حصلت «أخبار اليوم» على مجموعة من الوثائق والمذكرات تؤكد تسبب وزارة الصحة العامة والسكان في قطع علاجات من عقار «السلسبت» الخاص بمرضى الكلى ومماطلتهم في توفير هذا النوع من العلاج. وافادت الوثائق -التي تحتفظ بها الصحيفة- ان مماطلة وزارة الصحة واهمالها في توفير علاج مرضى الكلى يأتي رغم تلقي وزير الصحة عدداً من التوجيهات بسرعة التوفير من قبل رئيس الوزراء السابق والحالي ومدير مكتب رئاسة الجمهورية ونائب رئيس الوزراء وزير الداخلية إلى جانب تلقيه شكاوي كثيرة من مرضى الكلى في عدد من المحافظات والبرنامج الوطني للإمداد الدوائي وجمعية الرحمة الإجتماعية لزارعي الكلى. وأوضحت الوثائق ان الوزير قام بتغيير عقار «السيكوسبورين» الأصلي بآخر مقلد رغم المطالبة بعدم تغيير العلاج الأصلي وانه ثبت ان العقار المقلد غير مطابق للمواصفات من الصيدليات المركزية وعدم صرفه للمرضى إلا أنه أصر على صرفه للمرضى وانه في كل فترة يسعى لتغيير العلاجات الأصلية بأخرى مقلدة بسبب عدم اتخاذ اجراءات صارمة ضده. إلى ذلك استغرب الدكتور عبدالكريم راصع-وزير الصحة العامة والسكان من الهالة الإعلامية التي بدأ إثارتها حول مناقصة شراء الدواء الخاص بمرضى الكلى التي تم ارساؤها على شركة «سبلا» الهندية، مشيراً إلى ان هذه الشركة تقدمت بأقل عطاء وبفارق مليون ومائتين ألف دولار عن الشركة الممثلة لشركة «روش» السويسرية. وأوضح د. راصع في تصريح ل«أخبار اليوم» بأنه تم ارساء المناقصة بحسب قانون المزيدات والمناقصات، مؤكداً بأن شركة «سبلا» الهندية تقوم بتصنيع نفس الدواء الذي تصنعه شركة «روش» بترخيص من الشركة الأم وهي «روش» بنفس العناصر والمركبات، طالباً من الشركة الممثلة لروش وهي شركة «ناتكو» انها اذا كانت تريد فعلاً خدمة المريض وتسعى لإرساء المناقصة عليها فعليها ان تتقدم بنفس العطاء، مبدياً استعداد الوزارة في حال اقدمت «ناتكو» على التقديم بنفس العطاء الذي تقدمت به «سبلا» المصنعة لذات وبترخيص من شركة «روش» نفسها للتوقيع عقد مع شركة «ناتكو» الممثلة لشركة «روش» في اليمن لمدة «5» سنوات قادمة، وايقاف توقيع العقد مع «سبلا». وابدى استغرابه -أيضاً- من ان يتم اقحام المرضى في مسألة ارساء المناقصة على اي شركة، كون المريض لا يعنيه إلا توفير الدواء الذي يفيده ويعود عليه بنفس النفع بعيداً عن مسميات الشركات المصنعة أو المستورة طالما وانه يؤدي نفس الغرض عوضاً عن كون هذه الشركة «سبلا» الهندية تصنع الدواء بموجب ترخيص من شركة «روش» الأصلية. وأكد انه اذا كانت وزارته تريد الدخول في عمليات السمسرة في المناقصات لما خصصت ما نسبته «60%» من الميزانية المخصصة لشراء الأدوية ان يتم شراءها عبر منظمة الصحة العاليمة. وطالب الدكتور راصع في ختام تصريحه للصحيفة من شركة ناتكو والشركات الأخرى ان ترأف بحال المرضى، متسائلاً عن كيفية فاعلية الدواء الذي تصنعه شركة «سبلا» الهندية لدى مرضى الكلى في الهند الذين يفوق عددهم بنسبة كبيرة عدد مرضى الكلى في اليمن اذا ما تم قياسه بعدد السكان. وقال كيف يتم معالجة امراض الكلى في الهند بهذا الدواء ويؤدي فاعليته في حين يروج البعض انه لن يفيد مرضى الكلى في اليمن، مضيفاً بأن من يقفون وراء هذه الهالة الإعلامية اما وانها مصالح شركات أو دوافع اخرى مرضى الكلى بعيدين عنها كل البعد.