تقرير/ محي الدين الأصبحي- من ساحة التغيير بصنعاء ص حدث تاريخ استثنائي في تاريخ الثورة الشبابية الشعبية السلمية، حدث سيظل مؤرشفاً في قلوب اليمنيين المشاركين لحظات هذا الحدث، بطولة مثلت رسالة حضارية من شباب وشعب راقٍ في أخلاقه، ليس جديداً أن يتعلم العالم كيف يعيش وكيف يحيا تحت وطأة ظلم دام "33" عاماً وأثبت للجميع أنه قادر على ممارسة حياته الطبيعية أمام الرصاص والقنابل والظلم والطغيان. في هذه اللحظة التاريخية شهدت ساحة التغيير تكريماً رياضياً ثورياً، بعد بطولة بدأت 23/3/2011م وانتهى في 24/4/2011م، فإلى تفاصيل هذا الحدث: * فكرة البطولة: د. عبد الحق الأشول -رئيس ائتلاف يمن الحرية والكرامة، المنظم للبطولة- يقول: إن فكرة البطولة امتداد طبيعي، جاءت عندما رأينا الشباب يلعبون كرة القدم في الساحة، ولكن بطريقة غير منظمة، فجاءت الفكرة أن ننظم هؤلاء من خلال عمل بطولة تشارك فيها كل الخيم الموجودة في الساحة، فكان إقبال الشباب كبيراً، فسعينا جاهدين لإنجاحها. ويقول: كان هناك شعارات يرددها الشباب اللاعبين قبل وبعد الانتهاء من اللعب وهي "الشعب يريد إسقاط النظام" و"الشعب يريد محاكمة السفاح". ويضيف الأشول: في هذه البطولة نتجت عنها الأخوة وتعارف الشباب الذين قدموا من كل المحافظات، كما أننا توحدنا على هدفنا الرئيسي وهو إسقاط النظام. أما جمال الأكوع -مسؤول البطولة- فقد وضح أن البطولة بدأت في يوم الاثنين الموافق 23/3/2011م، وهي الفترة التي حدثت فيها مجزرة جمعة "الكرامة" التي استشهد فيها "53" شهيداً وجاءت هذه البطولة إكراما لأرواح الشهداء. ويقول الأكوع: إن البطولة تكونت من "32" فريقاً تشكل "8" مجموعات، كل مجموعة تتكون من "4" فرق، تأهل من كل مجموعة فريقان لدور ال"16" وبعد دوري ال"16" تأهلت "8" فرق من "16" فريق، ثم تأهل من دور ال"8" فرق "4" فرق ومن ثم المربع الذهبي وهي المباراة النهائية التي جمعت فريق شهداء المكلا وفريق شهداء الإسكندرية. ويضيف الأكوع أن ال"32" فريقاُ جاءت تسميتها وفقاً للمحافظات اليمنية التي سقط فيها الشهداء وما زاد، فقد تم تسمية باقي الفرق باسم العواصم العربية، التي شهدت الثورات وسقط فيها الشهداء مثل "القاهرةوالإسكندرية وبنغازي وطرابلس ودمشق وسيدي أبو زيد". * الاحتياجات : ويقول الأكوع: هناك احتياجات مثل زي اللاعبين، فقد حصلنا عليها من بعض المتطوعين، ويقول: نطمح لأن تكون هناك بطولة كبيرة قادمة تتكون من "60" فريقاً، تشارك فيها جميع المخيمات. * التحديات: يضيف الأكوع: هناك تحديات تواجهنا في تأخير بعض المباريات والسبب في ذلك هو تعرض بعض اللاعبين للإصابات أثناء المسيرات السلمية، فهناك يوجد "2" من اللاعبين حتى اليوم في المستشفى الميداني وهم الثائر/ الزايدي والثائر/ عبدالوهاب القاضي. * أفضل لاعب: يتحدث المسؤول الرياضي والإعلامي في البطولة: أنه تم اختيار أحد اللاعبين كأفضل لاعب في البطولة وقد تم اختيار اللاعب الثائر الكابتن/ محمد المسوري وهو من صفوف فريق شهداء صعدة. * أفضل فريق مثالي في البطولة: لقب أفضل فريق مثالي في البطولة كان من نصيب فريق شهداء سيئون. * المتأهلون في البطولة: الفرق المتأهلة التي تأهلت من بين "32" فريقاً هي أربع فرق فقد حصل على المركز الثالث فريق "شهداء القاهرة"، أما المركز الرابع فكان من نصيب فريق "شهداء صعدة". * صاحب الكأس: أما لحظة تتويج كأس الثورة، فكانت لحظة تاريخية كما يصفها اللاعبون، وبعد أن تواجه فريقا شهداء "الإسكندرية" وفريق شهداء "المكلا"، كانت المواجهة النهائية بين الفريقين في الساعة التاسعة صباحاً وانتهى بعد ساعة تماماً، حيث أن الوقت الأصلي للشوط كان "20" دقيقة انتهي الشوط الأول بالتعادل "1-1" للفريقين، أما الشوط الثاني الذي كان لصالح فريق شهداء المكلا والذي تقدم بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، لتنتهي البطولة بفوز وتتويج فريق شهداء المكلا. * أهداف البطولة: يقول الأكوع -مسؤول البطولة- إن هناك هدفان أساسيان وراء هذه البطولة، أردنا توصيلها وهي أهداف كبرى وأهداف جزئية، فالأهداف الكبرى تكمن في أن هذا الملعب ملعبنا وأن هذه الساحة بيتنا جميعاً ومسجدنا جميعاً ومنتدانا الثقافي والرياضي، فنحن نمارس حياتنا الطبيعية وأن الوقت يزيدنا إصراراً وثبوتاً. أما الأهداف الجزئية، فتكمن في التعارف والأخوة التي حصلنا عليها في هذه الثورة، فقد تم التعارف بين "224" لاعباً من مختلف محافظات الجمهورية. هذا الموضوع يكرره مسؤول لجنة التحكيم أ/ علي العصيمي الذي يؤكد على أن هذه البطولة وحدتنا وجمعتنا في مكان واحد نأكل ونشرب ونلعب ونمارس حياتنا الطبيعية. أما الأخ/ عبد السلام الصحامي -مسؤول العلاقات العامة في البطولة- الذي وأوأوضح للصحيفة أن البطولة اشترك فيها كل الشباب الذين كان لهم سبق في الرياضة، بالإضافة إلى الشباب الذين لأول مرة يلعبون كرة القدم، ومنهم القبائل الكريمة التي كان لها تواجد في هذه البطولة. عبدالرقيب الصبيحي -نائب رئيس اللجنة- يقول: إن هذه البطولة هي رسالة للحاكم الظالم بأننا قادرون على تنظيم أنفسنا وتوحيد جهودنا وزرع الإخاء والسلام بيننا، ويقول: إن طموحي أن يبقى هذا الدوري تخليداً باسم شهداء الثورة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. * فريق البطولة: الهداف/ يحي على راشد يقول: إن شعوري كأني مشارك في كأس العالم وأكثر من ذلك، لأن هذه البطولة ضد الظلم والاستبداد والفساد وإعلاء كلمة الحق وإسقاط الباطل. ووجه رسالة للشباب أن يصمدوا وينضموا إلى إخوانهم في ساحات التغيير في مواجهة الظالم وأتباعه. أما رسالته للحاكم فقال: أيها الظالم مهما عملت، مهما قتلت، إفعل ما شئت، والذي رفع السموات والأرض إنك راحل. أما أفضل لاعب في بطولة الثورة الكابتن الثائر / محمد المسوري، الذي وجه رسالة للحاكم يجب أن تفهم أيها الحاكم بأننا منتصرون، الشعب منتصر وأنت راحل، أما رسالته للشباب، فدعاهم للصمود والانضمام، فالنصر قادم والظالم راحل. المسؤول الإعلامي في البطولة الكابتن / عبد اللطيف الحماطي يقول: إن هذه البطولة نجحت بجهود الشباب الصامد بعد جمعة "الكرامة"، فنحن وخلال البطولة كانت المباريات تقام بعد منتصف الليل وبعد صلاة الفجر، "3" مباريات في الليل واثنتين بعد صلاة الفجر. ويقول إن طابع البطولة كان سياسياً، فقد ظهر ذلك من خلال الشعارات التي كان يرددها اللاعبون وهي المنادية برحيل النظام ومحاكمته. ويختم الحماطي قوله إن على الرئيس أن يرحل بروح رياضية، خاصة وقد خرج الكرت الأحمر في وجهه بعد جمعة "الكرامة". فض * للمنظمين رأي: الثائر/ طلال سيف الحزمي -رئيس تنسيق النظام في الساحة والحزام النسائي والمرابطين من بداية الاعتصام- يقول: إن هذه البطولة التاريخية فخر لنا جميعاً، رغم الظالمين والحاسدين وإن شاء الله سوف يزداد التكريم وتكثر البطولات، وللذين يبذلون جهوداً في لجنة النظام والحزام الأمني والرياضي نقول لهم: أنتم فخرنا وسنواصل وسنقدم المزيد من التضحيات. الثائر المرابط/ محمد الفيل هو الآخر مرابط وأحد المنظمين سواء للبطولة أو للساحة من بداية الاعتصام وتحدث: إن شعوري في هذه اللحظة التاريخية، شعور كل الثائرين الغيورين على وطنهم، وإن رسالتي للشباب وللشعب اليمني أن نكون أبناء يمن واحد بعيدين عن الفتن ويختم "قسماً بالله أيها الحاكم إنك راحل". أبخرابلأ
* لحظة التتويج وتوزيع الشهائد والميداليات الفضية والذهبية: في لحظة التتويج كان لها متعة ثورية ستظل ذكراها متعارفاً بين كل الشعب الثائر، وقصصاً تحكى لأبنائهم وأجيال اليمن القادمين، فعلى منصة الثورة في ساحة التغيير تسلم الفائزين جوائزهم، فمنها الذهبية، حيث تسلمها فريق "شهداء المكلا" الفائز بالمركز الأول وملابس رياضية لكل أعضاء الفريق، كما تسلم المركز الثاني وهو فريق "شهداء الإسكندرية" ميداليات فضية وملابس رياضية وتمت الفرحة وسط لفيف من الثوار والثائرات في ساحة التغيير بصنعاء. كما تم تكريم بعض القنوات الفضائية المشاركة في نقل أحداث الثورة، بالإضافة إلى الصحف المحلية مثل صحيفة "أخبار اليوم" والتي تسلمها مراسلها الصحفي/ محي الدين الأصبحي. وتمت الفرحة ورفع اللاعبون كأس "الثورة" عالياً وتمتع الكأس الثوري بقبلات الثائرين الأبطال.