استمراراً لفعاليات الأسبوع الثقافي والعلمي العاشر لذكرى دخول الإمام العيدروس إلى عدن استكملت يوم أمس مناقشة أبحاث تخرج الدفعة التاسعة من رباط الإمام العيدروس حيث قدم الطالب عبدالله فاروق عبدالله التميمي - كلية الهندسة قسم هندسة ميكانيكية - بحثاًُ بعنوان "العقيدة وأثرها في بناء الفرد والمجتمع" والذي أوضح فيه الباحث عن معنى العقيدة وكيف يكون لها آثار إيجابية في بناء الأفكار والمجتمعات والأسلوب الصحيح في نشر هذه العقيدة"، بعد ذلك ألقى الطالب أحمد محمد عبدالرحمن الجنيد - كلية الهندسة قسم هندسة الكمبيوتر - بحثا بعنوان: "إسهامات علماء المسلمين في علم الرياضيات" أشار فيه إلى الدور الفريد الذي لعبه علماء المسلمين في هذا العلم كاختراع الأرقام العربية والصفر وعلم الجبر وغيرها، ثم قدم الطالب محمد عبدالقوي مثنى - اليافعي كلية المحاسبة قسم الحسابات - بحثاً بعنوان "اليهود وضررهم على الأمة الإسلامية" متحدثاً عن الأضرار التي لحقت بالمسلمين والتي لازالت مستمرة حتى يومنا هذا وكيد اليهود وحملتهم الشرسة على الإسلام والمسلمين، بعد ذلك قدم الطالب علوي أحمد مشهور بن شهاب - كلية الهندسة قسم هندسة ميكانيكية - بحثاً بعنوان "الأربطة ودورها في مدرسة حضرموت" حيث أشار الباحث إلى دور هذه الأربطة الإسلامية في تربية الأجيال الصالحة التي تتميز بالوسطية والاعتدال والأخذ بالعلم الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم-. كما قدم محمد علوي حامد بلفقيه - طالب في كلية الآداب قسم الإعلام - بحثاً بعنوان "الصحافة الحضرمية نشأتها وتطورها" أشار فيه إلى أن حضرموت شهدت حراكاً صحفياً منذ بداية القرن العشرين ولازالت مستمرة إلى وقتنا الحاضر وقال: إن هناك تجاهلاً للصحافة الحضرمية وقد تحدث عن التجربة الصحفية الحضرمية، مشيراً إلى دور حضرموت في الحياة الصحفية وأن الصحافة الحضرمية تناولت قضايا ملحة تهم حضرموت متحدثاً عن معنى الصحافة ومهمتها في نشر الآراء والأفكار والأخبار، وقال: إن العوامل التي ساعدت على تطور الصحافة في حضرموت عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، كما أن الباحث قد ألقى نظرة سريعة على الصحافة الحضرمية في المهجر منها في اندنيسيا وبلدان أخرى مستعرضاً عدداً من الصحف التي صدرت في حضرموت ورؤساء تحريرها وما تناولته الصحافة في مرحلة ما قبل الثورة وبعدها وحتى قيام الوحدة، هذا وقد قدم الباحث علي أحمد عيدروس - طالب في كلية المجتمع قسم الهندسة المدنية اندنيسيا - بحثاً بعنوان "الجهاد في العصر النبوي" والذي قال: إن بحثه هو رداً على ومن يقول بأن الإسلام دين عنف، وأشار في بداية بحثه إلى ما تعرض له الإسلام منذ بداية عهده من أذى،مشيراً إلى ما تعرض له الرسول - صلى الله عليه وسلم- من أذى عند نشر الدعوة الإسلامية، وذكر في سياق حديثه الرد على الشبهات على من يقول بأن الإسلام دين قتال أو نزاع، كما أكد بأن الإسلام دين عامة الناس وليس حكراً لفئة معينة، وأوضح بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو القدوة الحسنة فلم يبد لأحد عدوانا حتى مماته، وأشار متسائلاً: من هو الإرهابي؟ هل من تحلى بأخلاق الإسلام أو من دافع عن نفسه وعن الدين هو إرهابي أو هو من يحتل الأراضي ومن يقدم مقابر جماعية وينتهك الأعراض، هذا وقد قدم الباحث عبدالله علوي عبدالله عينيد بحثاً بعنوان" التمويل واستثمار الأموال في الشريعة الإسلامية" أشار فيه إلى ضبط القواعد وسعة المقاصد في كيفية استثمار الأموال حسب الشريعة الإسلامية. ومنذ يوم أمس توافدت جموع العلماء والضيوف والشخصيات العلمية البارزة في مسجد الإمام العيدروس للمشاركة في هذا الأسبوع الثقافي منهم العلامة سالم بن عبدالله الشاطري والداعية علي بن الشيخ أبي بكر. وفي إطار الفعاليات الثقافية والفكرية أقيمت اليوم في مسجد الإمام العيدروس الدورة الفكرية الثالثة للمفكر والداعية الإسلامي العلامة أبو بكر ابن علي المشهور تحت شعار: "من أجل ترشيد الخطاب الإسلامي على ألسنة حملة المنهج الأبوي المسند وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من طوفان التسييس الأنوي الممتد استجابة لقوله - صلى الله عليه وسلم- "من أحيا سنتي عند فساد أمتي فله أجر مائة شهيد"، حيث بدأت الجلسة الأولى افتتاحيتها بالقرآن الكريم وقد كانت بعنوان "إعادة ترتيب وبناء واعي في سبيل نصرة الحبيب" أفكار مطروحة ومناقشات مفتوحة للمفكر والداعية الإسلامي أبو بكر بن علي المشهور والذي أبدى فيها شكره وتقديره للحاضرين الذين تجثموا متاعب السفر من مناطق مختلفة، وأوضح للحاضرين بأن هذه الدورة هي دورة علمية فكرية هدفها ترشيد الخطاب الإعلامي الأبوي، وتحدث عن ما جرى للأمة المحمدية من تغير وتشتت، وأشار إلى أن سبب هذا الشتات لهذه الأمة التي خربت بيتها بيديها كونها تطبق منهج اليهود وقال: أنا لم أجمعكم لتصفقوا لي أو تنشدوالى لأن هناك دعاة يفسرون الواقع باسم الدعوة الإسلامية، وأوضح أن الأمة تحتاج إلى تغير الفكرة والتي بها يتم إحياء سنن الدعوة، كما قال أيضاً إن لغة التحريش وصلت بين الأب وابنه وبين الداعية وأتباعه، كما أشار إلى أن هناك متخصصين الإرادة لخلق المنازعات والاختلالات التي لا أساس لها، وأكد بأن السبب لهذا الطوفان انعدام الإدارة والترتيب وحالة الطوارئ ، وقد ذكر بأن أهمية الإعادة والترتيب للأمة تكون على ثوابت عاطفية وأن الشيطان يلاقي فرصاً حين يختلف المسلم مع المسلم يريد بها القطيعة، وجدد دعوته إلى إعادة ترتيب وتجديد المبنى وتقويته وتثبيته ولن يكون إلا بإعادة ترتيب السلوك وتصحيح الفكر للنظر إلى ما وراء النص والسلوك والظواهر وإلى الثقافة الملتزمة، وقال نحن سوف نجد لغة جديدة ومنهاً جديداً وكل شيء جديد من منهج الاقتداء بالسلف الصالح، وأشار إلى أن هناك إفراطاً وتفريطاً في منهج الصوفية ومنهج الآخرين، وأشار بأن الإنسان إذا تعصب أحياناً قد يخرج عن الدعوة، لأن هناك أسلوباً للشيطان وحزبه يسعى إلى غرس العداء والتحريش والدعاية، كما أوضح بأن المصدر الوحيد للحقائق هو الكتاب والسنة والذي نحن بحاجة إلى القراءة والتمعن فيهما على أكمل وجه وبالشكل الصحيح لكي نكون من أصحاب السلامة، وذكر قائلاً: إننا لسنآ ممن يريد إخراج الناس من المذهبية إلى اللامذهبية والتفنن في إيجاد القضايا لأنه إذا حقنت الشعوب بالتحريش جاء الهلاك. ونوه في سياق كلامه بأن الإسلام يمر بمرحلة خطيرة ليس من اليهود والنصارى وإنما من المسلمين أنفسهم وأنه لا مخرج إلا باتباع منهج النمط الأوسط لكي نبقى على منهج السلامة، وقال: نحن نريد أن نضع لأنفسنا أساساً داخل البحر والذي يتطلب منا وعياً لكي نبني خرساناً ثابتاً في البحر لأننا نواجه طوفان عنيف. وجدد دعوته إلى التجرد من الأنانية، كما أشار إلى أن الصراع العقائدي الذي تمر به المرحلة بحاجة إلى مفهوم الإعادة والترتيب، وأوضح بأنه لا يوجد من يبني علمه على ميزان شرعي ومقاييس علمية. هذا وقد رد الحبيب أبو بكر بن علي المشهور على مجموعة من التساؤلات خلال جلسة الافتتاح حيث فتح باب النقاش للحاضرين وأجاب على كل التساؤلات التي كانت محط تساؤل الحاضرين منها "من هم أصحاب النمط الأوسط؟ فأجاب قائلاً: إنهم من التزموا بمبدأ الاعتدال مع الخلق وأوضح بأن هذا المنهج يحفظ الإسلام والشعوب والدماء".وأقيمت عصر هذا اليوم في مسجد الإمام العيدروس الجلسة الثانية استمراراً للنقاش في موضوع الجلسة الأولى، وستقام في هذه الليلة بعد صلاة العشاء أمام ساحة العيدروس أمسية ثقافية تتخللها محاضرات دينية وأناشيد دينية ومسرحيات ثقافية ولازالت حتى هذا اليوم تتوافد جموع غفيرة من الضيوف من مختلف المحافظات إلى مسجد الإمام العيدروس. وسيفتتح يوم غد الأربعاء أعمال المعرض الثقافي الذي سيدشن أعماله في المكتبة الوطنية حيث ستقدم فيه بعض الأعمال الثقافية منها عرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية، وعرض مجسم للسيرة النبوية وهناك أعمال أخرى.