عندما يتحدث قيادي أو مسئول رياضي رفيع المستوى مثل بلاتيني، فلابد أن تكون ردود الفعل مختلفة، وتأثير الحديث مختلفا، وكلامه - بلاشك - ذات وزن، وأفكاره محل اهتمام كل من يتطلع لتطوير اللعبة.. بلاتيني أثناء اجتماعه الأخير في مبنى الاتحاد الأوروبي بدأ حديثه قائلا: "إنني أرغب في حماية كرة القدم حتى يتمكن أولادكم في المستقبل من ممارستها».. طبعا هو لم يحدد نوع الحماية، ولا إلى الأسباب التي جعلته يؤكد أن اللعبة تحتاج إلى حماية.. ولكن كان كلامه موجها لأعضاء الاتحاد الأوروبي.. والحقيقة التي ندركها جميعا أن كرة القدم كمنظومة بحاجة ماسة إلى توفير الحماية اللازمة من بعض المتمصلحين والمنتفعين والذين لا يهمهم صالح وتطوير اللعبة أو استمرارها. لذا فإن نظام الاحتراف في اليمن وفي المنطقة أيضا لن يكتمل ويصبح فاعلا إلا بتحرير الأندية من الابتزاز الذي يمارسه بعض رجال الأعمال وبعض المتنفذين الذين يدفعون بعض الأموال لتلك الأندية ويديرونها على حسب أهوائهم الشخصية دون أن يكون له حتى أدنى ولاء أو حب لهذا الكيان. والغريب أن الابتزاز لا ينحصر في الذين يدفعون «بعض» الأموال، ويدخلون مجالس إدارات الأندية، بل في بعض الذين لا يدفعون الأموال أيضا. ومشكلتنا الكبيرة والأزلية تكمن في العاطفة، إننا عاطفيون إلى درجة أننا نؤذي أنفسنا ونسيء لأنفسنا، والجماهير الطيبة تصفق لبعض هؤلاء الذين يبتزون الأندية، ويدفع النادي الثمن.. إنها العاطفة التي تضر بنا كثيرا.. لذا حان لتحرير الأندية من خلال الخصخصة أو الشركات التي تديرها باحترافية ومهنية.. هذا إذا أردنا رياضة حقيقية.. رياضة ترفع الرأس.. أو علينا استقطاب شخصيات رياضية مشهود لها بالكفاءة والاقتدار.. وبغير ذلك سنظل محلك سر. اليوم عارف الزوكا وزير الشباب والرياضة قدم استقالته من إدارة ناد التلال تاركا باستقالته فراغا لا يمكن تعويضه بسهولة نظرا للدور الكبير الذي كان يلعبه الزوكا في بناء ورقي هذا النادي عائدا به إلى منصات التتويج في الوقت الذي كان على شرف الانحدار.. الزوكا قدم الكثير للتلاليين ومن الجحود والنكران قول عكس ذلك.. وإلى هنا.. نقول للزوكا شكرا ما قصرت.. ولكن يظل الأمر هو ما بعد الزوكا.. إلى اليوم والتلال بدون رئيس، وهذا الأمر – بلا شك - معيب بمكانة أعرق الأندية اليمنية.. بل ومعيبا أكثر عند القول إنه لا يوجد رجل مناسب يخلف الزوكا.. فالتلال كما هو كبير بعطآته وإنجازاته هو أيضا كبيرا بأبنائه. شخصيا أرى أن الرئيس القادم يجب أن يكون مقتدرا وقادرا على دعم التلال لا سيما في الأزمات.. وأن يكون رئيسا يتمتع بالخبرة الواسعة والكفاءة الإدارية والعلاقات الجيدة.. وأن يكون قياديا قادرا على التعامل مع كافة الأطراف من أعضاء شرف وجماهير وإداريين وإعلاميين ولاعبين ومدربين.. فالتلال كنادٍ كبير بحاجة ماسة لشخصية قيادية لها مكانتها ووزنها وكلمتها وحضورها وخبرتها. وهنا أتساءل وبصراحة شديدة ما الذي يمنع أن يكون عدنان الكاف هو الرئيس القائم لهذا الكيان الكبير طالما وهذه الشخصية تتجسد فيها كل المتطلبات المطلوبة.. أولا هو أحد أبناء التلال إلى جانب وهو الأهم فالكاف – بلا شك أو ريب - يتمتع بكفاءة إدارية عالية إلى جانب إخلاصه وحبه الكبير للكيان التلالي. عدنان الكاف شخصية رياضية تلالية شابة.. مميزة ورائعة.. يكفي أنه يفاخر كثيرا بتشجيعه لنادي التلال.. فبالله عليكم كيف سيكون حال التلال ورئيسه يعشقه يحبه كل ذلك الحب.. بلاشك سيقدم الكاف عصارة جهده ووقته، ولن يبخل عليه بشيء.. أقول طالما والكاف تلالي حتى النخاع ومن أبناء التلال ويمتلك الكفاءة والقدرة على قيادة التلال فما الذي يمنع التلاليون بأن يجتمعوا حول هذه الشخصية التي ترى في التلال ما لم يراه غيره.. إذا بعد هذا كله فالكاف مطلوب لقيادة التلال، وما على التلاليين إلا استقطابه.