أبدى الدكتور/ عبدالله الأشعل الخبير في الشؤون الإستراتيجية ووكيل وزارة الخارجية المصرية السابق خشيته من أن تتأثر بعض الدول العربية بالموقف الأميركي الذي يتوقع أن يكون معارضاً لما ستخرج به القمة في الكويت التي يتوقع أيضاً أن يكون لها نفس موقف قمة غزةبالدوحة والتي كانت أكثر انحيازاً للمقاومة. وقال الدكتور الأشعل في تصريح خاص ل "أخبار اليوم" عبر الهاتف مساء أمس أنه قد يكون هناك مواقف سياسية مختلفة في قمة الكويت لكنه توقع أن يكون لإثارة قمة غزة في الدوحة لموضوع العدوان الإسرائيلي ومذابحه بالشكل الكبير قد يكون له أثر بالغ على قمة الكويت ويترك مجالاً كبيراً في القمة التي قد تتحول من قمة اقتصادية إلى قمة سياسية نظراً للوضع في غزة وأن تؤجل القضايا الاقتصادية إلى ما بعد القمة. وأضاف الأشعل رداً على سؤال الصحيفة عن رأيه في دعوة مصر إلى قمة في شرم الشيخ اليوم أنه يجب الترحيب بأي قمة تدعم الحق العربي لأننا بحاجة إلى تحالف دولي ضد إسرائيل وجرائمها. مشيراً إلى أنه إذا تمكنت قمة شرم الشيخ التي دعت إليها مصر من تقديم جديد أو دعم الموقف العربي فسوف يكونوا أمراً مفيداً للعالم العربي. وأبدى موافقته لتعدد البنود ووجهات النظر لكن بشرط أن يكون لها هدف واحد يجب أن يتسابق الجميع نحو تحقيق هذا الهدف. وتابع قائلاً: أن ما وصل إليه العالم العربي في هذه المرحلة أما أن يرديها في الحضيض وأما أن يرفعها إلى الأعلى لأنه إذا ارتفع الزعماء العرب عن التجاذبات الداخلية داخل المنطقة وارتفعوا إلى مستوى الشعوب التي تنتظر منهم أن يكونوا قيادات حقيقية لأن الوقت غير متاح للدخول في مهاترات ومزايدات أو صراعات جانبية تشغلهم عن الهدف الأساسي. وفي ذات الاتجاه قال الأشعل: إذا كانت الدول العربية الرئيسية لا تزال تضع الولاياتالمتحدة الأميركية في الاعتبار فيما يتعلق بغزة أو في العلاقات الاقتصادية فلا أظن أن هناك نجاحاً سيحدث لأن القضية في النهاية هي الدعم الأميركي الأعمى لإسرائيل التي ما كانت ستقدم على ارتكاب جرائمها في غزة لولا الدعم الأميركي. وطالب الأشعل القادة العرب بأن يكون على استعداد تام لمواجهة جادة وحقيقية لكل القضايا التي تتعلق بأميركا وإسرائيل وأن تكون هناك رؤية واضحة للمصالح العربية ومشتركة أيضاً. وعن إعادة إعمار غزة قال الأشعل: على إسرائيل إعادة الأعمار في قطاع غزة ودفع التعويضات لأنها هي من ارتكبت هذه الجرائم وقامت بالتدمير لذلك يجب عليها دفع التعويضات وإعادة الأعمار بالكامل. من جهة أخرى طالب مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه على المستوى الوزاري أمس في قمة الكويت الاقتصادية مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته بإلزام إسرائيل بوقف عدوانها على غزة فوراً وتطبيق القرار الأممي المرقم "1860". وأكد المجلس على ضرورة العمل على الفتح الفوري لجميع المعابر الحدودية مع قطاع غزة طبقاً لاتفاقية نوفمبر 2005م وتسهيل عبور الأفراد ومواد الإغاثة. . وأكد المجلس على ضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للعودة إلى مجلس الأمن لإصدار قرار يلزم إسرائيل بتنفيذ القرار رقم "1860" نظراً لاستمرارها بالتعنت في عدم تنفيذه. ودعا القرار المجتمع الدولي والدول المؤثرة وعلى نحو خاص مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية ووفقاً لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية بإلزام إسرائيل بالوقف الفوري لعدوانها على قطاع غزة والالتزام بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم "1860". وطالب القرار بتكثيف جهود الإغاثة والعون الإنساني والطبي للمواطنين الفلسطينيين بقطاع غزة بالتنسيق مع مصر والأردن والطلب في المجالس الوزارية العربية المعنية بتقديم المساعدات العاجلة على نحو فاعل يلبي احتياجات السكان والقطاع في غزة. كما طالب بتكثيف الجهود العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بشكل فوري بما يضمن وحدة الشعب الفلسطيني وترابه الوطني ويحقق استقلاله الوطني وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس. ودعا القرار إلى النظر في التعامل العربي مع إسرائيل بما في ذلك العلاقات معها وتفعيل قرارات المقاطعة الاقتصادية العربية ضد إسرائيل بما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني طالما استمرت إسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني. كما دعا القرار إلى تكثيف الاتصالات مع الإدارة الأميركية الجديدة بشأن قضايا السلام في الشرق الأوسط، وكلف القرار الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتوثيق الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في عدوانها على قطاع غزة وإعداد ملف قانوني لرفعه إلى الهيئات القضائية المعنية بمحاكمة مجرمي الحرب والطلب من الدول الأعضاء توفير الموارد المالية اللازمة لذلك.