سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المواجهات تتجدد في أبين بعد تعزيز الإمارات قوات الانتقالي بصواريخ حرارية والجيش يدك مواقع المجلس في «الدرجاج» فيما السلطة المحلية تعتبر موقف السعودية يخدم الانتقالي وتدعوها لمغادرة مربع الصمت..
أكدت مصادر محلية في محافظة أبين ل»أخبار اليوم» تجدد المعارك مساء أمس الاثنين، بين مليشيا الانتقالي المدعوم من الإمارات والقوات الحكومية في أبين جنوبي اليمن.. وأوضحت المصادر أن مليشيا الانتقالي شنت قصفاً مدفعياً على مواقع الجيش في مناطق الطرية وشقرة، وأن القوات الحكومية ردت على مصادر النيران وشنت هجوماً معاكساً على مواقع ومرابض مدفعية الانتقالي في مناطق الدرجاج، مشيرة إلى أن القوات الحكومية تمكنت من ضرب أهداف مهمة لمليشيا الانتقالي.. وجاءت هذه الموجهات بعد ساعات من تعزيزات كبيرة دفع بها المجلس الانتقالي لتعزيز قواته في زنجبار.. وفي السياق كشفت مصادر عسكرية عن قيام الإمارات بتسليم قوات المجلس الانتقالي في محافظة أبين دفعة جديدة من الصواريخ الحرارية الموجّهة، لاستخدامها في المواجهات الدائرة مع قوات الجيش الوطني. وأكدت المصادر أن الدّفعة الجديدة من الأسلحة والصواريخ الإماراتية تم تسليمها للقيادي السلفي نزار الوجيه اليافعي، قائد اللواء «الرابع عمالقة»، الذي تم نقله من الساحل الغربي إلى محافظة أبين. وأشارت إلى أن القوات الإماراتية المتواجدة في الساحل الغربي تشرف على المواجهات الدائرة في محافظة أبين، وتقوم بتزويد المليشيات الموالية لها بالأسلحة على الرغم من الحظر المفروض من قبل مجلس الامن، خصوصاً ما ورد في الفقرة 14 من قرار مجلس الأمن «2216» حول حظر الأسلحة. وفي الاتجاه ذاته، قالت وسائل إعلام إماراتية إن المواجهات العسكرية في أبين تهدد بتعطيل اتفاق الرياض، في أبرز تهديد بالانسحاب من الاتفاق الذي يتكرر دائما. وأفادت وكالة «إرم» الإماراتية الحكومية بأن المواجهات الأعنف يومي الجمعة والسبت تهدد باتساع هوّة الخلاف بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي، بعد حالة التقارب الكبيرة بينهما على صعيد مسار تنفيذ اتفاق الرياض، المُبرم قبل عام، برعاية السعودية. وأوضحت الوكالة، في تقرير مطوّل لها، أن باشتباكات أبين الأخيرة واستمرار المواجهات بين الطرفين ميدانياً، وحصد العشرات من القتلى والجرحى، تصاعدت المخاوف من تأثيرها وتهديدها لحالة التوافق والتقارب السياسي على طاولة المشاورات في العاصمة السعودية الرياض، واقتراب بدء استكمال عملية تنفيذ بنود اتفاق الرياض، من خلال إعلان تشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ الخطوات المتعلقة بالشقّين العسكري والأمني. وكان فريق عسكري سعودي، قد وصل يوم الأحد إلى محافظة أبين، حيث تشهد مناطق عدة بالمحافظة اليمنية الجنوبية مواجهات بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بالانفصال. ونقلت وكالة أنباء ((شينخوا)) الصينية عن مصدر عسكري ق إن فريقا عسكريا سعوديا وصل أمس الإثنين إلى محافظة أبين قادما من مقر التحالف العربي في مدينة عدن. وأوضح أن الفريق زار مقر قيادة قوات المجلس الانتقالي في مدينة زنجبار، وتوجه عقب ذلك إلى مدينة شقرة مقر قيادة القوات الحكومية. وبحسب الوكالة: تهدف زيارة الفريق السعودي إلى الاجتماع مع قيادة قوات الطرفين لتهدئة الأوضاع مع تصاعد حدة المواجهات في مناطق عدة بمحافظة أبين. ورداً على وصول اللجنة السعودية أعلنت السلطة المحلية في محافظة أبين جنوبي اليمن، الاثنين، رفضها لأي وساطات أو مبادرات جديدة بين السلطة الشرعية ومليشيات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.. معتبرة أن ذلك محاولة للالتفاف على اتفاق الرياض. جاء ذلك في بلاغ صحفي لوكيل أول محافظة أبين ورئيس اللقاء التشاوري لقبائل المحافظة الشيخ وليد بن ناصر الفضلي وصل «يمن شباب نت» نسخة منه. وقال الفضلي، إن «التمهيد لأي مبادرات أو وساطات جديدة بين الشرعية ومليشيا المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات لن يعدو عن كونه إطالة لأمد الأزمة التي تم الاتفاق على حلها في إطار اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر من العام المنصرم وبضمانة سعودية». وأوضح أن اتفاق الرياض رسم مسارا مزمنا وواضحا للخروج من الأزمة التي صنعها المجلس الانتقالي ومن خلفه دولة الإمارات إلا أنهم مصرون على الالتفاف على الاتفاق كونه تضمن تسليم أسلحتهم الثقيلة وانسحابهم. واستدرك: لأجل إضاعة المزيد من الوقت يتم الترويج مؤخرا عن وصول وساطة من قيادات عسكرية تتبع ألوية العمالقة وغيرها، وهي جهود لا ولن تكون لمصلحة الوطن والمواطن بل لصالح المليشيات وتوفير مخرج آخر لها بدلا من تنفيذ اتفاق الرياض الذي بات رفض مليشيا المجلس الانتقالي تنفيذه واضحا من خلال خروقاتهم المستمرة. وأكد الشيخ الفضلي، رفض السلطة المحلية بمحافظة أبين ومن خلفها أبناء وقبائل المحافظة لمثل هذه الوساطات المعطلة كونها تسهم في استمرار الصراع بمحافظتهم. وأعتبر أن القبول بوساطات ولجان جديدة يعني استمرار الوضع القائم المتمثل بتعطيل تشكيل الحكومة وتواصل انهيار العملة المحلية وسوء الخدمات وتدهور الوضع المعيشي لملايين اليمنيين. ودعا الشيخ وليد الفضلي الجانب السعودي للاضطلاع بدورهم كضامن لتنفيذ الاتفاق ابتداًء ومراقبًا لوقف إطلاق النار ثانيا، بدلا من الوقوف بموقف المتفرج. وقال إن «الموقف السعودي، يخدم بشكل واضح موقف مليشيا المجلس الانتقالي المعرقل لتنفيذ اتفاق الرياض». وتشهد مناطق في أبين من حين لآخر مواجهات بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي رغم موافقة الجانبين على مقترح سعودي قبل نحو أربعة أشهر لوقف إطلاق النار في المحافظة، أعقبه نشر فرق سعودية لمراقبة تنفيذ الاتفاق. ورعت السعودية اتفاقا في الرياض في الخامس من نوفمبر من العام الماضي لوقف العمليات العسكرية بين القوات الحكومية والمجلس الانتقالي، ونص على إعادة تنظيم القوات بين الجانبين وتشكيل حكومة مناصفة بين المحافظات الشمالية والجنوبية. وتجرى حاليا مشاورات في الرياض بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، فيما لا يزال الملف العسكري والأمني متعثرا.