ريال مدريد يختصر اسم "البرنابيو" ويحوله إلى ملعب متعدد الأغراض    استئناف الدوري اليمني.. قرارات حاسمة من اتحاد الكرة ترسم ملامح المرحلة المقبلة    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    لجنة من وزارة الدفاع تزور جرحى الجيش المعتصمين بمأرب وتعد بمعالجات عاجلة    وزير الصحة: اليمن يواجه أزمات مركبة ومتداخلة والكوارث المناخية تهدد الصحة العامة فيه    واشنطن تفرض عقوبات على 32 فردا وكيانا على علاقة بتهديد الملاحة الدولية    العراق ضد الإمارات بالملحق الآسيوي.. هل يتكرر سيناريو حدث قبل 40 عاما؟    انهيار مشروع نيوم.. حلم محمد بن سلمان اصطدم بصلابة الواقع    غدا درجة واحدة في المرتفعات    اول موقف من صنعاء على اعتقال الامارات للحسني في نيودلهي    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    هجوم مسلح على النخبة يقوده عناصر مرتبطة بقيادة سالم الغرابي    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    تدشين منافسات بطولة الشركات لألعاب كرة الطاولة والبلياردو والبولينغ والبادل    إعلان نتائج الانتخابات العراقية والسوداني يؤكد تصدر ائتلافه    الكشف عن 132 جريمة مجهولة في صنعاء    ندوة تؤكد على دور علماء اليمن في تحصين المجتمع من التجريف الطائفي الحوثي    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    الأمم المتحدة: اليمن من بين ست دول مهددة بتفاقم انعدام الأمن الغذائي    شبوة تودّع صوتها الرياضي.. فعالية تأبينية للفقيد فائز عوض المحروق    فعاليات وإذاعات مدرسية وزيارة معارض ورياض الشهداء في عمران    بكين تتهم واشنطن: "اختراق على مستوى دولة" وسرقة 13 مليار دولار من البيتكوين    مناقشة جوانب ترميم وتأهيل قلعة القاهرة وحصن نعمان بحجة    افتتاح مركز الصادرات الزراعية بمديرية تريم بتمويل من الاتحاد الأوروبي    قراءة تحليلية لنص "اسحقوا مخاوفكم" ل"أحمد سيف حاشد"    القرود تتوحش في البيضاء وتفترس أكثر من مائة رأس من الأغنام    مفتاح: مسيرة التغيير التي يتطلع اليها شعبنا ماضية للامام    من المرشح لخلافة محمد صلاح في ليفربول؟    المنتصر يدعوا لإعادة ترتيب بيت الإعلام الرياضي بعدن قبل موعد الانتخابات المرتقبة    دربحة وفواز إلى النهائي الكبير بعد منافسات حماسية في كأس دوري الملوك – الشرق الأوسط    عالميا..ارتفاع أسعار الذهب مدعوما بتراجع الدولار    حضرموت.. تُسرق في وضح النهار باسم "اليمن"!    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    تمرد إخواني في مأرب يضع مجلس القيادة أمام امتحان مصيري    عسل شبوة يغزو معارض الصين التجارية في شنغهاي    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    "فيديو" جسم مجهول قبالة سواحل اليمن يتحدى صاروخ أمريكي ويحدث صدمة في الكونغرس    قرار جديد في تعز لضبط رسوم المدارس الأهلية وإعفاء أبناء الشهداء والجرحى من الدفع    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    انتقالي الطلح يقدم كمية من الكتب المدرسية لإدارة مكتب التربية والتعليم بالمديرية    مواطنون يعثرون على جثة مواطن قتيلا في إب بظروف غامضة    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    عدن في قلب وذكريات الملكة إليزابيث الثانية: زيارة خلدتها الذاكرة البريطانية والعربية    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    الزعوري: العلاقات اليمنية السعودية تتجاوز حدود الجغرافيا والدين واللغة لتصل إلى درجة النسيج الاجتماعي الواحد    كم خطوة تحتاج يوميا لتؤخر شيخوخة دماغك؟    مأرب.. تسجيل 61 حالة وفاة وإصابة بمرض الدفتيريا منذ بداية العام    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الثورة الشعبية.. حلم اليمن دولة العداله والتنمية


أحمد مبارك بشير
دعونا نكون عمليين ونضع السؤال ونريد الإجابة واضحة من الجميع ..قيادة شباب ثورة اليمن .. وقيادات اللقاء المشترك وقيادات الحراك الجنوبي وقيادات الجيش المنضمة للثورة وقيادات الحوثيين.. هناك مبادرات عدة ومنها المبادرة الخليجية.. هل يمكن أن نضعها أساساً للحل الفعلي؟، فالقبول على بقاء كل مسميات النظام وتقاليده .. وسطوته ينهي الفعل الثوري ويعيد البلاد إلى ما قبل يناير 2011 م . ونعتقد أنها مؤامرة من الخارج ضد الثورة!!.
بيعة العقبة الثانية هي المحرك للهجرة النبوية .. يمكنني القول أن ذلك المجلس في تلك العقبة كان مجلساً انتقالياً مثل فيه الراغبون في التغيير.. ندخل الشهر السادس في اليمن منذ أول حركة احتجاج شبابية للتغيير في 14 يناير 2011م بعد سقوط بن علي في تونس ، وحتى بروز شرارة الثورة الشبابية السلمية في 11/2/2011م بعد سقوط مبارك في مصر .
أحداث متوالية ... وغموض يكتنف الموقف ... الرئيس مصاب .. من حوله يصيحون سيعود .. لكننا نسأل الله سلامة الجميع، لم نسع لأذية ولا نريد أن نسعى لأذية ولكننا نريد أن ننهي الغموض .. ليتنا نعرف الحقيقة ولو مرة واحدة.. مرة واحدة يا من يمسك بزمام الحكم .. اخبرونا الحقيقة فقط ..أيها المؤتمر الحاكم اسعوا مع الرجال للبحث عن الحقيقة ... يكفينا تصريحات السيد عبده (كله طبيعي).. وياسر (الأمور بخير ) ... وطارق (الشرعية الدستورية)..
أيام تعصف بالجميع ، الكل يرقب ، ينتظر لحظة النهاية ، والسؤال يتردد أين وصلنا ؟ هل انتهينا ؟ أم ابتدينا وماذا بعد؟.
بعد جمعة الكرامة أو جمعة الإنذار التي تساقط فيها الشهداء قوافل يحملون الأمل الكبير بالتغيير ، في تلك اللحظات استشعر الجميع أنها النهاية ، وكانت بالفعل النهاية الحاسمة ، ولم يبق سوى التصعيد الثوري . وبدون سبب هبت نسائم الهدوء والتريث ، هبت رياح الثورة المضادة للثورة الشبابية، قادها أناس نحسبهم عن جهل، قادوها وبدون استشعار للموقف ، وعلى رأس القائمة اللقاء المشترك وعلى رأسه الإصلاح ، وكعادته في كل حياته السياسية ، نجده يقدم التسهيلات ويبادر بالتريث وحجته الحماية من الفتنة ، ولأن اللقاء المشترك ما هو إلا ربيبة النظام ، فهو يعرف مداخله ومخارجه ، ولكن حسن النية في اللقاء لم يقابل بنفس النية في النظام ، واستغل كل لحظة تريث ، وكل هدوء ، وكل سكينة، لأنه يعلم أن اللقاء المشترك يسيطر على كثير من القيادات الشابة وليس كلها ، ولأن الشباب تقبلوا عن طيب خاطر أن يعطوا ( للعقل) كما قيل لهم فرصة ، ولأن النظام يريدها فرصة ، واستغل الفرصة ونجح حتى اللحظة ، في المماطلة ولعبته مستمرة، وهنا يعيد التاريخ نفسه ، في لحظة مماثلة في عهد الإمام/ أحمد بن يحيى وعندما نجح الثوار في (انقلاب 1955) بقيادة احمد الثلايا على إجبار الإمام على التوقيع على تنحيه من الإمامة لصالح أخيه (عبدالله) كمرحلة انتقالية لهم ، وظنوا بأنها مرحلة الهدوء والبناء واعتقدوا أن كل شيء هدأ وفكوا أسر الإمام أحمد الذي انتقل لحجة ، وفاجأهم بضربة عبر تواصله مع ابنه البدر قواته المساندة وتم إعدام الثوار وعلى رأسهم الثلايا والأميرين ( عبدالله و العباس ) .. (( ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين )) .. إننا نطالب بإزالة نظام ونريد أن يأتي من نريد إبعاده عن الحكم والسياسة أن يقول (( أهلاً بكم .. رحبتم ... حلوا في الدار أنتم أهله, أنا الخارج ))!! (( نتحدث عن من ))
علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، نريد أن نزيل حكم رجل وهو يتقبل بسهولة، نريده أن يسمع لنا ! لأنه يحب الوطن ويحب شعبه!!.
السؤال هو : لو كان يحب اليمن وأهل اليمن ، هل تراه ينظر إلى الدولة وهي تمر في أسوأ وضع أمني , وأسوأ وضع اقتصادي ، وأسوأ وضع إنساني ، وأسوأ وضع سياسي، وأسوأ وضع اجتماعي ... يرى أن الدولة تنهار .. ويظل متمسكاً بما يسميه (الشرعية )؟.
السؤال هو : لو أراد الرئيس ذلك .. هل نتوقع أن من حوله بكل بساطة يسلمون بالأمر الواقع ويتقبلون الأمر بسهولة ، ويحسمون أمرهم بأن الوطن أهم ... ؟؟ هل نتوقع في ظل معرفتك بالتالي :
- اليمن دولة ذات اقتصاد متدهور .
- الجيش والأمن القيادة كلها مسلمة لعائلة واحدة فأين الوطنية من هذا؟.
- تحتل اليمن المرتبة الأخيرة في دخل الفرد الذي يصل لدولار واحد في اليوم أي بحدود مائتي ريال يمني للفرد .
- حجم التدفقات الخارجة (القوة الشرائية لليمن ) أكثر من 55 مليار دولار للعام، في مقابل الناتج المحلي الذي لا يزيد عن 26 مليار دولار للعام، أي نتحدث عن عجز يساوي أكثر من 29 مليار دولار.. عن أي اقتصاد نتغنى؟.
- نسبة الفقر تزيد عن 40 % وحجم البطالة في القدرة العاملة يزيد عن 45 % و 17% تحت خط الفقر . عن أي مرحلة من مراحل القضاء على الفقر نعيش بعد خمسين سنة من الثورة .
- نتحدث عن أن الزراعة في أرض زراعية تمثل 3% من حجم الصادرات وهي نقطة اعتماد أكثر من 2 مليون عامل تخيلوا كم يعيلوا من بشر .
- نتحدث عن النفط والغاز الذي لا يمثل أكثر من 30% من الناتج المحلي ولكنه يمثل 90% من الصادرات و 70% من إيرادات الدولة .
- نتحدث عن أرض سياحية ذات حضارة هي لا تمثل وجهة سياحية مطلوبة بسبب تكلفة السياحة العالية فيها مقارنة بمناطق سياحية حيوية كماليزيا أو تركيا..
- ثروة مائية و سمكية تمتد في أطول ساحل لأكثر من 2000كلم ... وبقدرة إنتاجية سنوية 350 ألف طن من الصيد ... لا يستغل منها في الواقع إلا بضع % منها ولا يمثل دخلها رقماً في الناتج المحلي هذا إن علمت أن كيلو السمك يصدر بأقل من دولار (يابلاش ) و المستهلك المحلي لا يحصل عليه بخمسة دولارات ...!!!
- نتحدث عن وجود أكثر من 21 جامعة بين خاصة وعامة ونسبة الأمية تفوق ال45%
- نتحدث عن مخرجات التعليم الجامعي والمهني تصل إلى أكثر من 180ألف خريج ولا يستوعب سوق العمل منهم إلا في حدود 16 ألف فرصة لا أكثر .
- نتحدث عن مئات ملفات الفساد المرفوعة لما عرف بجهاز مكافحة الفساد ولم نر أي فرد حوكم أو أعلن عن محاكمته ...
الامام/ احمد بن حميد الدين
- نتحدث عن 16 شخصية متنفذة كانت من أهم مشاكل سطو الأراضي في عدن، لم يتم التحقيق مع أي فرد منهم رغم أن اللجنة التي أعلنت عنهم كانت لجنة مشكلة من المؤتمر الحاكم نفسه .
كل هذا وأكثر حال اليمن .. إن من ساهم في هذا الوضع هل تظنه يرى بالفعل الوضع الذي تراه أنت .. أراه أنا !! ... إنه لا يرى سوى طرقات وجسور، فنادق ومبان ومصانع يظنها استثمارات، هو يرى الانجاز الذي يظنه ولا يرى حقيقة وضع البلاد .
في حكايات الثورة الفرنسية سألت ماري انطوانيت : لماذا يتظاهر الناس ويصيحون ؟ .. قيل لها : يريدون الخبز ... أجابت : مش ضروري الخبز ممكن يكلوا كيك.
حسبي الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.
إذن دعونا نكون عمليين ونضع السؤال ونريد الإجابة واضحة من الجميع ..قيادة شباب ثورة اليمن .. وقيادات اللقاء المشترك ..قيادات الحراك الجنوبي وقيادات الجيش المنضمة للثورة وقيادات الحوثيين ... وبعد الإجابة عن الأسئلة نبحث عن الحل :
- هل هناك ثورة في اليمن أم أزمة سياسية ؟.
* هناك ثورة شاملة قادها شباب اليمن ... وليس بالضرورة أن يخرج الشعب عن بكرة أبيه إلى الشارع ليدل على هذا وإلا إن سلمنا بهذا المنطق فإننا سنسقط ثورة سبتمبر وثورة أكتوبر وأي ثورة سبقت .
- سلمنا بها ثورة .. فهل هي ثورة سلمية؟.
* نعم .. السلمية تعني أننا خرجنا لا نبغي سفك دماء ولا نريد إطلاق رصاصة واحدة، لأن القتل حرام .. حزمنا أمرنا أن يتم التغيير بقوة العمل الخالي من استخدام السلاح وبالتالي أي فعل ثوري كإغلاق الشوارع أو إغلاق المؤسسات عامة أو خاصة لا نقصد بها النهب أو السلب بل نقصد بها خلق الضغط للحصول على الهدف وهو إسقاط النظام، فلا يوجد فعل ثوري إلا بقوة التحرك على الأرض وليس بمجرد رفع الشعارات والاعتصامات، بل يرقى إلى العصيان وممارسة الضغط لحدوث العصيان الكامل .
- هل للعمل الثوري موازنات والحفاظ على الانتقال السلس للسلطة عبر ممارسات الدستور والقانون؟.
لا يمكن القبول بأن الشرعية الدستورية باقية، لأن القاعدة في الثورات هي إلغاء النص الدستوري، لأننا نسعى لبناء نص وعقد اجتماعي جديد، وبناءً عليه فنحن نحرص على انتقال السلطة للشعب في مرحلة انتقالية ، ولا يعتد بحكم الدستور الحالي أو القوانين المساندة له، باعتبار أن الشرعية هي شريعة ثورية ... توجب أحكامها العرفية وهي القواعد التي وضعتها قيادات الثورة واتفقوا عليها كبنود للتغيير والانتقال الآمن للسلطة .. ولابد من الضغط الفوري للوصول لهذه النقطة والتأجيل أو القبول بنصوص العقد السابق هو إسقاط للفعل الثوري .
- هناك مبادرات عدة ومنها المبادرة الخليجية ... هل يمكن أن نضعها أساساً للحل الفعلي؟
* اعتبار المبادرة الخليجية أو أي مبادرة أخرى هي قفز على اللحظة وانتهاك للفعل الثوري .. و المبادرة مادامت تعتمد على السير وفقاً للدستور الحالي فهي تتجاوز صراحة الفعل الثوري ،فإن لم تنص أي مبادرة صراحة على الفعل الثوري وانتهاء الشرعية الحالية فهي تمثل ورقة رابحة في يد الثورة المضادة وبالتالي من يقبل بها من أي طرف هو عملية تدميرية للفعل الثوري محاولة الوصول إلى مصالح خاصة لا عامة ... مهما كانت النوايا، ومهما كانت المسببات فالقبول على بقاء كل مسميات النظام وتقاليده .. و سطوته ينهي الفعل الثوري ويعيد البلاد إلى ما قبل يناير 2011 م . ونعتقد أنها مؤمرة من الخارج ضد الثورة!!.
- ماذا ؟
- مؤامرة ضد الثورة !
* هنا دعوني أتدخل.. إن أي طرف مهما كان يسعى للوصول إلى مصالحه، إلا أنه يبحث عمن يمثل الثورة .. وليس أمامه سوى اللقاء المشترك الذي سلم وتنازل وقبل بالمبادرة شكلاً وموضوعاً وبذا فهو أول من أسقط الفعل الثوري، أي أن الفاعل من الداخل وليس الخارج . خطأ أم سهواً أم حسن نوايا .. فقد صنع مشكلة .. هذا جانب والجانب الآخر، الخارج يبحث عن طرف يتحدث ويفاوض .. لو عدنا للثورة في ليبيا كم ظل الثوار يستنجدون بالخارج ولا مجيب ؟؟ أكثر من الشهر والقذافي يقتل الآلاف دون أن يهتز له طرف ..لأنه يراهم جرذان هو يبيدهم فقط لا أكثر حتى يحمي مزرعته !! ..وهو البشار في سوريا يعيد الكرة!! ... . في ليبيا فهم الثوار المشكلة فشكلوا المجلس الانتقالي.. الذي شكل نقطة تحول في الثورة الليبية ... وساعد على إنقاذها ... كان للشباب في اليمن فرص عدة لتشكيل مجلس انتقالي عبر تواصلهم بالقوى الفعالة في الداخل والخارج ...لتشكيله.
- لماذا مجلس انتقالي ؟ لم يحدث ذلك في مصر ولا تونس.
* هنا يكمن الفرق في مصر وتونس كان لدى الثوار فرصة قوية عبر الضغط المستمر في الأرض و وجود جيش وطني وقيادات مستقلة في الدولة و ليست عائلية تمسك بزمام الأمور في الجيش والمؤسسات كما الوضع في ليبيا واليمن وسوريا ... فالقيادة الوطنية في الجيشين ترى أن استمرار ضغط الشارع قد يولد تدميراً للدولة فتدخلت بالضغط الذي ارهب بن علي ففر .. وأرهب بن مبارك فتنحى ... وارهب حكومة شفيق في مصر بعد ذلك ليتنحى ... ورغم هذا فقد اخطأ ثوار مصر وتونس بعدم تشكيل مجلس انتقالي .
- لماذا ؟
* نحن نتحدث عن رغبة في التغيير الجذري نحو الأفضل والحفاظ على مكتسبات الماضي .. لن يتم ذلك إلا وفق آلية الذي انتفضوا على الفساد أصلاً .. أي آلية الثوار .. دعوني أقتبس من السيرة الطاهرة للاستدلال والعبرة .. كانت بيعة العقبة الثانية التي حضرها عدد من الأنصار الكرام رضي الله عنهم هي المحرك للهجرة النبوية الشريفة التي أقرت في بيعتها على أن محمد صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله وهو القائد والهادي والموجه ، قبولاً عاماً في رغبتهم في التحرر من قيود الجاهلية والبدء بمرحلة البناء للدولة في المدينة المنورة . يمكنني القول أن ذلك المجلس في تلك العقبة كان مجلساً انتقالياً مثل فيه الراغبون في التغيير ، هو لم يمثل اليهود ولم يمثل المنافقين ولا الأعراب حول المدينة... إنه الرؤية للحرية والتحرر من جهل الجاهلية و قيودها إلى سعة الإسلام وسمو الإنسان . وبذا فالمجلس سيمثل الواجهة التي تعبر عن الثورة والتغيير والنهضة بإذن الله .
- أوضح فكرتك ؟
o لقد وضعت فكرة في بدايات الثورة ولكن مجريات الأحداث تغيرت ، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار للوضع القائم .. والوضع هو وجود قائم بأعمال الرئيس وهو السيد عبد ربه ... اتفقنا على حسن نواياه أو لا.. هو ما زال يمثل النظام الحاكم ! .. ما يهم الآن أنه لابد من الوصول إلى الفعل الثوري وتحقيق الهدف الأساسي للثورة عن طريق الضغط والتصعيد الثوري للوصول إلى قبول السلطة الحاكمة أو من يمثلها بالآتي :
1- الإعلان عن فترة انتقالية تبدأ لحظة الإعلان وتستمر نحو عام كحد أدنى وإلى 3 أعوام كحد أعلى، مثلاً من 6/6/2011 إلى 6/6/2012 م
2- على رئيس الدولة أو من ينوبه اختيار 3 شخصيات (2 مدنية و 1 عسكرية ) عبر التواصل و التشاور عن الشخصيات ذات القبول العام .في غضون خمسة أيام .
3- المجلس المشكل هو مجلس حكم مؤقت على رئيس الدولة أو من ينوبه تسليمه صلاحيات الرئيس بالكامل .ويعلن هو إلغاء الدستور القائم .
4- في حالة رفض الرئيس أو من ينوبه ذلك يتم تشكيل مجلس انتقالي يمثل كل أطياف الحراك السياسي والاجتماعي للدولة بدعوة كل الأطياف والمحافظات لترشيح من يمثلهم فيه .. يقوم المجلس الانتقالي فوراً بعد تشكيله في الدعوة لقبوله ممثلاً عن الأمة . ودعوة المجتمع الدولي للقبول به .
5- على مجلس الحكم أو المجلس الانتقالي الدعوة لانعقاد مجلس حوار وطني شامل (يشمل كل القوى السياسية المعارضة والموالية في الداخل والخارج ومنهم قيادات الشباب في الساحات أو من يمثلهم والحوثيين و الحراك والمشترك ) ينعقد المجلس ليضع رؤية حول الدولة والرؤية التوافقية لجميع مكوناتها .
6- على المجلسين اختيار شخصية مستقلة ذات قبول عام لتكوين حكومة مهنية مستقلة تنتمي للوطن ... وتتجنب الانتماءات الحزبية، تدير الفترة الانتقالية .
7- على الحكومة الانتقالية العمل على الدعوة لانتخابات نيابية في 14/10/2011م .
8- المجلس النيابي الجديد يقوم بعملية الدعوة وترشيح مجلس تأسيسي ليتم العمل على صياغة الدستور ليحقق مبدأ استقلالية السلطات وتكوين دولة مدنية قائمة على الحرية والعدالة، مبنية على حكم محلي كامل الصلاحيات للمحافظات أو الأقاليم ،وتحد من صلاحيات تعديل الدستور والعبث به ولا يتم إلا عبر استفتاءا عام ، وكذا الحد من مرض نفوذ السلطة عن طريق منع استمرار أي قيادة إدارية في الدولة عن العمل لفترتين لا تتجاوز الفترة خمس سنوات .. أكان رئيس أو محافظ أو مدير مديرية يستمر في ترشيحه للمنصب أكثر من فترتين ؟؟ ((فالماء الذي لا يجري يفسد في مكانه)) ..
9- عند الانتهاء من صياغة الدستور الجديد تعلن الحكومة الدعوة للاستفتاء العام عن الدستور مثلاً في 22/5/2012 .. وفي حالة القبول للدستور الجديد .. يتحول دور الحكومة لحكومة تصريف أعمال ....و عليها الدعوة في غضون 6 أشهر لانتخابات رئاسية وبرلمانية ... وانتخابات المحافظين و حكومات المحافظات بناء على الدستور وتشريعه بالحكم كامل الصلاحيات للمحافظات والأقاليم .
10- القيادة الجديدة للدولة هي من سيفتح ملف الفساد ومحاكمة المخطئين عبر قضاء مستقل عادل إن شاء الله .. نسامح في حقوقنا الشخصية، لكن لا نسامح في حقوق أمة كاملة .
- وعلينا أن نأخذ بعين الاعتبار التالي :
1- إن الثورة جاءت لتهد الفساد فقط ولا تهد كل شيء.. فقد سرقت ثورة أكتوبر 1963 في عام 1968 م عندما تحولت عن مسارها فبدلاً من أن تأخذ بالجيد وتنبذ السيئ نبذت كل شيء الجيد والسيئ فتحولت ثورة أكتوبر المجيدة نقمة من العام 68م على الجنوب .. وهذا ما حدث في مصر مع ثورة 52 حيث سرقت منهم عبر حركة 56م و خسرت الثورة الكثير من مكوناتها وصاغت لحكم أوصل مصر لثورة يناير 2011، ودعوني أذكر نموذجاً عندما أعلن عن استقلال الهند وفي اجتماع زعماء الهند مع المهاتما غاندي كان النقاش حول إلغاء كل شيء .. فعبر غاندي بما معناه: إن الحكومة البريطانية وضعت نظاماً جيداً لا ينبغي أن نخسره ... (( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )) حديث .
2- إن إلغاء الماضي هو مدمر للحاضر ناسف للمستقبل ... فاليوم هو وليد الأمس والغد هو وليد اليوم ... ومن أكبر مساوئ ثورة سبتمبر أنها ألغت الماضي ونسفته .. وجاءت وحدة 90 لتنفي الماضي وتحاول طمس التاريخ ... لا نريد أن يلعن الأحفاد الأجداد ... بل نريد دعوة صالحة من حفيد المستقبل ... لا نريد أن تأتي أمة لتلعن أختها .. بل تأتي أمة لتقول : اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا في الإيمان .... ولذا نجد أنه لابد من النظر في :
- المملكة المتوكلية اليمنية ومابها من خير وشر هي جزء من تاريخ بلادنا وهو حياة أجيال قبلنا، نحن نتحدث عن فترة استمرت من 1904 إلى 1962م ... نحن نتحدث عن الحاكمين الإمام يحيى والإمام أحمد بن يحيى وكان شاعرين من شعراء اليمن و فقيهين من فقهاء اليمن ... لا يمكن أن ننسف هذه الحقيقة ونتجاوزها . بل نحن نجهل أن الإمام أحمد قد شارك في تأسيس الجمهورية المتحدة بين مصر وسوريا ثم انسحب منتقداً الاشتراكية في قصيدة له . إنه التاريخ .
- عام 1990 في 22 مايو كان يوماً فريداً في التاريخ هو ليس يوم إعادة تحقيق الوحدة، بل هو يوم تكوين وحدة في الإقليم اليمني في كيان كامل يحمل اسم الجمهورية اليمنية لم يحدث في التاريخ حدث شبيه، له لأنه لم يحدث على الإطلاق أن تشكلت دولة كاملة في إطار هذا الإقليم باسم اليمن عموماً وإنما كانت مجموعة من الإمارات والسلطنات والدويلات ...اعترافنا بالتاريخ لا ينقض أبداً أهمية 22مايو بل يدعم مكانته و أهميته .
- نكران الحضارات التي كانت في اليمن و صياغتها وكأنها حضارة واحدة تتمثل في حضارة سبأ وفقط أو حمير وفقط ... يهد حضارات امتدت لاكثر من خمسين ألف سنة وتزيد على هذه الأرض ....إن السعي للحقيقة والبحث عنها لا ينسف الوحدة بل يدعمها ... ويعمق روابط الحياة فيها .. حضارة كدولة حضرموت ... و تاريخ منسي كعاد .. ودولة ظلمت كأوسان ومعين وغيرها ... إن الحقيقة التي لابد أن نفهمها أننا لآدم وآدم من تراب .. فلا يعني الأمر أن نتحدث عن أصل العرب، ونحن نتخبط في زوايا الدول النائمة ، أو نتسول عند أبواب القصور .
3- لا يعني إسقاط النظام إصلاح كل شيء .... فلابد أن نعلم أن النظام حكم 33 سنة وتولدت عنه عقيدة الفساد والمحسوبية والمجاملات كحياة يقبلها الصغير والكبير ..فلابد من العمل على إعادة هيكلة التعليم ليكون تربية قبل التعليم .... وكمثال حي عندما اهتزت اليابان في موجة تسونامي الاخيرة .. ترى الياباني كيف يتصرف في ظل تلك الفاجعة والأزمة .. عندما يقف في الطابور ليحصل على احتياجه من المعيشة لا يأخذ إلا ما يكفيه ليومه .,.. عندما تسأل الياباني لماذا ؟ يجيب انه لو أخذ أكثر ربما لايجد من يأتي بعده في الصف حاجته ... جميع المتاجر والفنادق لم ترفع سنتاً واحداً في الأسعار باسم استغلال الفرصة .. بل قامت العديد من المتاجر والفنادق بتقديم تسهيلات وخصوم كبيرة مساهمة اجتماعية منها في تخفيف عبء الأزمة عن الناس ... إن الياباني لم ينه دينه أو رجاه من ربه .. ليته أسلم .. بل تربية تعلمها فصارت عادة عنده ... إن ما نحتاجه هو إعادة تأهيل شامل ولن يكون هذا إلا بإيجاد بنية تربوية تعليمية شاملة ... نحن نحتاج أن نعيد تاسيس بناء المسجد النبوي مدرسة الصحابة الكرام.. ومنبر الحياة للعالمين ... أقصد أن صرح مؤسسة التربية والتعليم هو كبناء المسجد الذي يربي وينشء الأمم . وبمعنى أوضح (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .
4- مصيبتنا التفرد بالرأي والتحدث عن أن ما نحمله هو الصواب ... يجب أن ننتهي من هذا، إن ما نحمله هو رأي يخالفه رأي وعبر القبول بالآخر سيأتي الصواب من الاتفاق والانسجام ... لا نريد أن نلغي أو نعمم... لا نريد أن نكون أوصياء لله .. إنما الأعمال بالنيات ولكل امرء ما نوى .. نحاسب على الأفعال لا النوايا .. نحاسب على السلوك لا الظن .
شكراً لصبركم لقد أطلت ... اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان والحمد لله رب العالمين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.