بدأت المحكمة الابتدائية الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء أمس السبت أولى جلساتها لمحاكمة أربعة متهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة. المتهمون الأربعة الذين بدأت الجزائية محاكمتهم أمس هم ضمن خلية أرحب المتهمة باستهداف السياح والسفارات والمنشئات الأجنبية والأمنية والعسكرية اليمنية وبعض رجال الأمن القومي في أمانة العاصمة ومحافظتي صنعاءوعمران . وخلال الجلسة التي عقدت برئاسة القاضي محسن علوان رئيس المحكمة، تلا أمين سر المحكمة قرار الاتهام الموجهة ضد المتهمين (يحيى دحان علي دحان - فرج هادي الغدراء - علي ناصر القطيش - قاسم علي صالح العصامي) بأنهم خلال عامي 2008و2009م اشتركوا في عصابة مسلحة لاستهداف المنشئات الأجنبية والأمنية والعسكرية اليمنية ورجال الأمن القومي. وأكد القرار بأن المتهمين وجميعهم من مديرية أرحب أعدوا العدة اللازمة لذلك من متفجرات وأسلحة ووسائل اتصالات ونقل لتنفيذ عملياتهم الإرهابية وأن السلطات اليمنية قبضت عليهم في شهر ديسمبر 2009م، مطالباً من المحكمة الحكم على المتهمين بأقصى العقوبة المقرة شرعاً وقانوناً. من جانبه تلا ممثل النيابة اعترافات المتهمين المنسوبة في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة وأشار فيها إلى أن المتهمين البالغة أعمارهم ما بين 24 و40 سنة بايعوا "محمد الحنق" الذي لقي مصرعه في عملية أمنية بمديرية أرحب أميراً لهم و"حزام مجلي" الفار من وجه العدالة والصادر بحقه أحكاما قضائية من الجزائية المتخصصة والذي سلم نفسه مؤخرا لأجهزة الدولة مسؤولاً عسكرياً للخلية و"بسام الحكمي" مسؤولاً مالياً. وأفاد ممثل النيابة بان المتهمين من الثاني إلى الرابع الماثلين في قفص الاتهام فيما المتهم الأول مريض كونه مصاباً بطلقات نارية أثناء المواجهة من رجال الأمن، إنهم التقوا ب"قاسم الريمي" المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في محافظة الجوف وأرحب حيث كان يتخفى في زي نسائي وبايعوه بالسمع والطاعة. وأكدت اعترافات المتهمين المنسوبة لهم في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة أن حزام مجلي كان يجندهم ويحرضهم على الدولة بزعم أنها تتعامل مع الأمريكان، ولا تطبق الشريعة الإسلامية وأن من يسب الرئيس يغرم بمبلغ خمسة ملايين ريال إلى جانب إعطائهم سيديهات عن العمليات الجهادية في اليمن ومحاولة قتل الأمير محمد بن نايف مسؤول ملف الإرهاب بالسعودية. وأشار إلى أن المتهمين هاجموا نقاط أمنية قرب مديرية أرحب وفي محافظة عمران، ومحاولتهم نهب مرتبات الموطنين من بريد الجامعة. وأفاد الادعاء بأن المتهم فرج الغدراء له حكم سابق من الشعبة الجزائية قضى بحسبه 12 سنة بتهمة اختطاف أجانب ألمان لكنه حبس سنتين وأفرج عنه بعفو من قبل الدولة، بينما صدر بحق المتهم العصامي حكم قضائي بأربع سنوات لقيامه بسرقة سيارات من بينها سيارتين لوزارتي الداخلية والدفاع. وقد أنكر المتهمون الثلاثة صحة الأقوال المنسوبة إليهم في محاضر جمع الاستدلالات وتحقيقات النيابة، وطالبوا من المحكمة تنصيب محامين للدفاع عنهم. وقررت المحكمة تمكين النيابة من تقديم أدلة إثباتها في جلسة الأحد المقبل وتوجيه مذكرة لنقابة المحامين للدفاع عن المتهمين، وعرض الغدراء على طبيب ورفع تقرير للمحكمة عن حالته الصحية. وفي سياق ذات صلة أأا أكد المتهم "صالح عبدالحبيب الشاوش" الذي تصفه الأجهزة الأمنية أنه أحد أخطر عناصر تنظيم القاعدة في اليمن للمرة الثانية في جلسة محاكمته أمس بصحة الاعترافات المنسوبة إليه في محاضر جمع الاستددلات وتحقيقات النيابة بتنفيذه سبع عمليات إرهابية مع آخرين من عناصر القاعدة في محافظتى حضرموتومأرب، منها تفجير بوابة الأمن المركزي بسيئون بسيارة ديانا كان على متنها اثنين طن ونصف من المتفجرات والتي راح ضحيتها عدد من الجنود. وقد طلب الشاوش من القاضي محسن علوان رئيس المحكمة حجز القضية للنطق بالحكم وعدم المماطلة كونه معترفاً بما جاء من أقوال منسوبة إليه دون ضغط أو إكراه، لكن رئيس المحكمة حدد غدا الاثنين موعدا للمرافعات الختامية قبل حجزها للحكم . ومن بين العمليات الإرهابية التي اعترف بها الشاوش والتي كان يستخدم فيها دراجة نارية مع آخرين مهاجمته مصافي النفط بصافر بمحافظة مأرب بثلاثة صواريخ كاتيوشا وتفجير أنبوب نفط في وادي ساه تابع لشركة توتال الفرنسية والهجوم على نقاط أمنية ومحاولة اغتيال مدير الأمن السياسي بحضرموت عبدالله الجريزع، إضافة إلى تجهيزه سيارات مفخخة وعبوات ناسفة لتنفيذ عمليات إرهابية. وأكد المتهم الذي قبض عليه في 28 يناير 2010م عندما كان يحاول القيام بعملية انتحارية بواسطة حزام ناسف انه كان يعمل خبيراً في صناعات المتفجرات في خلية تريم الذي كان يقودها الصريع حمزة القعيطي الذي لقي مصرعه أثناء تبادل إطلاق النار مع رجال الأمن بتريم، وقبض عليه وبحوزته حزام ناسف وألغام ومسدس وقنابل وهواتف نقالة ووثائق هوية مزورة ومفاتيح يدوية لفك الأقفال ودراجة نارية وجهاز لا سلكي وفلاش. واستمعت المحكمة إلى التقارير الرسمية الصادرة من الإدارة العامة للإدالة الجنائية بمحافظة حضرموت مصورة حول العمليات الإرهابية التي نفذها الشاوش بالاشتراك مع عناصر قاعدية آخرين. كما قدم الادعاء العام تقريراً مفصلاً عما يحتويه الفلاش من مجلدات بها ملفات عن صناعة المتفجرات والأسلحة والأحزمة والعبوات الناسفة وندوات عن الجهاد وغيرها.