سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكدوا أن اختطاف الأجانب بالمحافظات مشروع استخباراتي يمتد من الحدود الباكستانية الإيرانية الأفغانيةة وينتهي بمديرية ميدي .. دبلوماسيون عرب يحذرون من دحرجة قضية صعدة نحو ساحة التدويل
حذرت شخصيات دبلوماسية عربية من خطورة سماح الحكومة اليمنية بدحرجة قضية صعدة إلى ساحة التدويل والتي تقف وراءها قوى إقليمية ودولية غير مستبعدين أن تكون أحداث تمرد صعدة بمشاهدها المتكررة من عام 2004م قد أصبحت لها خيوط تمتد إدارتها إلى دوائر استخباراتية دولية وإقليمية أضحت اليوم أكثر قدرة على التحكمبفصول أحداث العنف في اليمن من جنوبه وحتى شماله وتحت عناوينه المختلفة بدءاً من عنوان تمرد الحوثيين في صعدة ومروراً بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وانتهاءً مع الحركات الانفصالية في الجنوب. ورجحت الشخصيات الدبلوماسية العربية أن اليمن أصبحت اليوم في قبضة تحالف استخباراتي دولي وإقليمي يقودها ببطء نحو موت بطيء لكيان الدولة اليمنية. ونقلت الشخصيات الدبلوماسية العربية أثناء لقاءها بقيادات سياسية في المعارضة عن دبلوماسيين غربيين بأن أزمة صعدة قد فتحت لها نافذة دولية من خلال عملية اختطاف وقتل مجموعة من الأجانب في محافظة صعدة مطلع الشهر الماضي كما نسبت للدبلوماسيين الغربيين قناعتهم بأن عملية اختطاف وقتل الأجانب التي تمت في محافظة صعدة تتجه نحو الجزم بأن الجهة التي وقفت وراءها تهدف إلى فتح نافذة دولية لأزمة محافظة صعدة وتمرد الحوثي وهو ما تم إنجازه على أرض الواقع من خلال تحويل عملية البحث عن مصير الأجانب المختطفين إلى عملية إستخباراتية دولية تصب في خدمة جماعة التمرد الحوثي التي ستجد نفسها في اتصالات مباشرة مع أجهزة استخباراتية دولية بحكم سيطرتها ونفوذها شبه الكامل على محافظة صعدة، وهو الأمر الذي اعتبره سياسيون منعطفاً خطيراً في مسار حركة التمرد الحوثية التي قد تسعى إلى عتقد صفقات ومكاسب مع قوى دولية مقابل تعاونها في كشف ملابسات اختطاف وقتل الرعايا الأجانب بصعدة وأشار السياسيون إلى أنه وعلى الرغم من أن التمرد الحوثي هو المتهم الرئيسي بوقوفه وراء تلك العملية إلا أن سيطرته على الأرض تدفع إلى فرضية التعاون المشترك مع القوى الإقليمية من خلال عملية اختطاف الأجانب التي يهدف التمرد الحوثي من خلالها إلى تسويق نفسه كمشروع يتم الاعتراف به من قبل قوات دولية باعتبار أنه قد أصبح مشروعاً يفرض نفسه على أرض الواقع حتى وإن كان من خلال نافذة خطف السياح. وهنا ومن خلال معطيات الأحداث الأخيرة تبدو الصورة أكثر وضوحاً في الاتجاه بالتصعيد الغير مسبوق من قبل الحوثيين في عملياتهم المسلحة التي لا يمكن أن تقرأ من خلال النافذة العسكرية البحتة، وإنما يجب الذهاب إلى من هو وراء التعاون الاستخباراتي الذي بات اليوم أمراًً واقعاً بين جماعة التمرد وأجهزة استخباراتية دولية وخاصة البريطانية والألمانية. وفي تقدير السياسيين إن القوى الإقليمية التي تدعم الحوثيين تسعى إلى تطبيق نظرية حزب الله في لبنان التفاوضية من خلال تسويق ما بحوزتهم من معلومات استخباراتية مقابل مكاسب سياسية تدخل في إطار إقليمي كبير يمتد من مثلث الحدود الباكستانية، الإيرانية، الأفغانية وينتهي في مديرية ميدي البحرية والتي تقع على الحدود البحرية مع السعودية، وبذلك الإنجاز يكون التمرد بمعطياته الإقليمية قد فرض نفسه كقوة فاعلة ومؤثرة في بعض مفاصل الصراع الإقليمي. ويرى السياسيون أن صعدة اليوم باتت تمثل تهديداً غير مسبوق لمستقبل الدولة اليمنية وليس فقط الوحدة اليمنية، كما أن مشروع الحوثي بتفاصيل خارطته الأخيرة يكون قد وصل إلى مرحلة متقدمة بتهديد الأمن القومي من المملكة العربية السعودية ودول الخليج المهددة هي أصلاً بنفس المشروع من داخلها، ولذلك فإن تقديرات المراقبين السياسيين تتجه اليوم للتأكيد بأن أزمة تمرد صعدة لم تعد أزمة يمنية بامتياز بل إنها أصبحت اليوم أزمة يمنية سعودية وهو الواقع الذي من شأنه أن يفرض آليات جديدة بالتعامل مع مشروع تلك الأزمة حيث يجب أن ننطلق أولاً وقبل كل شيء من نافذة اختطاف السياح الأجانب وكشف جميع تفاصيلها ومعرفة مصيرهم كمرحلة هامة لإغلاق نافذة التدويل كونه يهدد خارطة المنطقة الديمغرافية برمتها. وأعتبر المراقبون إعلان الحكومة اليمنية عن خيارات سلام جديدة لوقف الحرب السادسة بشروط كان أبرزها الكشف عن مصير الرعايا الأجانب المختطفين- ينطلق من زاوية محورية هامة وهي إغلاق نافذة فتحت للتدويل، غير أن هذه الخطوة في تقدير المراقبين لن تكون كافية وفاعلة طالما وأن الحكومة اليمنية لا تنطلق في مواجهة التمرد من رؤية إستراتيجية شاملة للحفاظ على كيان الدولة اليمنية وهو ما يجب عليها حسب خياراتها تجاه أزمة صعدة وتبعاتها التي باتت تمثل قلقاً يتنامى على جميع دول المنطقة وإن خياراتها تلك يجب أن تراعي مقتضيات الأمن القومي لأكبر دولة فاعلة في المنطقة وهي المملكة العربية السعودية ومنظومة دول الخليج. وذهب المراقبون إلى أهمية التعاطي بحذر شديد وجاد وحاسم تجاه إعادة صعدة إلى الحظيرة اليمنية واستعادتها من قبضة أجهزة الاستخبارات الدولية والإقليمية سواء كان ذلك بالحسم العسكري أو بمشروع سياسي يفضي إلى نتائج تحفظ للدولة اليمنية كيانها ولدورها الإقليمي مع دول المنطق وخاصة المملكة في مستواه المرجو والفاعل بأواصر ثقة متينة.