزيمة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر    الأمن يضبط المتورطين في حادثة اختطاف طفلتين هزت ذمار    إسرائيل تقصف محطة الكهرباء في صنعاء من جديد    البرلماني بشر: هل أصبح القضاء لعبة بيد الغوغاء لإصدار الأحكام كمساعدة؟!    البيضاء.. استشهاد فتاتين بانفجار لغم حوثي أثناء رعيهما الأغنام في مديرية نعمان    محكمة بريطانية تسجن يمني عقب اختراق آلاف المواقع وسرقة بيانات المستخدمين    الأستاذ علي مقبل غثيم المناضل الأنسان    الصحة العالمية: اليمن يسجل عشرات الآلاف من الإصابات بالكوليرا وسط انهيار البنية الصحية    رسميًا | SPORTBACK GROUP توقع مع نجم التلال عادل عباس    من يومياتي في أمريكا .. أيام عشتها .. البحث عن مأوى    أفضل وأحسن ما في حلف حضرموت أن أنصاره اغبياء جدا(توثيق)    العميد جمال ديان آخر الرجال المهنيين والأوفياء    أكاذيب المطوّع والقائد الثوري    مصر تستعيد من هولندا آثارا مهربة    المؤرخ العدني بلال غلام يكتب عن جولة أضواء المدينة "جولة الفل"    وفاة 23 شخصا بتعاطي خمور مغشوشة في الكويت    الاشتراكي "ياسين سعيد نعمان" أكبر متزلج على دماء آلآف من شهداء الجنوب    فنانة خليجية شهيرة تدخل العناية المركزة بعد إصابتها بجلطة    بين القصيدة واللحن... صدفة بحجم العمر    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أم المعارك" الكاسرة القادمة من الشرق
الجيش يواصل تحطيم آخر جدران الطوق الجبلي والحزام الأمني للعاصمة..
نشر في أخبار اليوم يوم 06 - 11 - 2017

تقترب القوات الحكومية اليمنية في معاركها التي تصاعدت خلال الأيام الماضية، من العاصمة صنعاء، بينما تخوض مواجهاتها بالجبهة الشرقية لصنعاء، بعد توقف وجمود دام كثيراً.. واختارت قوات الشرعية الجبهة الشرقية للعاصمة لتخوض معركتها الكاسرة مع الانقلابيين، وهي المعركة التي باتت توصف بأنها "أم المعارك".
وتشهد مديرية نهم شمال شرق صنعاء، معارك عنيفة منذ أربعة أيام متواصلة خسرت فيها المليشيات عشرات المواقع أمام تقدم الجيش والمقاومة.. ولليوم السادس على التوالي نجح الجيش اليمني، في تحقيق انتصارات كبيرة في جبهة نهم، وتمكن من السيطرة على مواقع جديدة بعد معارك مع قوات الانقلابيين، وسط انهيار كبير وسط للثانية التي انتابتها حالة من الهلع.
140 ساعة انتصار
خلال الأيام الماضية تمكن الجيش الوطني من السيطرة على مناطق ذات أهمية إستراتيجية في الجبهة الشرقية للعاصمة صنعاء. وتشير مصادر عسكرية إلى أن أهمية هذا التقدم تكمن في أنه يُمكّن قوات الجيش من تأمين جبهة القلب والميسرة في جبهة نهم، كما أنه يقطع إمداد الميلشيا القادمة من محافظة الجوف.
وكان الجيش الوطني قد أحزز تقدماً كبيراً خلال الأيام الماضية، حيث استعاد أكثر من 20 موقعاً كانت تحت سيطرة المليشيا في نهم. وأكدت مصادر عسكرية في القوات الحكومية أن المعارك لا تزال مستمرة في ظل تقدم كبير وفرار لعناصر الميليشيات الانقلابية.
ودارت معارك شرسة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبين مليشيات الحوثي والمخلوع في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء خلال الخمسة الأيام الماضية تمكن الجيش والمقاومة من تحرير عدد من المواقع والقرى وتكبيد المليشيات الحوثية أكثر من مائة قتيل ومئات الجرحى.
وبرغم استمرار المعارك بشكل متقطع إلا أن المواجهات الأخيرة اندلعت منذ الساعات الأولى من مساء الاثنين الماضي في ميمنة الجبهة وميسرتها وقلبها على امتداد يصل إلى أكثر من ثلاثين كيلو متر تمكن الجيش من التقدم في جميع المحاور بشكل متفاوت.
ففي ميمنة الجبهة وصل الجيش الوطني إلى مناطق المذيبة والبتيعات والنعيلة وصولاً إلى خط إمداد العدو مباشرة "خط العروض" المؤدي الى الحرشفة والمغسال ومن هناك ينقسم الخط الى فرعين: فرع يتجه الى هران وأرحب وهو الذي يمد ميمنة الميمنة في الوقت الراهن وفرع يتجه نحو ضبوعة والحول ويلتقي بخط صنعاء وقد سيطر عليه الجيش الوطني.
كما واصل الجيش تقدمه إلى قرى ضبوعة وواديها ليحرر جميع مناطقها كالحنيشة وال جميدة وآل الحاج وبقية القرى ليصل إلى سد ضبوعة الذي تم تحريره وأجزاء من منطقة العظيمة التي تشرف على قريتي الطوقة والمعادي وخطهما ليتم استهداف تعزيزات المليشيات التي تعزز مواقعها في قلب الجبهة الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط في يد الجيش والمقاومة.
أما في قلب الجبهة فقد تمكن الجيش الوطني من تحرير سد بني بارق وقرية بيت أبو حاتم وبيت أبو علهان وهي مناطق آهلة بالسكان يتحرك فيها الجيش الوطني بحرص وحذر حفاظا على حياة المدنيين وقراهم التي تتمترس بداخلها مليشيات الحوثي والمخلوع.
وفي ميسرة جبهة نهم استطاع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التقدم والسيطرة على عدد من المواقع والقرى مثل الكيال السود التي خلف قرية المنصاع والفقية وأجزاء من الكيال الخضر حتى وصل إلى مشارف قريتي المجاوحة وبني فرج وتجاوزهما يمينا وشمالا.
تأتي هذه التطورات الميدانية والجيش الوطني يخوض المعركة وسط حقول من الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي والمخلوع في كل مناطق التماس وحتى في قرى المدنيين وممتلكاتهم، وقد تمكنت الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني من استخراج مئات الألغام في كل المواقع التي تمت السيطرة عليها خلال الخمسة الأيام الأخيرة إلا أن آلافا منها مازالت تشكل خطرا مستقبليا سيظل مصدر تهديد لحياة المدنين الذين سيعودون إلى المناطق المحررة خلال الفترات القادمة.
وقد أسفرت المعارك الأخيرة عن مصرع أكثر من مائة عنصر من مقاتلي مليشيات الحوثي والمخلوع ومئات الجرحى، واستشهاد قرابة العشرين من مقاتلي الجيش والمقاومة وجرح خمسة وخمسين بينهم ست حالات حرجة.
وقد شارك طيران التحالف العربي بفاعلية في المعارك الأخيرة بغارات جوية استهدفت خطوط إمداد المليشيات وآلياتها العسكرية ما أدى لسقوط أعداد من القتلى والجرحى وإحراق دبابة وتدمير أكثر من خمسة عشر طقما ومدرعة ومدفع رشاش.
وواصلت أمس الأحد الخامس من نوفمبر قوات الجيش الوطني مدعومة بمقاتلات التحالف العربي التقدم ميدانيا في جبهة نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، وسط خسائر فادحة تتكبدها المليشيا الانقلابية. ودارت معارك شرسة بين أبطال الجيش الوطني وبين المليشيا الانقلابية في عديد مواقع بميمنة وميسرة جبهة نهم، أحرزت خلالها قوات الجيش الوطني تقدما ميدانيا بالسيطرة على مواقع إستراتيجية متفرقة.
ونقل "سبتمبر نت" عن مصادر ميدانية قولها أن المعارك بين قوات الجيش الوطني والمليشيا الانقلابية اتسعت رقعتها بامتداد أكثر من30كيلو مترا، تقدمت خلالها قوات الجيش في كافة المحاور.
وبدأت قوات الجيش الوطني في الواحد والثلاثين من أكتوبر عملية هجومية مباغتة، حققت فيها القوات الحكومية تقدما ميدانيا واسعا على الضاحية الشرقية للعاصمة صنعاء بعد معارك ضارية دارت مع مليشيا الانقلاب طوال ساعات.وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش الوطني نفذت عمليات هجومية واسعة طالت عددا من المواقع التي تسيطر عليها مليشيا الانقلاب في مديرتي صرواح ونهم شرقي العاصمة صنعاء.
معركة الشرعية الفاصلة
بعد نحو تسعة أشهر من اختيار قوات الشرعية هذه البلدة المترامية في أعالي جبال صنعاء، لتكون معركتها الفاصلة في الحرب مع الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، كانت المعركة الطويلة للسيطرة على بلدة نهم اليمنية دخلت مطلع العام الجاري ما يمكن أن يُطلق عليه "مرحلة الحسم"، حيث بدأت قوات الشرعية المسنودة من التحالف العربي في العشرين من يناير 2017م بعملية عسكرية جديدة في الجبهة الشرقية للعاصمة صنعاء.
وقبلها في ديسمبر 2015م تمكن الجيش والمقاومة من اختراق أولى جدران الطوق الجبلي والحزام الأمني لصنعاء، لتكون بداية لانتقال المعركة من أدنى الصحراء إلى أعلى الجبل. استعادت المقاومة يومئذ سلسلة جبال صلب في الجزء الجنوبي الشرقي لنهم، المديرية، ووضعت أقدامها على أرض صنعاء.
وشهدت المنطقة منذ ديسمبر/ كانون الأول من العام قبل الماضي، معارك عنيفة ارتفعت وتيرتها مطلع العام 2017م مع بدء القوات الحكومية موجة جديدة من العمليات، كانت تسعى من خلالها إلى استكمال السيطرة على هذه البلدة بهدف التقدم نحو تحرير العاصمة صنعاء، المعقل الرئيسي للانقلابيين. وخلال تلك الفترة، تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على العديد من المواقع والمرتفعات الجبلية المهمة من الناحية العسكرية.
ومنتصف شهر مارس 2017م عاد إلى الواجهة تصاعد وتيرة المعارك في جبهة نهم شرق صنعاء مجدداً، وتجددتِ المعارك في الجبهة وسطَ تحقيقِ قواتِ الجيشِ الوطني والمقاومةِ الشعبية مكاسبَ ميدانية، وتوسعت المواجهاتُ بينَ الطرفين بشكلٍ ملحوظ في شمالِ المديرية وجنوبها، ما كبدَ الحوثيين خسائرَ كبيرة في المقاتلينَ والعتادِ والأرض.
وكان الجيش الوطني استعاد حينها سلسة جبال السفينة المطلة على المديد مركز مديرية نهم بعد معارك عنيفة خاضها مع مليشيا الحوثي وقوات المخلوع. تمكن أيضا من استعادة جبل القناصين والصافح في الضبوعة، كما قطع خط الإمدادات عن مليشيا الحوثي وصالح المتمركزة في المنطقة.
قوات الجيش استعادت كذلك عددا من الجبال والمواقع، وأهمها جبل دوه وجبل العياني والصافح وجبل الضبيب والتباب الحمراء غربي جبل القرن، وعشرة مواقع أخرى. وتكمنُ أهميةُ السيطرة على تلك الجبال في أنها تُطِلُ مباشرةً على قلبِ الجبهةِ العسكرية، وتُمكنَ الجيشُ الوطنيُ اليمني من السيطرةِ النارية على كلِ خطوطِ الإمداد في المناطقِ الواقعة شمالَ الخطِ الرابطِ بينَ صنعاء ومأرب.
وتمتد هذه الجبهة بطول يزيد على ثمانين كيلومترا، وهي المناطق التي تدور فيها المعارك على امتداد مديرية نهم شمالا وجنوبا بما يوازي مساحة أكبر من محافظتي عدن والعاصمة، وتسمى الجبهة في الشمال ميمنة الجبهة، وتمتد لأكثر من 14 كلم، من صافح ضبوعة شمالا إلى قرية الحول جنوبا.
طريق الانتصار الحاسم
تعد جبهة نهم منطقة ذات أهمية عسكرية إستراتيجية خصوصا لمن أراد السيطرة على العاصمة، وينظر الحوثيون وقوات المخلوع صالح إلى جبال نهم الوعرة بأنها خطهم الدفاعي الأول عن صنعاء، لذلك حشدوا لمعاركها نخبة قناصتهم وكل ما اكتسبوه من خبرة في زرع الألغام للحفاظ على الجبال المحيطة بالطريق التي يسميها العسكريون النقاط الحاكمة.
ويؤكد مسئولون في الحكومة الشرعية أن استعادة العاصمة وباقي المحافظات من سيطرة الحوثيين والمتحالفين معهم، هي الطريق الوحيد المضمون لإنهاء الانقلاب في البلاد.
ولا يختلف اثنان من المحللين على أن خسارة معركة نهم تعني انهيار الخط الدفاعي الأول للانقلابيين، كما أن الفوز فيها بالنسبة لقوات الشرعية يعني سيطرة جزئية على العاصمة ومفتاح حل لتحريرها بأقل الخسائر.
ويعتبر رئيس مركز أبعاد" للدراسات/ عبد السلام محمد السيطرة على نهم بأنها تعني السيطرة على بوابة صنعاء الشرقية والشمالية، وبالتالي السيطرة الجزئية على العاصمة، مشيرا إلى أنه إذا حُسمت معركة نهم ومحيط صنعاء فإن العاصمة ستُسترد بمعارك أقل كلفة.
ويؤكد مراقبون أن معركة الجبهة الشرقية للعاصمة صنعاء ستكون حاسمة في التقدم نحو العاصمة، نظرا لموقعها الإستراتيجي وولاء قبائلها للسلطة الشرعية. ويعتبر محللون السيطرة الكاملة على هذه المنطقة بأنها تعني الكثير في معادلة السيطرة على الجغرافيا اليمنية.
وفي اعتقاد الكاتب والمحلل السياسي/ محمد الغابري يشير اختيار نهم لتكون الطريق إلى العاصمة إلى إستراتيجية عسكرية طويلة النفس، وتبدو من الناحية الجغرافية أصلح بالنظر لموقعها ولكونها قلاع طبيعية من الجبال.
ويشدد قادة في القوات المسلحة اليمنية على الأهمية الإستراتيجية للمديرية، كون السيطرة عليها بشكل كامل يفتح الطريق لتقدم سريع نحو العاصمة. فيما يتوقع خبراء عسكريون حصول تغيير كبير في المشهد العام في صنعاء على خلفية السيطرة على المنطقة.
الخبير اليمني في شؤون النزاعات المسلحة/ علي الذهب، يرى أن أهمية السيطرة على نهم تعني السيطرة على شبكة الطرق الرئيسة والفرعية الرابطة بين صنعاء والمحافظات الشرقية، ويضاف إلى تلك الأهمية أن المنطقة تقع ضمن خطوط التحصين الطبيعي للعاصمة وأكثرها تهديدا لها.
يقول الذهب، في تصريحات سابقة، إن السيطرة على نهم من قبل قوات الشرعية تعتبر "فاتحة لكسر بقية حلقات هذا الطوق، ومن الطبيعي أن تشكل أي خسارة لأي من طرفي الحرب مكسبا للطرف الآخر".
ويضيف:"منطقة نهم تمثل امتدادا لمحافظة مأرب، جغرافيا وبشريا، ومع كون قيادة قوات الشرعية تتمركز في مأرب، فمن الطبيعي أن يكون هذا الامتداد -بما يملكه من خصائص- طريقا يقود إلى العاصمة صنعاء لاستردادها من قبضة الانقلابيين".
بوابة صنعاء الشرقية ومفتاحها الاستراتيجي
في خطاباته قلما ظل علي عبد الله صالح يفوت تهديد معارضيه بالفرضة والنقيل.. في منتصف 2014م كان الرجل يستقبل مهنئيه بالنجاة من حادثة "النفق" الشهيرة، وبين ما قاله "هم لا يعرفون فرضة نهم ونقيل بن غيلان"..
فعل صالح الأمر ذاته في أول خطاب له من الرياض بعد تعرضه لمحاولة اغتيال العام 2011م في قلب قصره الرئاسي المحصن بالأسوار العالية وأنظمة الحماية المتطورة جنوب صنعاء، تحدث حينها صالح عن الفرضة والنقيل والصمع وبيت دهرة وخشم البكرة.
حين كانت الفرضة ونقيل بن غيلان خارج سيطرة صالح تقدم ثوار فبراير نحو العاصمة وسيطروا على معسكراته في بيت دهره وفي خشم البكرة ووصلوا إلى حدود الحتارش، كان ذلك التقدم إحدى أسباب رضوخ صالح ليغادر صنعاء ليلا إلى الرياض لتوقيع المبادرة الخليجية (23 نوفمبر 2011).
تعتبر نهم منطقة إستراتيجية بالنسبة للعاصمة صنعاء، فهي تحيط بها من الشمال والشرق، وتبلغ مساحتها 1841 كلم²، وتعد البوابة الشرقية الآمنة لها لوعورة تضاريسها الجبلية ومرتفعاتها الشاهقة. والسيطرة الكاملة عليها تعني بدء العد التنازلي لتحرير العاصمة بأقل كلفة.
على قمة مرتفعة تقع "فرضة نهم" يمر من بين جبالها طريق إسفلتي يربط صنعاء، العاصمة والمحافظة، بمحافظتي مأرب والجوف ومحافظات الشرق، عند هذا الموقع الشهير تتقاطع المحافظات الثلاث، ومن هنا يكتسب الموقع أهميته الإستراتيجية والتاريخية.
ونِهم إحدى مديريات محافظة صنعاء اليمنية وأكبرها جغرافيا. وتضم عزل: عيال صياد، عيال منصور، الحنشات، عيال غفير، مرهبة. وتقع مديرية نهم شمال شرق العاصمة صنعاء مباشرة، يحدها شمالا الجوف وحرف سفيان بمحافظة عمران، شرقا مأرب، جنوبا مديريتي بني حشيش وخولان صنعاء، ومن الغرب مديرية أرحب، وتشكل المديرية بجبالها المرتفعة وتضاريسها الوعرة نهاية القيعان وبداية الهضاب.
في مراحل مختلفة من تاريخ اليمن القديم كانت "فرضة نهم" جدار الصد للتقدم نحو صنعاء، مع الاعتبار هنا بأن نقل المعركة من الصحراء صعودا إلى أعلى الجبل حيث يتمركز العدو مغامرة وانتحارا بمفاهيم العلوم العسكرية.
في أعلى الفرضة يقع معسكر تابع لقوات الحرس الجمهوري سابقاً التابعة للمخلوع صالح، تتبع المعسكر نقطة عسكرية ومخزنا لتأمين السلاح وتحصينات مشرفة على الطريق وخنادق.
وفي 2011 بدأ صالح تحريك قواته لضرب شباب الثورة السلمية التي اندلعت ضد نظامه في 11 فبراير، كانت قواته المتمركزة في نهم ومناطق الطوق على رأس خياراته، أدركت القبائل والجيش المناصر للثورة أهمية ذلك.
في ال27 من مايو 2011 سيطرت القبائل الثائرة على معسكر وموقع الفرضة ومعها نقيل بن غيلان لتخرج بوابة صنعاء الشرقية من سيطرة صالح، باتت قواته محاصرة غير قادرة على الحركة وسلاحها صار بيد الثوار.
في 2012 سلم الثوار المعسكرات والمواقع للحكومة التوافقية، وتم نقل كتائب من الجيش المناصر للثورة إلى معسكر الفرضة. لكن المعسكر والمواقع الأخرى عادت مجددا تحت سيطرة تحالف صالح وجماعة الحوثي بعد انقلابهم على الدولة في سبتمبر2014م.
وعلى الجهة الغربية من مديرية نهم تأتي الأهمية الاستراتيجية الأخرى بالنسبة لمعركة شرق صنعاء من موقع مديرية أرحب التي طالما أُطلق عليها مفتاح صنعاء الاستراتيجي. وتقع مديرية أرحب في محافظة صنعاء في أقصى شماليها الشرقي، وإلى الشمال من مديرية بني الحارث التابعة لأمانة العاصمة على بعد 25كم من مدينة صنعاء، وترتفع المديرية عن سطح البحر نحو 2200م تقريباً، ما خلا الأودية كالخارد وشوابة وهران فدرجة ارتفاعها دون ذلك.
وتتصل حدودها الإدارية في الشمال والغرب مع الحدود الإدارية لمحافظة عمران، التي تحدها من الشمال (مديرية حرف سفيان) ومحافظة الجوف (مديرية المطمة)، ومن الجنوب محافظة صنعاء (مديرية همدان)، وأمانة العاصمة (بعض قرى مديرية بني الحارث)، ومن الشرق مديرية نهم، ومن الغرب محافظة عمران (مديريات ريدة، خارف، ذيبين)، ومديرية همدان.
ويؤكد مراقبون أن معركة أرحب (شمال شرقي صنعاء) ستكون حاسمة في التقدم نحو العاصمة اليمنية، نظرا لموقعها الإستراتيجي وولاء قبائلها للسلطة الشرعية.
وبحسب مصادر في الجيش الوطني فإن أكثر من 90% من ولاء قبائل أرحب لقوات الشرعية والثورة، وهي قبائل متقاربة مع قبائل منطقة فرضة نهم في رفضها الانقلاب الذي قادته جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ويشدد قادة في القوات المسلحة اليمنية على الأهمية الإستراتيجية لأرحب من حيث إنها منطقة متاخمة مباشرة لصنعاء، والسيطرة عليها بشكل كامل يفتح الطريق لتقدم سريع نحو العاصمة اليمنية.
ويتوقع خبراء عسكريون حصول تغيير كبير في المشهد العام في صنعاء على خلفية السيطرة على أرحب، كون ذلك سيمهد لاستعادة الدولة الشرعيةَ وإلغاء مظاهر الانقلاب في اليمن والمليشيات التي أوصلت اليمن إلى ما هو عليه الآن.
ويشير الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية اليمني/ محمد جواس إلى أن أرحب ذات أهمية إستراتيجية كبيرة لما فيها من حاضنة اجتماعية توالي السلطة الشرعية، ولها تاريخ في مقارعة المخلوع. وفضلا عن موقع أرحب الإستراتيجي المطلّ على مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، فإنها تربط بين ثلاث محافظات: صنعاء وعمران والجوف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.