شهدت محافظة الضالع في جمعة "الوفاء لأبين" توافد الآلاف من الثوار إلى ساحة الحرية بدمت لأداء صلاة الجمعة قبل الخروج في مسيرة حاشدة نددت بجرائم قاعدة العائلة في محافظة أبين وطالبت الرئيس هادي بإصدار قرارات جديدة تقيل من تبقى من القيادات العائلية في الجيش والأمن. وفي المسيرة التي جابت الشارع العام ردد المتظاهرون شعارات وهتافات استنكرت استمرار جرائم قوات العائلة بحق المواطنين الآمنين في منطقة أرحب، كما نددوا بقصف القاعدة لمحطة لودر الكهرباء بمحافظة أبين، وأشادت بصمود أبناء محافظة أبين واستبسالهم في التصدي للجماعات المسلحة. ومن الهتافات : "يا أبين أرض الصمود.. إن الماضي لن يعود"، تقصف أرحب بالطيران.. لازم ترحل يا جبان"، "البقاء للشعوب.. وكلنا ضد الحروب"، "للقاتل لازم حساب..لن يفلت من العقاب". ونددت اللجنة الشعبية بدمت في بيان لها تلقت الصحيفة نسخه منه - بالاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة دمت يوم الأربعاء الفائت بين مواطنين في نزاع على أرض عقارية في محيط المجمع التربوي والمساكن الآهلة بالسكان والتي أسفرت عن إصابة شخصين وكذا العشرات من طالبات الصفوف الأولى بحالات إغماء، ناهيك عن حالة الخوف والهلع التي عمت السكان وخاصة المنازل القريبة من المكان وأولياء أمور الطالبات. وفيما عبرت اللجنة ومعها كل أبناء المديرية عن استغرابهم مما وصفوه بالإهمال والتقصير المتعمد من قبل الأجهزة الأمنية إزاء الحادثة، أدانوا بشدة حالة الصمت السلبي لت للأجهزة وعدم اضطلاعها بالدور المنوط بها في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمجتمع والحد من الجريمة قبل وقوعها باتخاذ كل الاجراءات والتدابير القانونية، وطالبت بسرعة إلقاء القبض على المتهمين وتقديمهم للعدالة. وأهابت اللجنة بكافة القوى بالمديرية من أحزاب وتنظيمات وفعاليات جماهيرية ومنظمات المجتمع المدني الوقوف بحزم أمام مثل تلك الظواهر وإيقاف كل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار المديرية، مشيرة إلى أن المسئولية في ذلك جماعية. وقال خطيب جمعة الوفاء لأبين بساحة الحرية بدمت "أحمد السيد" إن تحرير الجيش والأمن من الولاءات الشخصية والتسخير الفردي ليصبح جيشاً وطنياً خالصاً تحت قيادات وظنية مهنية موحدة هو مطلب ملح وضرورة من ضرورات استقرار الوطن واستتباب أمنه، لافتاً إلى أن ما لا مناص منه في هذا الإطار هو وجوب أن توجه أصابع الاتهام إلى القيادات التي تقف في وجه التغيير وترفض الانصياع للنظام والقانون وتقدس المصلحة الشخصية على حساب الوطن وترفض أوامر وقرارات القيادة الشرعية في هذا البلد. مؤكداً أن هؤلاء برفضهم هذا يكونون قد وضعوا أنفسهم في قفص الاتهام وليس غيرهم وذلك لأن رفضهم يعد استمراراً في العبث بالوطن ومؤسساته وتمرداً على القيادة الشرعية والشرعية الدستورية التي طالما تغنوا بها كثيراً في وجه التغيير. وقال السيد إن التغيير في المجالين الأمني والعسكري يجب أن يكون على قاعدة بسط نفوذ الدولة على كل ربوع الوطن وذلك عبر تمكين وزارة الداخلية من كل الوحدات الأمنية ولتأمين البلاد والمنافذ البرية والبحرية والجوية وكذلك بتمكين وزارة الدفاع كم كل وحدات الجيش لتأمين الحدود لا على أساس إبعاد الكفاءات الناجحة وتعيين بعض القيادات الضعيفة، لأن ذلك يفتح مزيداً من نقاط الضعف من جديد ويزيد الأمر سوءاً ويعرض أمن الوطن للمخاطر. وأضاف خطيب ساحة الحرية بدمت: إن المبادرة الخليجية مع ما لدى الثوار من تحفظات عليها لكنها اشتملت على كثير من المطالب وحققت بعض الأهداف ومن ذلك مطالبهم في تأييد مبدأ التغيير الشامل في أجهزة الدولة على مستوى الوزراء والمحافظين ومدراء العموم والسلك الدبلوماسي تحقيقاً لتطلعات الشعب ورغباته. وفيما تساءل السيد عمن له المصلحة في هذا التباطؤ في تغيير هذا الجهاز الإداري المهترئ وإصلاح أوضاعه؛ قال إن أي تأخر في إحداث التغيير الكامل ونقل السلطة الكاملة إلى أيدي تجمع بين النزاهة والكفاءة، يزيد الأمر تعقيداً كل يوم ويفتح الباب لمزيد من العقبات. وتابع السيد: إن جميع الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم من حقهم اليوم أن يسطروا لأنفسهم ذكرى حسنة ومعروفاً ومكانة عند أبناء اليمن وهذا الشعب الذي سيبقى ويقفون مع مطالبه المشروعة وحقه في طي صفحة الماضي الأليم، ماضي الفساد والاستبداد والعناد وهذا ما نرى العالم يتجه إليه اليوم ولا يرغب أن يسود أحد صفحته في الوقوف إلى صف المجرمين والقتلة والفاسدين، مؤكداً أن في نهاية النظام العائلي نهاية للمشاريع الصغيرة التي أنتجها النظام بسياساته وعمل على تغذيتها للحيلولة دون نجاح القوى الوطنية في عملية التغيير الشامل.