سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حديث الدگتور الظاهري عن دور الأحزاب السياسية في مواجهة الدعوات التشطيرية والمناطقية .. الأحزاب أهدرت وظائفها في تعزيز الهوية الوطنية والوحدة في خطر إذا استمر الصمم والتبلد السياسي
في ظل الصمت المريب للقوى السياسية الفاعلة على مستوى الخارطة الوطنية حيال الظواهر السلبية التي يمارسها بعض المرجفين الذين فقدوا مصالحهم وتحركهم قوى خارجية تحت ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يأخذ بمأخذ التصعيد في بعض المحافظات الجنوبية ويتجه نحو مراحل خطيرة. . أكد الدكتور/ محمد الظاهري رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن الأخطار محدقة بالوحدة اليمنية فيما الأحزاب السياسية أهدرت وظائفها الرئيسية الاقتصادية والاجتماعية في تعزيز الهوية الوطنية وتحقيقالتكامل الوطني والقومي مشيراً إلى أن الأحزاب السياسية سواء الحزب الحاكم أو المعارضة كثيراً ما تركز على المشاركة السياسية وتختزلها في التعبئة السياسية بشكل موسمي قبيل الانتخابات. وحمل الظاهري الحزب الحاكم وحكومة المؤتمر الشعبي المسؤولية الكبرى فيما يجري من دعوات تشطيرية في الجنوب ولم يعفي الظاهري أحزاب المعارضة من مسؤوليتها في الحفاظ على الاستقرار والأمن الوطني اليمني مؤكداً أن المسؤولية تضامنية وإن كان المؤتمر الشعبي العام يتحمل جلها. وأوضح الظاهري في تصريح ل "أخبار اليوم" أن الخطر الذي يتربص بالوحدة اليمنية ويتمثل في الخط بين تدني أداء الحكومة اليمنية وبين الإساءة للوحدة اليمنية إضافة إلى إشكالية عدم اعتراف النخبة الحاكمة بالأزمة السياسية والخطر الذي يهدد اليمن مجتمعاً ودولة معبراً عن أسفه من تحويل الانتخابات من آلية إلى غاية وهدف لتبدو أقرب إلى لحظة كاشفة لمواطن القوة والضعف في اليمن. واعتبر الظاهري أصوات النشاز التي ظهرت في بعض المناطق الجنوبية لا تعبر عن الاتجاه العام للمواطنين في المحافظات الجنوبية مقتصراً ما يحدث على بعض الموظفين الرسميين الذين تقف ممارساتهم وراء ذلك والذين كان يفترض اختيارهم بعناية وعقلانية مشيراً إلى أن الانفصال الأكبر والأوحد هو الفساد والاستبداد مؤكداً أن لا وحدة مع استبداد وديكتاتورية ولا ديمقراطية مع تشطير وتجزئة. وأوضح أن الوحدة اليمنية كانت بمثابة الشخصية الملهمة للشعب اليمني في شماله وجنوبه وتعد من أغلى الوحدات الوطنية في العالم وتابع رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة صنعاء القول: قد شنت حروباً شطرية باسم تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م وإجراء أول انتخابات في 93 فظهرت الأزمة للأسف عام 94م وقامت الحرب الأهلية اليمنية رغم أن هناك تزامن بين إعلان قيام الوحدة والتعددية السياسية والحزبية إلا أن أزمة حرب صيف 94م لم تعزز العلاقة بين الديمقراطية والتعددية السياسية والوحدة، مشيراً إلى أن هناك وحدويون ولكن لا وجود للديمقراطيين بسبب أن كل شطر مشبع بثقافة غير ديمقراطية فالحزبية بالشمال كانت محظورة مع وجود تنظيم المؤتمر الشعبي العام فيما بعد وفي الجنوب كان التنظيم الأوحد هو الحزب الاشتراكي اليمني. واعتبر الظاهري الوحدة اليمنية واجباً دينياً وضرورة سياسية ومطلباً اقتصادياً فهناك فرق منهجي بينها وبين تدني أداء النخبة الحاكمة أو الحزب الحاكم. وقال الظاهري: ينبغي على حكومة المؤتمر الشعبي العام أن تنتقل من شرعية الوحدة التي اتكأت عليها كثيراً إلى إيجاد مؤسسات حديثة وتفعيل وظائف النظام السياسي ومكافحة الفساد حيث ينبغي تعزيز الشرعية السياسية منوهاً إلى أن الوطن اليمني يعاني من خطر حقيقي على مستوى حدوده البحرية فهناك قرصنة تنشط يوماً بعد آخر في البحر الأحمر وهناك تدخل إسرائيلي كما تم الإعلان عنه بشكل رئيسي أن هناك اختراق لبعض الجماعات محملاً التنمية الحاكمة وحزبها مسؤولية تلك الأزمات كونه من السلطة ومسؤولية التبلد السياسي حيال ذلك مشدداً على ضرورة أن يتدخل رئيس الجمهورية كرئيس لكل اليمنيين في حل مشكلة أزمات النظام التي يقابلها صمم سياسي إذ أن هناك إجراءات من قبل الحزب الحاكم تهدد الوجود السياسي للمعارضة في محاولة استنساخه لها.