التقدم ذهاباً في الخارج بهدف مقابل لا شيء نتيجة تكررت (446) مرة في كؤوس الأندية الأوروبية منذ الموسم 1970-1971، و89% من الفرق التي تقدمت ذهاباً بالنتيجة المذكورة تمكنت من بلوغ الدور التالي بعد مباراة الإياب في أرضها ولكن بايرن ميونيخ لم يكن من بينها عندما استضاف إنتر ميلان حامل اللقب مساء الثلاثاء على ملعب أرينا في ميونيخ في إياب الدور الثاني لدوري الأبطال. لقد بدأ العمل بنظام دوري الأبطال عام 1992م.. وفي نصف نهائي 1995م – 1996م سقط أياكس معه مدربه لويس فان خال أمام ضيفه باناثينايكوس (صفر-1) ذهاباً ولكن الفريق الهولندي فاز (3-صفر) إياباً في أثينا فتأهل.. ومثل هذه الحالة النادرة تكررت مساء الثلاثاء للمرة الثانية فقط.. الإنتر فاز على بايرن الذي يدربه فان خال (3-2) فتأهل لأنه سجل أهدافاً أكثر على أرض خصمه هو الذي خسر ذهاباً (صفر-1) في ميلانو. ولا يلوم لاعبو بايرن إلا أنفسهم.. تقدم الإنتر بواسطة صامويل إيتو في الدقيقة الرابعة مسجلاً هدفه الثامن في (8) مباريات ضمن دوري الأبطال - من أصل (15) سجلها فريقه - والهدف الثاني والثلاثين في (40) مباراة خاضها في مختلف المسابقات المحلية والأوروبية فضلاً عن (5) تمريرات حاسمة في دوري الأبطال، ولكن ماريو غوميز الذي أهدر فرصة في الدقيقة العاشرة رد بسرعة في الدقيقة 21 ليعادل النتيجة (1-1).. ومنذ الدقيقة (25) إلى الدقيقة (45) بدت المباراة من جانب واحد، ولكن إذا أضاف توماس مولر هدفاً لأصحاب الأرض في الدقيقة (31) فإنهم أهدروا إثر ذلك أهدافاً كثيرة بعد محاولات روبن في الدقيقتين (25 و43) وغوميز في الدقيقتين (26 و39) وريبيري في الدقيقة (35).. وفي الشوط الثاني ضرب الإنتر مرتين بواسطة شنايدر بتمريرة من إيتو في الدقيقة (36) وبانديف بتمريرة من إيتو أيضاً في الدقيقة (88).. وبالتأكيد فرض المهاجم الكاميروني نفسه نجماً للقاء لأنه كان وراء الأهداف الثلاثة. وفي تصريحاتهم بعد الخسارة أجمع لاعبو بايرن أنهم مسئولون وحدهم عما حصل لأنهم تفننوا في إهدار الفرص خلال الشوط الأول، في حين نوه فان خال بواقعية الفريق الإيطالي الذي سجل (3) أهداف من (3) فرص.. أما المراقبون فأجمعوا على أن الإنتر فاز بفضل "معجزة على الطريقة الإيطالية" وأقصى خصمه على غرار ما فعل في نهائي الموسم الماضي حيث هزمه (2-صفر). وفي حين فقد بايرن كل شيء، من دوري الأبطال غلى بطولة الدوري المحلي فضلاً عن كأس ألمانيا ولم يعد قادراً إلا أن يحلم بمركز متقدم في البوندسليغه حتى يقدر على خوض المسابقة الأوروبية في الموسم المقبل مع مدرب جديد يخلف فان خال، فإن وضع الإنتر تغيّر جذرياً مع مدربه البرازيلي الجديد ليوناردو.. وتعليقاً على نتيجة الفوز المفاجىء قال هذا الأخير: "أفتخر بالتأهل.. بات كل شيء ممكناً في المسابقة وقد نجحنا في الحفاظ على ماء وجه الكرة الإيطالية، وما فرض الفارق هذا المساء هي الخبرة". أضاف ليوناردو: "لا أفهم ما الذي حصل ومن الصعب أن أشرحه.. خلال الشوطين أكدت للاعبين أن بمقدورنا أن ننجح شرط أن نبدأ الشوط الثاني كما بدأنا الشوط الأول.. حاول بايرن الحفاظ على تقدمه في حين ضغطنا نحن عالياً". مسيرة إنتر المفاجئة!*** وخلال عام واحد مر على الإنتر ثلاثة مدربين: جوزيه مورينيو الذي قاد الفريق إلى الفوز باللقبين المحليين واللقب الأوروبي ثم رافا بنيتيز الذي أقيل من منصبه عندما كان الفريق في المركز الخامس وقد تسلم منه ليوناردو المهمة في 24 ديسمبر من دون أن يشفع للأسباني الفوز بكأس أندية العالم في أبوظبي بتاريخ 18 ديسمبر. المباراة الأولى للإنتر بقيادة مدربه الجديد أقيمت في 6 يناير عندما فاز على نابولي (3-1) فصار رابعاً في الدوري.. بعد ذلك حقق (4) انتصارات في الدوري فضلاً عن الفوز عل جنوى (3-2) في ثمن نهائي كأس ايطاليا قبل أن يخسر للمرة الأولى أمام أودينيزي (1-3) للمرة الأولى تحت قيادة ليوناردو.. وعموماً تحسن ترتيب الفريق في الدوري وصار ثانياً حتى اليوم أي بعد مرور (29) جولة بفارق (5) نقاط عن ميلان برغم تعرضه لخسارة ثانية أمام يوفنتوس (صفر-1) في 13 فبراير. ولم يكن أحد يتوقع أن يستعيد الإنتر عافيته مع ليوناردو بالذات.. فها هو يفرض نفسه في ربع نهائي دوري الأبطال وستكون مباراته ضد ميلان في 3 أبريل مباراة على لقب البطولة المحلية، إلى ذلك فإن الفريق نجح في بلوغ نصف نهائي كأس إيطاليا حيث سيلعب ضد روما ذهاباًَ وإياباً في 20 أبريل 11 مايو.. أي أنه لايزال يملك الفرصة للاحتفاظ بالألقاب الثلاثة الني قاده إليها مورينيو في الموسم الماضي! حتى اليوم لعب الإنتر بقيادة ليوناردو (18) مباراة فلم يخسر سوى (3) منها واحدة أمام بايرن وقد تم تجاوزها، وضحكة رئيس الإنتر ماسيمو موراتي تزن رطلاً بالتأكيد. لقد لعب ليوناردو (41 عاماً) مع فلامينغو منذ سن السابعة عشرة عام 1987 وكان معه زيكو وبيبيتو ثم مع ساو باولو وخاض (60) مباراة دولية ضمن منتخب البرازيل من 1990م إلى 2001م مع (8) أهداف وشارك في فوز بلاده بمونديال 1994م والمركز الثاني في مونديال 1998م فضلاً عن كوبا أميركا 1997م وقد شغل مركز الظهير الأيسر كما أجاد اللعب في خط الوسط. ترك ليوناردو البرازيل عام 1991م حيث لعب مع فالنسيا ثم عاد ولعب موسماً واحداً مع ساو باولو 1993م – 1994م قبل أن يدافع عن ألوان كاشيما انتلرز الياباني وباري سان جرمان وبقي (4) سنوات من 1997م إلى 2001م مع ميلان (96 مباراة و22 هدفاً) ولعب مع ساو باولو (13) مباراة وفلامينغو (8) مباريات في 2001م و2002م واختتم مسيرته كلاعب في ميلان حيث خاض مباراة يتيمة في 2002م – 2003م، وعمل كشافاً لميلان بعد الاعتزال وهو الذي شارك في انضمام كاكا ثم باتو الى الفريق. بعد رحيل كارلو انشيلوتي ليعمل مدرباً في تشلسي وقع اختيار صاحب ميلان ورئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلوسكوني على ليوناردو ليحل محله مع أنه لم يمارس مهنة المدرب من قبل لا مع فريق مغمور ولا مع فريق مشهور ولا يحمل أي شهادات تدريبية، وقد شفع له أنه كان عضواً في المنتخب الفائز بكأس العالم.. وتم التعيين في 31 مايو 2009م أي مع نهاية الموسم 2008م – 2009م. مع ليوناردو حل ميلان ثالثاً في بطولة الدوري الموسم الماضي وخرج من الدور الثاني لدوري أبطال أوروبا على يد مانشستر يونايتد (2-3) و(صفر – 4) فبدأت إشاعات إبعاده عن ميلان وقد أكد ليوناردو ذلك في أبريل 2010م بعدما أوضح أن علاقته ببرلسكوني "صعبة" ووصف هذا الأخير بأنه "نرجسي" مضيفاً: "لا يقبل برلوسكوني أحداً أفضل منه"! ثم كان الاختيار المفاجىء لليوناردو من قبل ماسيمو موراتي بعدما انقضى ربع الموسم.. أرث مورينيو لم يتحمله بنيتيز ولكن يبدو أن ليوناردو قدر على ذلك حتى اليوم باعتبار أنه أعاد فريقه إلى الجبهات الثلاث المحلية والأوروبية، ولكن يبقى الانتظار لمعرفة الغلة النهائية لهذا المدرب الشاب الذي يتحدث البرتغالية طبعاً فضلاً عن الأسبانية واليابانية والفرنسية والإنجليزية والإيطالية.. وبعد مواجهة الضيف ليتشي الأحد المقبل في الجولة الثلاثين من بطولة الدوري ستكون المواجهة الساخنة الأولى ضد ميلان في الجولة الحادية والثلاثين بتاريخ 3 أبريل.. وفي 5 و6 أبريل هناك ربع نهائي دوري الأبطال ذهاباً و12 و13 منه إياباً.