يلوح في الأفق وبوضوح شديد الفشل الذريع لاتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا خاصة في ضوء الممانعة الشديدة والواضحة للانتقالي الجنوبي في السماح للحكومة الجديدة بالعودة الى العاصمة المؤقتة عدن لممارسة مهامها وأعمالها من هناك خاصة بعد ان أدى أعضائها اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض . ومنذ ذلك يتم تأجيل عودة الحكومة الى العاصمة عدن من يوم لأخر دون أبداء أسباب ذلك مع ان الواضح وضوح الشمس في رابعة النهار ان الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا يرفض رفضا قاطعا الالتزام باتفاق الرياض والسماح للحكومة الجديدة بالعودة في ضوء انه بات شريكا في هذه الحكومة ويتعين عليهم الالتزام بما تم التوقيع عليه .
كان أول اختبار للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.. هل سيلتزم بالاتفاق وبعد ان أصبح شريكا في الحكومة وسيسمح للحكومة بالعودة لعدن بيد ان الانتقالي فشل فشلا ذريعا كما هو متوقع وتنكر عن كل التزاماته وتعهداته بان يكون شريكا جادا وحقيقيا في الحكومة ذلك ان المليشيات في كل مكان لا تحترم ولا تلتزم بأي اتفاقات او التزامات .
وبدا واضحا ان الانتقالي الجنوبي وبدعم إماراتي واضح يتلاعب بالحكومة الشرعية بوعود عرقوبيه وممارسات صبيانية وتحركات مشبوهة هدفها افشال اتفاق الرياض ووضع المطبات أمام الحكومة الجديدة وتظهر انه قادم على ممارسة افعال وتصرفات لإشاعة الفوضى والانفلات الأمني وزيادة الأوضاع سوءا في كل مدن الجنوب ولا يمضي ابدا في الأهداف الوطنية لصالح إعادة الهدوء والاستقرار للعاصمة عدن والتنفيذ لاتفاق الرياض .فيما الشرعية وتحت ضغوط المملكة العربية السعودية نفذت وتنفذ كل التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق الرياض واليه التسريع وذلك بدءا من الانسحابات العسكرية وصولا الى تشكيل الحكومة الجديدة وإعلانها رسميا وهذا يضع المملكة السعودية في موقف محرج في ظل التعنت الشديد للانتقالي الجنوبي الإماراتي في تنفيذ ما عليه من التزامات نص عليها اتفاق الرياض .
سيناريو اتفاق السلم والشراكة يتكرر ما يقوم به الانتقالي الجنوبي من مماطلة وتهرب من تنفيذ اتفاق الرياض بأسلوب ونهج المليشيات يعيد الى الأذهان والذاكرة نفس سيناريو اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته الشرعية مع مليشيات الحوثي الانقلابية في العام 2014 في العاصمة صنعاء اذ ها هو يتكرر ذات المشهد وذات السيناريو المؤلم والقاسي وذات الأخطاء التي قامت بها الشرعية حينذاك وتكررها الان في اتفاق الرياض مع مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي . ِ
تكرار السيناريو عمدت مليشيات الحوثي الانقلابية آنذاك حين وقعت اتفاق السلم والشراكة مع الشرعية الى المماطلة في تنفيذ بنود الاتفاق والتسويف واختلاق الأعذار وكان ذلك بغيه اكمال سيطرتها على مؤسسات الدولة والعاصمة صنعاء بقوة السلاح واكمال انقلابها الكامل والتام على الدولة ومؤسساتها بقوة السلاح في ذات الوقت تعاطت الشرعية بإيجابيه مع الاتفاق حينها والحرص على الالتزام ببنوده حتى وقع المحظور وحققت المليشيات الحوثية هدفها وسيطرت على العاصمة صنعاء واقامت دولتها ونفذت انقلابها القذر والمدمر على الوطن وكان نتاجها هذا الخراب الذي حل بمحافظات الوطن ومعاناه أبناء اليمن بعد انقلاب المليشيات الحوثية على الدولة ومؤسساتها دون وضع أي اعتبار للاتفاق الذي وقعته ..وهذا التنصل هو دأب وسلوك المليشيات الحوثية المقيت ..ووقعت الشرعية في مطب المليشيا الحوثية ..
وللأسف ها هو ذات السيناريو يتكرر وبنفس الأخطاء من قبل الشرعية.. اذ تعاملت الحكومة مع مليشيات الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بحرص شديد وأهداف وطنيه وانطلاقا من مسؤولياتها الوطنية وواجباتها الأخلاقية لإعادة الهدوء والاستقرار. الى العاصمة المؤقتة عدن وكافه مدن الجنوب وذلك حرصا على عدم أراقه دماء أبناء الوطن الواحد وايضا ليتفرغ الجميع لمواجهه مليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف الجبهات .
غير ان قيادات الانتقالي الميليشياويه لديها مشروعها الأخر الذي تعمل عليه بعيدا عن أجندات الحكومة الشرعية .
ورغم توقيع الانتقالي الجنوبي لاتفاق الرياض منذ أكثر من عام الا انهم ماطلوا كثيرا وعملوا على اختلاق الأعذار وتوجيه الاتهامات للشرعية بغيه التهرب من تنفيذ أي التزامات عليهم وحين تم الاتفاق والتوافق على آليه التسريع لتنفيذ اتفاق الرياض تنازلت الشرعية كثيرا وقدمت الكثير بفعل ضغوط المملكة السعودية حتى لا ينهار الاتفاق برمته وقدم الأشقاء ضمانات عدة للشرعية بان يلتزم الانتقالي بالاتفاق .. فتمت الانسحابات وشكلت الحكومة الجديدة بينما لا يزال الانتقالي الجنوبي يمارس ذات الاعيب مليشيات الحوثي وتنصله ومماطلاته في عدم تنفيذ التزاماته في اتفاق الرياض ويسعى بكل جهد الى تحدي السعودية وفرض ارادته بالقوة وبعيدا عن كل الاتفاقات .
بات واضحا في الصورة ان الانتقالي الجنوبي يرفض السماح بعودة الحكومة الجديدة الى العاصمة عدن رغم انه بات شريكا فيها وهو ما يعتبر نسفا كاملا لاتفاق الرياض ورفضا له وعدم الاعتراف به الان !
وغير هذا تبرز أسئلة عديد ة
كيف ستعمل الحكومة الجديدة في حال عودتها مستقبلا الى العاصمة عدن في ظل هذا الوضع وهل سيسمح لها الانتقالي بممارسة مهامها وأعمالها وواجباتها من هناك !
وماذا بعد؟ يبدو واضحا ان اتفاق الرياض يسير الى مثواه الأخير في مقبره القطيع بعدن وسيشيع المجلس الانتقالي الجنوبي جثمان اتفاق الرياض بكل برودة وعدم اهتمام او تقدير للوضع الذي تعيشه البلاد ومحافظات الوطن من تدهور واوضاع اقتصادية صعبة ولا يعير ذلك اهتماما وهو دأب كل المليشيات الانقلابية المسلحة من الشمال للجنوب في كل مكان.. تطبق ذاب السلوك وذات المنهج كأنه من مشكاة واحدة تستقي تعليماتها وتوجهاتها دون وضع أي اعتبار لوطن يدمر واقتصاد ينهار ومواطن يئن ويتوجع في كل مكان لكن آن لمثل هؤلاء الشعور بمعاناة اليمنيين او أبناء الوطن طالما وهم يتسلمون دعمهم من الداعم الإماراتي لهم والعدو بالنسبة لكل اليمنيين .! وتبدو الحكومة الشرعية في وضع لا تحسد عليه بعد ان قدمت كل هذه التنازلات حتى يتم تنفيذ اتفاق الرياض لكن يتم الاكتشاف المتأخر كالعادة ان مطب مليشيات الحوثي ها هو يتكرر مع مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي .
اين الضامن؟
ويبرز السؤال الأكبر والأخطر
ما هو موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية من كل هذا التحدي لهم من قبل الانتقالي الجنوبي .. هل سننتظر أعواما جديدة ومديدة لكي تعود الحكومة الجديدة الى العاصمة عدن والتزام الانتقالي الجنوبي بتنفيذ ما عليه في الاتفاق؟
السعودية الضامن والراعي للاتفاق وعليها مكاشفة الجميع بحقيقه الموقف وتسميه الانتقالي كمعرقل لتنفيذ الاتفاق وترك حرية المواجهة للشرعية وعلى الأشقاء الادراك ان أي فشل في تنفيذ اتفاق الرياض وتملص الانتقالي سيعود عليها بكل تأكيد ولن تستطيع بعدها تغطيه أعين الشمس بمناخل الكذب او التبرير أي كان !!!