كشف مصدر قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام عن وضع مليشيا الحوثي الإيرانية، عدة شروط مقابل تسليم جثة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح. وذكرت المصادر أن المليشيا اشترطت على وزراء المؤتمر الشعبي العام في حكومة الانقلاب بصنعاء وكذا أعضاء مجلس النواب عن حزب المؤتمر وممثليه فيما يسمى المجلس السياسي، حضور اجتماع مشترك يصدر عنه بيان مشترك يصف فيه الرئيس السابق بالخائن ويبارك ما قامت به ما يسمى اللجان الأمنية ومسلحي المليشيا، وتأييدهم لما تسميه المليشيا وأد الفتنة. القيادي المؤتمري، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أن يحيى الراعي- رئيس البرلمان- ووزراء حزب المؤتمر رفضوا هذا الأمر نهائياً وأبلغوا قيادات المليشيا أن الذهاب إلى فنادق الرياض خير من تبني هذا الموقف. وفي سياق متصل بجثمان صالح، أكدت وسائل إعلامية، رفض جماعة الحوثي المسلحة، أمس الخميس، طلباً للصليب الأحمر الدولي بتسليم جثة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الذي قتلته الاثنين الماضي،-حسب مصدر حقوقي مُطلع على التفاصيل. وأفاد المصدر المتواجد في صنعاء -مفضلاً عدم الكشف عن هويته- "إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعددا من المنظمات الدولية العاملة في اليمن طالبت الحوثيين بتسليم جثة صالح، وعدد من قيادات حزبه ممن قتلتهم الجماعة (وأعدموا) إلا أن الحوثيين رفضوا هذا الطلب، بدعوى فتح ملف لدى النائب العام للتحقيق في مقتل صالح". وكان القيادي في جماعة الحوثي/ عبد القدوس الشهاري، قال في وقت سابق لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن جثمان الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح مازال في الثلاجة ولم يتقرر بعد موعد دفنه، وأن النيابة هي من يُقرر تاريخ ذلك بعد نهاية التحقيقات، على حد تعبيره. وقال قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، لوكالة الأناضول إن جماعة الحوثي تشترط ثلاثة شروط من أجل تسليم جثمان "صالح" مشيراً إلى أن الحوثيين "أبدوا استعدادهم لتسليمها لقبيلة سنحان، بشرط عدم التشييع الشعبي للجثمان"، كما اشترطوا أيضا عدم إحالة جثة صالح إلى الطب الشرعي لتشريحها، مع اشتراطهم عدم دفنه في حديقة جامع الصالح بصنعاء". وقُتل "صالح" وعدد من كبار معاونيه، الاثنين، في صنعاء، بعد خمسة أيام دامية لقتال أنصاره والقوات الموالية له مع مليشيا الحوثي. وقال الصليب الأحمر إنَّ 234 قتيلاً و400 جريح هي حصيلة خمسة أيام من القتال بين مليشيا الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق. صالح، 75 عاما، كان رجلاً عسكرياً أصبح رئيساً لليمن في عام 1978، ثم قاد الحرب الأهلية التي أعادت توحيد البلد المقسم في عام 1994. وخلال حكمه على مدى عقدين من الزمن، اُتهم هو وحلفاؤه بنهب مليارات الدولارات من الدولة الأكثر فقراً في العالم العربي. كما خاض حرباً شرسة ضد الحوثيين. واجه صالح احتجاجات جماهيرية في عام 2011، خلال الربيع العربي، ونجا من محاولة اغتيال تركته محروقاً بشدة. وقد أجبرته دول الخليج في نهاية المطاف في العام التالي على تسليم السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي. ثمَّ تحالف بعد ذلك مع الحوثيين من أجل الانتقام من خصومه الذين أسقطوه من السلطة حتى سيطر الحوثيون على صنعاء في 2014م ونتيجة لذلك شن التحالف العربي بقيادة السعودية حملة عسكرية لمواجهة تحالفهم في مارس2015م وظل تحالفهما الهش مستمراً حتى غير "صالح" ولاءه في الثاني من ديسمبر الجاري وعندها تفجرت معارك طاحنة في صنعاء قبل أنَّ تنتهي بمقتله ومعاونيه.