ترمق منذ الوهلة الأولى عند مرورك في شوارع اليمن في أعقاب الثورة، تزايد انتشار الدراجات الهوائية وبخاصة في العاصمة صنعاء، بشكل لافت لم يشهد له مثيل في تاريخ اليمن الموحد عام 1990. وفي هذا الصدد تحدثت جريدة "الاقتصادية" المصرية، في تقرير لها عن هذا الموضوع، حيث أوضحت أن هذا التحول في المواصلات نتيجة توقف عدد كبير من السيارات وحافلات النقل الجماعي بين المناطق داخل صنعاء، بسبب شح البنزين والديزل، نظراً لضرب الأنبوب الرئيسي للنفط في محافظة مأرب، رغم توزيع كميتين من النفط السعودي. وتحدث عدد من أصحاب محال بيع الدراجات الهوائية، للجريدة، قائلين إن هناك تزايد في شراء الدراجات النارية من قبل أصحاب السيارات -أغنياء ومتوسطي الدخل- وحتى دبلوماسيين عرب وأجانب بعد توقف سياراتهم نتيجة انعدام البنزين ووجوده بشكل متقطع، والحصول عليه يحتاج إلى طوابير قد تستغرق ثلاثة أيام. وتشير إحصائية رسمية عن دخول "100" ألف دراجة هوائية قادمة من السعودية والصين إلى موانئ عدن جنوباً، والحديدة خلال النصف الأول من العام الحالي. وفي ذات السياق نقلت الجريدة عن المهندس/ هشام شرف -وزير التجارة والصناعة اليمني- قوله إن استخدام الدرجات الهوائية، نتيجة طبيعية لأن تكون بديلاً مؤقتاً لمن تعود على التنقل بالسيارات للمناطق القريبة، نتيجة توقف سياراتهم بسبب شح البنزين نتيجة ضرب الأنبوب الرئيس للنفط في محافظة مأرب. وأضاف أن السوق حالياً تستفيد من النفط السعودي الذي وصل منه حتى الآن دفعتان وتمت تصفيتهما وتوزيعهما للسوق، بينما هناك شحنة ثالثة وصلت إلى مصفاة عدن، وهناك خطة جديدة لضخ كميات جديدة كبيرة من البنزين على محطات الوقود التي تنتشر في صنعاء، بعد أن تم تحديد المحطات التي تقوم ببيع البنزين في السوق السوداء، واكتشاف براميل كبيرة داخل أحواش بعض من المنازل في منطقة همدان. وعلى الصعيد نفسه واصل هشام شرف حديثه " لقد تم توجيه إنذار نهائي للمحطات المخالفة التي رصدتها لجان الرقابة سواء التي تمتنع عن البيع أو تبيع بأسعار مخالفة أو تعمل على بيع كميات من المشتقات النفطية التي تزود بها في السوق السوداء". وفي ختام حديثه قال إن الفرق الميدانية تمكنت قبل يومين من ضبط أكثر من 16 ألف لتر من الديزل على ثلاث ''دينات'' كانت في طريقها إلى السوق السوداء وتمت مصادرة الكمية وبيعها للمستهلكين بالسعر الرسمي، بينما تم ضبط محطتين أثناء قيام صاحبيهما بتفريغ كميات البنزين في براميل وجوالين بلاستيكية إلى داخل مخازن خاصة بهما تمهيداً لبيعها في السوق السوداء.