لم يستوعب الاتحاد اليمني لكرة القدم ورئيسه الثائر نيات بعض أركان النظام المتهالك باستغلال الرياضة وكرة القدم لتحقيق بعض المقاصد في رسم أمور مضادة لما يدور في البلاد باتجاه ثورة الشباب والتغيير.. فالاتحاد الذي أصر ويصر بأن كل شيء تمام، وأن كرة القدم يتوفر لها كل ما تريده لتواصل منافساتها.. ويمر اليوم بمنحنى جديد أوقعه من يحيكون مؤامرات ضد الشعب وثورته يتجسد في مؤامرة كاملة المعالم باتجاه محافظة عدن، وذلك بانطلاق مباريات تجمعيهما لأندية الثانية على ملاعبها.. وهي خطوة مفضوحة يراد منها انتزاع المحتوى الثوري لهذه المحافظة التي لم تنفصل ولو للحظة عن مسار الثورة الشبابية السلمية التي يكتسيها الوطن في الأشهر الثمانية الماضية. فالاتحاد ووزارة الشباب وقيادتها التي تعتبر جزءً لا يتجزأ من النظام المتهالك أرادت أن تتلاعب بالمعطيات الصعبة التي يعيشها الوطن اليمني وأبناءه، وسعت إلى إيجاد صيغة جديدة لإقامة نشاط كروي يتم من خلاله توصيل رسالة إلى بعض الجهات مفادها (هذه عدن هادئة ناعمة بالاستقرار تحتضن (20) فريقا في تجمعين كرويين).. رسالة انكشفت حروفها عند الجميع قبل أن تفك مظاريفها، فمصادرها معروفه وأغراضها واضحة.. لذلك فإن الجميع اليوم في عدن الباسلة التي طحنها النظام، وأضاع حقوق أبنائها تحتاج إلى وقفة جادة، وموقف باتجاه تلك المساعي التي يريد البعض تحقيق بعض المكاسب على حساب قيمة هذه المحافظة التي كانت السباقة في كل المنعطفات التاريخية.. موقف يمنع هذه المحاولات البائسة التي يراد منها قلب الحقائق بعيدا من ثوابت الرياضة ومبادئها، وإظهار عدن وكأنها في كوكب آخر، وهي التي زفت أرواح أبنائها الشهداء في صلب هذه الثورة الشبابية في المعلا والمنصورة والشيخ عثمان وخور مكسر وكريتر والبريقة ودار سعد. الأمر لا يحتاج إلى انتظار.. فعدن الثائرة التي يحاولون جعلها مرتكز لما بقى في محاولاتهم البائسة ستكون قادرة على البقاء في واجهة الثورة وأهدافها التي تحتل هي فيها الشيء الكثير بعد ويلات الظلم والمعاناة التي مرت بها في سنوات ما بعد 22 مايو. الأمر مطروح أمام شباب عدن ليقولوا كلمة باتجاه ما يحصل من قبل بعض أزلام النظام المسيرين والمسيطرين على القرار الكروي في بلادنا الذي مر في الفترة الماضية بحالة فوضى عامة أضرت بعدد من الأندية الرافضة لتلك الرغبات.. كلمة أخرى غير التي يراد إسماعها للعالم من خلال فتح ملاعب المحافظة لاحتضان فعالية رياضية كروية فقدت شرعيتها وقانونيتها منذ وقت طويل.. كلمة تمنع هؤلاء من العبث (بعدن) الثورة والتاريخ والصمود والريادة والخصوصية.. فهل من هبة ثورية باتجاه ما يحصل!!.