لحقت الشهيدة/ رجاء عبدالله شمسان، بقافلة شهيدات تعز يوم أمس متأثرة بشظايا أصابت أنحاء متفرقة من جسدها السبت الماضي وهي بداخل منزلها بمنطقة وادي القاضي، إثر القصف العنيف الذي شنته قوات النظام على المنطقة.. ومساء أمس توفي المواطن/ سيد أحمد الأهدل بذبحة صدرية بعد عودته إلى منزله بوادي القاضي ومفاجأته بنهب محتوياته بالكامل من قبل قوات النظام وعصابتهم وكان الرجل قد غادر بيته برفقة أسرته مع اشتداد القصف على المنطقة مطلع الأسبوع الجاري. ويوم أمس انسحبت قوات النظام انسحاباً تكتيكياً من عدة أماكن، كانت متمركزة فيها بالمحافظة وخاصة المنطقة الغربية بما في ذلك مستشفى الثورة والمعهد الصحي ومستشفى الدرن إضافة إلى انسحاب هذه القوات من منطقة الحصب. ويأتي انسحاب هذه القوات بناءً على طلب اللجنة العسكرية التي تم تشكيلها من قبل نائب رئيس الجمهورية بهدف إعادة الأمن والهدوء إلى محافظة تعز ووصلت إلى المحافظة أمس الأول. ومن المقرر أن نسحب بقية هذه القوات وخاصة من قلعة القاهرة وجبل جرة، حيث المجمع القضائي صباح اليوم الأربعاء. بالمقابل انسحب يوم أمس حماة الثورة من حي زيد الموشكي والروضة وصباح اليوم سيتم استكمال انسحابهم من شارع جمال وحي المسبح. وتوقع الدكتور/ عبدالله الذيفاني، أن تكون محافظة تعز خالية من أي مظاهر مسلحة صباح غد الخميس، منوهاً إلى أن اللجنة وقفت على الاتفاق الذي سرى مفعوله مع السلطة المحلية وبدأت بتنفيذ بنوده على أرض الواقع. وكشف انسحاب قوات النظام يوم أمس من منطقة الحصب عن أضرار فادحة وصور مأساوية ومن ذلك تدمير عشرات المنازل علاوة عن اقتحام ونهب قرابة "15" منزلاً. وأفاد شهود عيان أن انسحاب هذه القوات أعقبها تمركز عدد من المسلحين المواليين للنظام في المنازل وعلى سطوحها. وكانت محافظة تعز قد شهدت عصر أمس وقفة احتجاجية لشباب المحافظة أمام مبنى اليمنية بحوض الأشراف للتعبير عن رفضهم بمنح صالح أي ضمانات وتسليح المدنية وللتنديد بالجرائم الوحشية التي ارتكبتها قوات النظام بمحافظة تعز، مطالبين بلجان محايدة ودولية لزيارة تعز والإطلاع عن قرب على حجم الكارثة التي خلفتها قوات صالح. وفي سياق متصل شهدت المحافظة صباح أمس مسيرة حاشدة جابت عدة شوارع بالمحافظة ونفذ من خلالها المتظاهرون وقفة احتجاجية أمام منزل الشهيدة/ راوية الشيباني وتعهد من خلالها الشباب على مواصلة درب النضال حتى إسقاط النظام وفاء لدماء الشهداء. إلى ذلك وقف التكتل الوطني لأعيان تعز الأحرار أمام ما يجري من حرب شاملة وقتل وتدمير للأرض والإنسان في مدنية تعز مشيداً بأحرار وحرائر تعز لصمودهم الأسطوري وتصميمهم على المضي بثورتهم قدماً بسلمية حتى النصر المبين. ودعا التكتل، كافة أبناء تعز بمختلف تكويناتهم وتوجهاتهم إلى التلاحم والإتحاد التام وعدم السماح للبلاطجة المرتزقة باعتلاء أسطح منازلهم أو البقاء في حاراتهم حفاظاً على الدماء الطاهرة التي يسفكها جيش العائلة وبلاطجته. وناشد التكتل دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأميركية التدخل السريع لإيقاف الحرب الشاملة والمدمرة التي يشنها نظام صالح على مدنية تعز الصامدة وسرعة إرسال لجنة للإطلاع على حجم الكارثة التي حلت بالمدنية وأهلها جراء جرائم صالح ونظامه ونناشدهم ببقاء اللجنة بتعز بصفة مستمرة حتى يتم إعادة هيكلة الجيش بمعيار وطني، مطالباً في ذات السياق المنظمات المحلية والإقليمية والدولية تحمل مسؤولياتهم والتحرك السريع لإنقاذ شعب يذبح وخاصة في تعز التي يتعرض أبناؤها للإبادة حسب البيان. ودعا وسائل الإعلام الإقليمية والدولية فضح جرائم الإبادة والتدمير الشامل التي يقوم بها هذا النظام في تعز وإعطائها المساحة الإعلامية الكافية التي تتناسب مع حجم هذه الجرائم الفضيعة ضد الإنسانية مع تقديرنا لقناتي الثورة سهيل والجزيرة ونحيى مهنية السعيدة ونطالب منهم إعطاء مساحة أكبر لتعز بحجم الجريمة التي ترتكب بحقها. وحيا البيان أحرار وحرائر اليمن في مختلف الساحات والميادين في ربوع وطننا الحبيب على تضامهم مع إخوانهم في تعز ونطالب منهم مزيد، من التصعيد حتى يتم إسقاط بقية النظام ومحاكمة رموزه. بدوره أصدر تكتل حماة الثورة بمحافظة تعز بياناً ثمناً المواقف الشجاعة لأبناء مدينة تعز والصمود الأسطوري الذي يتمثل بالالتحام والتلاحم الجماهيري مع شباب الثورة السلمية والمتمثل بالنزول الميداني إلى الشوارع رجالاً ونساءً وبكل الأعمار والاتجاهات مشكلين بذلك درع بشرى للدفاع عن أبناءهم وأعراضهم وممتلكاتهم. وقال إن المأساة الإنسانية المروعة التي تعرض لها أبناء تعز، خاصة الجهة الغربية كالحصب وبئر باشا التي يشيب من هولها الوالدان في ظل صمت عربي ودولي عما يحدث. ودعا التكتل جميع أبناء المحافظة للوقوف صفاً واحداً أمام مرتكبي هذه الجرائم لحماية المدينة ومحيطها من الاستباحة من قبل من أسماها عصابة مجرمة محترفة للقتل متعطشة لسفك الدماء لا تحلل حلالاً ولا تحرم حراماً حقداً وانتقاماً من تعز المسالمة لمواقفها المبدئية من الثورة وانحيازها الكامل لها. وطالب تكتل حماة الثورة من اللجنة العسكرية إخلاء المدينة من القوات العسكرية المتمركزة في المنشآت الخدمية ومنازل المواطنين و المواقع الأثرية والتباب المرتفعة المطلة على المدينة وضواحيها ورفع الحصار المفروض على المواطنين في كل مداخل المدينة برفع جميع النقاط المستحدثة وعودتها إلى ثكناتها العسكرية وحماية المواطنين من النهب والاختطاف والإذلال والتعامل الوحشي. إلى ذلك سخر المجلس الثوري للدفاع والأمن بتعز من مزاعم بقايا النظام في اعتقال العميد/ صادق سرحان والترويج عن ذلك عبر العديد من الوسائل الإعلامية، وأوضح المجلس أن مزاعم بقايا نظام في ترويج مثل هذه الشائعات تؤكد بأن أفراد العصابة وصلوا إلى حد الهلوسة ومرحلة الكذب لموسوعة غينس، وهي ضمن مسلسل أكاذيب النظام الساقط وأساليبه المفضوحة في محاولة منه لتضليل الرأي العام.