مع انطلاق ثورة الشباب في عموم محافظات الجمهورية ومع توسع رقعتها وازدياد أعداد منتسبيها لم تكن أندية عدن لتقف موضع المتفرج مما يدور على الواقع، لتظهر بصورة مشرفة باتجاه ما يدور، وتعلن تأييدها وموقفها الداعم لهذه الثورة التي لامست جماهير الشعب اليمني في سواده الأعظم. موقف كان يفرش ألوانه الزاهية على مسار الثورة الشاملة التي انتفض لها الشعب كوقفة في وجه الفساد والظلم والاستبداد الذي عانى منه على مدى ثلاثة عقود من الزمن، ظل فيها تحت وطأت من لا يرحمون ولا يغيرون أحوال شعوبهم.. وعلى تلك الصورة، وتلك الوقائع والشواهد التي سعى فيه الجميع إلى تغيير الأوضاع التي ترسخت في هذا الوطن، وأصبحت وكأنها داء عضال، فظهر الرياضيون وشباب هذه الأندية ومنتسبيها ليقولوا كلمتهم من خلال تلك المواقف التي أعلنوها على الملاء دون خوف أو حسبة لأحد، بعدما فاض بهم الكيل في مناحي أوضاعهم التي حولها الفاسدون العابثون بشئونهم إلى وحل بعيد كل البعد عن تطلعاتهم وطموحاتهم التي ساروا عليها لحظة بأخرى بين جدران أنديتهم التي غزاها الوهن، وأصبحت مجرد حيطان تغيب عنها أجواء الرياضة والمنافسات، إلا في أوقات قليلة حين تتدخل أوقات مزاجات أصحاب الساسة في حال اقتربت مواعيد الانتخابات أو مشابه لها. الموقف الجميل الذي تبنته هذه الأندية يبعث برسالة واضحة للأندية الأخرى التي مازالت في اتجاه بعيد عما يدور والذي تتدخل فيه كل فئات الشعب بوجودها في حيز مخزٍ يحاول البعض استغلالها على مسار ما يدور، كما هو الحال في استئناف دوري الأولى الذي يعتبر رسالة مضادة للثورة وشهدائها الذين سقطوا في ساحات الشرف.. موقف يضع تلك الأندية في مواقع تنحني لها الهامات والرؤوس لأنها ارتبطت بالشعب وثورته، وتركت الخزي لمن مازال يحيك خيوط أخرى لارتباطه بالنظام الذي تهاوى وسقط وتناثرت أوصاله!!.