سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حاشد الأحمر يكشف الوجه القبيح للجنة المنظمة التي استأثرت بأربعة مليار ريال نثريات .. مليون دولار قيمة العصائر والوجبات الخفيفة في منصات ملاعب المباريات الخمسة عشرة خليجي 20.. فساد.. فساد.. فساد
أوبريت الافتتاح الهزيل بمليار ريال يمني.. وما خفي كان أعظم!! بعد مرور ما يزيد على ستة أشهر عن استضافة بلادنا لبطولة خليجي 20 التي رسمت شيئا من البهجة في الشارع الرياضي برمته جراء ما تحقق للبطولة من نجاح جماهيري صاغه أبناء عدن وأبين ولحج وكل المحافظات التي أطلقت لنفسها العنان مندفعة بتفاعل قل نظيره لتجسد حبها للوطن في المدرجات لتقدم بحضورها واحتلالها للمشهد الخليجي الأكبر حلقة بارزة كانت تشد الحضور والمتابعين عبر الشاشات التي نقلت أحداث البطولة ليظهر الجميع في موقع المستحق لشهادات الإعجاب والإبهار بذلك النجاح الجماهيري غير المسبوق على مستوى تاريخ البطولة التي احتفلت بمرور بعامها ال(40) في اليمن. وبتلك الصورة احتفل الجميع، حتى مع علمهم بالتجاوزات التي اقترفها الفاسدون بحق البطولة من نهب وتقصير وخلافه، إلا أنهم أنجزوا شيئا لأجل الوطن، ولفتوا الأنظار إليهم كشعب يحب الحياة، في ظل الإخفاق الكروي الذي تصدره مشاركة منتخبنا الوطني الهزيلة في البطولة وخروجه خالي الوفاض حتى من النقطة التي كان حققها في مشاركاته بالنسخ رقم: (16، 17، 18). تلك الجماهير التي كانت على إطلاع بأن كلفة البطولة قد تجاوز (122) مليار ريال كانت تتجنب الخوض في التفاصيل رغم أنها تعرف بأن هناك عبثا باعتبار أن رياضتنا تكتسي الفساد، وكانت تسير في الاتجاه الإيجابي مع الحدث لحظة بأخرى وخطوة بخطوة, لتمر الأوقات وتبقى البطولة ذكرى جميلة في خاطر الجميع بفعل ما رسم على الواقع، وما نالته محافظة عدن من إعادة ترتيب لهيكلها في البنية التحتية لكرة القدم، بعدما أعيد تأهيل ملاعب ستة أندية هي التلال والوحدة والشعلة والنصر والمنصورة وشمسان، ثم الروضة والميناء بمشاريع لحقه لم تنجز حتى اليوم. كل تلك الأشياء وتلك المفردات التي وجدت لنفسها حيزا في نفوس الجميع دون استثناء.. كانت على موعد مختلف قبل أيام حين ظهر الشيخ حاشد الأحمر نائب وزير الشباب والرياضة المستقيل من منصبة بانضمامه إلى ثورة الشباب والتغيير ليتحدث عن الوجه القبيح لبطولة خليجي 20، بتفصيل كيف صرفت المبالغ المالية من (120) مليار الخاصة بالبطولة.. فقد كان الحديث صاعقة مدوية على المتابع من هول الأرقام ومواقع صرفها في البطولة، فقد تجاوزت كل المعقول، وظهر فيها الاستهتار بمقدرات الشعب اليمني على صيغة فساد كامل يرتبط إطراف مواقع القرار في اللجنة العليا ووزارة الشباب ومن حولها، ومن وجد سكة العبور إلى اللجان التي تناثرت وتكاثرت في مرحلة البطولة على خط موازي مع الصرفيات والعبث المالي الذي كان واضحا على مسار البطولة وأحداثها. فقد كشف الأحمر من خلال مستندات في حواره عن أرقام للمبالغ التي صرفت أصابت الجميع بدهشة وحيرة من قدرة تلك الشخصيات التي أعطت لها الدولة أحقية التعامل وإدارة الشأن في واقع البطولة وممراتها ولجانها. حكاية الصرف والفساد المالي الذي تم ممارسته من عصابة إدارة خليجي 20 كان حالة تأكيد حال رياضة الوطن التي ظلت على مر السنوات على حال لا يتغير، وشأن لا يخدم أي تطلع. (950) ألف دولار قيمة عصاير ووجبات خفيفة لمنصات ملاعب المباريات الخمسة عشرة للبطولة التي أضيفت للتعاقد مع اليمنية راعي النقل الجوي للبطولة.. صرفيات خليجي 20 التي كشفها حاشد الأحمر جاءت على الشكل التالي: * مولد كهربائي لتنمية المجتمع في عدن بمبلغ (3) ملايين ريال بينما رصد له (15) مليون ريال.. نسبة الفساد (80) %. * إعادة ترميم ملعب الحبيشي بمبلغ (990) مليون ريال يمني.. مشروع وهمي لم يتم تنفيذه، ولا يعرف أين ذهب المبلغ. * إعادة تأهيل ملعب مايو بمناقصة بلغة قيمتها (خمسة مليار ومئة مليون ريال) المبلغ أكثر من قيمة إنشاء ملعب جديد بمواصفات أفضل.. كما هو حال مناقصة ملعب الجند بتعز. * ملعب الوحدة بأبين تم الاتفاق على أن يكون بسعة وعشرين آلف متفرج بمناقصة بقية (11) مليار ريال.. ليتم بعد ذلك اللعب على الوقت وتغيير السعة إلى ثلاثين آلف متفرح ويتم على ذلك إضافة مبلغ (3) مليار ريال.. بحجة الوقت الفاصل.. يضاف إليه (50) مليون ريال يمني لإعادة التصميم والنزول والمتابعة.. (فساعديني عينك). * حوافز اللجنة العليا التي ترأسها رشاد العليمي (4) مليار ريال يمني. * نصف مليار ريال صرفت مكاتب السلطة المحلية بعدن. * مليار ريال تكلفة الأوبريت الغنائي الذي بالكاد يساوي من خلال ما قدم فيه عشرة مليون ريال.. وقد نال سخط واسع حتى من رئيس الجمهورية الذي تواجد في الافتتاح. * مبالغ ضخمة رصد لشراء مولدات كهربائية توضع في خدمة البطولة المحافظة بعد ذلك.. لن يتم الشراء واستبدل بإيجار مولدات لفترة الدولة. * (35) مليون دولار قيمة النقل التلفزيوني من قبل قناة أبو ظبي الرياضية.. غير معلوم وجهتها حتى اللحظة. * شراء سيارات فخمة لعدد من المسئولين من مخصصات البطولة. يضاف إلى ذلك البنية التحتية لمدينة عدن مستضيفة البطولة في اتجاهات مشاريع الكهرباء والمجاري والمياه والإعلام وتطوير مطار عدن والمنافذ البحرية وأمور أحرى تتلق بالطرقات.. وهي أمور أشار إليها الأحمر بأنها لم تراعِ المواصفات، وتم التعامل معها في إطار إصلاح وقتي فضخته الأيام التالية للبطولة.. وقد رصد لها مبالغ خيالية، وكنت في طي الكتمان والسرية من قبل أطراف القرار والفساد في الجنة العليا ومن يتبعها على المنوال نفسه. كل تلك المعطيات تؤكد ما سرب من قبل مصادر إعلامية بأن ما تم الاستيلاء عليه من قبل عصابات الفساد بعيدا عن واقع البطولة بلغ (60) % وأن ما تم تخصيصه فعليا هو (40) % فقط من حجم المرصود للاستضافة. وأخطر ما أورده الشيخ حاشد هو الكشف عن أن الحكومة لم تتسلم حتى الآن أي تقرير من اللجنة المنظمة عما تم صرفه وتنفيذه، وما هي المكاسب التي تم تحقيقها لتخصيص أكثر من (120) مليار ريال يمني لاستضافة بطولة الخليج. ونسب الأحمر إلى وزير المالية القول: "إن استضافة خليجي 20 كانت واحدة من أربع معوقات أفشلت تنفيذ الخطة الخماسية لليمن".. نافيا أن تكون بلاده حققت أي عائد مادي أو دعائي من البطولة. إذا هو الوجه القبيح للرياضة ومن يتولى قيادتها من خلال وزارة الشباب والرياضة ووزيرها السابق حمود عباد الذي يقال إن في عهدته أربعة مليار دون تصفية حتى الآن.. وتأكيدا بأن الفساد الذي استشرى في كل الوزارات والمرافق الحكومية حاضرا وبشكل مضاعف في مواقع الرياضة اليمنية التي يفترض أنها ساحات للإبداع والتنافس الشريف.