فيما اليمن تحتفل بيوم الديمقراطية الذي وافق أمس الاثنين 27ابريل 2009م، حيث توافدت جموع إلى عاصمة محافظة أبين حشدهم ما يسمى بالحراك في المحافظات الجنوبية لتقوم باحتفالات موازية كممارسة على ارض الواقع لهذه الديمقراطية. ذكر موقع قناة "العالم" الإخباري أن هيئات الحراك الجنوبي والتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" دعت المواطنين الجنوبيين في اليمن إلى المشاركة بكثافة في التظاهرات. وهذا ما واكبه ولوج إيران فيما يدور في اليمن حيث قامت قناة العام الإخبارية التابعة للحكومة الإيرانية بنشر خطاب قيادات ما يسمى بالحراك في الجنوب دون سواها من وسائل الإعلام الناطقة بالعربية. القناة الإيرانية وفي سياق تغطيتها للمهرجان المقرر انطلاقه أمس في محافظة أبين أرجعت هذه التظاهرات إلى كونها ردة فعل على ما أسمته " خطاب الرئيس اليمني السبت الذي أعلن فيه الحرب الثانية على الجنوب" حسب زعمها. ولم تكتفي قناة العالم في تقريرها بتجاوز حدود المهنية وتقويل الرئيس صالح ما لم يقله بل ذهبت إلى إصدار فتوى قانونية تفيد بدخول البلد في فراغ دستوري وانتهاء فترة البرلمان ومخالفته للدستور بالتمديد وهو ما يفصح عن توجه إيراني لتبني خطاب إعلامي أكثر تطرفاً من قادة الحراك الجنوبي الذين لم يطلقوا على خطاب الرئيس خطاب إعلان الحرب. وقالت قناة العالم إن تظاهرات أمس جاءت احتجاجاً على خطاب الرئيس صالح السبت الفائت الذي أعلن فيه - حسب زعمها - الحرب الثانية على الجنوب ، وذكرت أن الرئيس صالح أعلن خطاب الحرب وحرب احتلال الجنوب لأول مرة من ميدان السبعين في العاصمة صنعاء في 27 أبريل 1994. ومن الملاحظ أن القناة استخدمت مصطلحات " احتلال الجنوب " عند حديثها عن الجنوب ، وهو ما يكشف عن نوايا إيرانية لدعم الانفصال بعد أن توجهت أصابع الاتهام إليها خلال الفترة الماضية بدعم الحوثيين في محافظة صعدة شمال البلاد ، وعلى ما يبدو أنها هذه المرة ترى في جنوب البلاد أرضاً خصبة لنواياها الخفية. ولم تكتف القناة الإيرانية بذلك، بل صارت تتحدث عن حرب صعدة وتورط السعودية في دعمها التي قالت إنها دعمت صالح للغرق في وحل الحرب هناك. وأضافت القناة: وهذه هي الحرب السادسة التي قرعت طبولها من الرياض لتدفع السعودية بالرئيس علي صالح إلى خوضها رغم الأزمات الكبيرة والكثيرة التي تعاني منها البلاد والتي تغني الرئيس علي صالح عن التفكير في خوض حروب أخرى، إلا أن التركيز ليس إلا على أن يواصل الحرب ضد الزيديين في الشمال،لمواصلة تحقيق هدف إنهاك سلطة اليمن عن الاحتفاظ بالجنوب، ولذا دفعوا بالرئيس علي صالح إلى إعلان الحرب السادسة ضد الشماليين عن طريق إعلانه إلغاء وساطة قطر، عبر الصحيفة السعودية، الذي أعلن من خلالها نكوصه عن الاتفاق المبرم في الدوحة ، أعقبه مباشرة بشن حملات عسكرية في العديد من مناطق صعدة، مدعومة بترويج إعلامي سعودي كبير يعمل السعوديون من خلاله على التعبئة والتحريض ضد الحوثيين طائفياً ومذهبياً، وعرقياً وسلاليا، وإلى آخر نبرات الفتنة والتحريض". وقالت إيران إن السعوديين أتاحوا لعلي صالح استخدام الأراضي اليمنية المحتلة، ضد الحوثيين كي يدفعوا بالحوثيين إلى ملاحقة قوات السلطة المعتدية في تلك الأراضي، ومن ثم جعلها مبررا كبيرا لأن تقوم السعودية بمشاركة قوات علي صالح في الحرب ضد الحوثيين، وربما إشراك دول عربية في "الخليج الفارسي" في تلك الحرب، بدعوى أن الحوثيين يحاربون السعودية. ودعت إيران الشعب اليمني عبر قناتها " العالم " إلى تقوية الحوثيين ، والالتفاف من حولهم ودعمهم بكل القوة ، كما حرضت اليمنيين ضد رئيسهم وقالت " يجب أن يتعامل المواطنون اليمنيون مع السعودية والرئيس صالح عكس ما يريدون تماماً سواء على مستوى الدعوة الوهابية التي هي الذراع الأيمن للسعودية في البلاد". وذهبت إلى القول إنه يجب " توعية الشعب اليمني بأن النظام القائم لا يعبر عن اليمنيين وإنما يعبر عن أطماع آل سعود ويعمل منذ ثلاثين عاماً على تحقيق أهدافهم المدمرة لليمن والهادفة لإذلال اليمنيين، وأنهم مجرد حفنة من العملاء والمرتزقة، المتآمرة على الشعب اليمني أوصلته عمالتها وخستها إلى ما هو عليه الآن من الجوع والخوف، والفقر، والدمار والخراب، وسوء السمعة ". وكانت العلاقات اليمنية الإيرانية قد شهدت توتراً ودخلت مرحلة في عدم الانسجام بعد اتهامات وجهتها صنعاء إلى إيران بدعم التمرد الحوثي في محافظة صعده شمال اليمن. الجدير بالذكر أن محكمة امن الدولة في اليمن كانت قد حاكمت أواخر العام الماضي 2008 ثلاثة متهمين بتهمة التخابر لصالح إيران. واعترف احد المتهمين بنقل معلومات للإيرانيين عن تدريبات خفر السواحل والقوات العسكرية العسكرية والزوارق العسكرية وتجهيزاتها وعن الوضع الاقتصادي في الجنوب والوحدة اليمنية وعن الممارسات التي حدثت بعد حرب 94م وعن الوضع السياسي في اليمن. اعترافات المتهم أمام القضاء بنقل معلومات للإيرانيين عبر سفارتهم في صنعاء عن الوضع الاقتصادي في الجنوب والوحدة اليمنية وعن الممارسات التي حدثت بعد حرب 94م يؤكد الرغبة المبيتة لإيران تجاه الوضع في جنوب اليمن. وتبحث إيران عن أرضية للتواجد بالقرب من السعودية خصمها اللدود لذلك وسعت معركتها من شمال اليمن إلى جنوبه وهو ما ينذر بتوسيع رقعة النفوذ الإيراني في اليمن على حساب السعودية التي لم تعمل ما يكفي للحد من هذا النفوذ.