لوموند الفرنسية: الهجمات اليمنية على إسرائيل ستستمر    الكهرباء أداة حصار.. معاناة الجنوب في زمن الابتزاز السياسي    التفاهم بين الحوثيين وأمريكا يضع مسألة فك إرتباط الجنوب أمر واقع    باريس سان جيرمان يبلغ نهائي دوري أبطال أوروبا    . الاتحاد يقلب الطاولة على النصر ويواصل الزحف نحو اللقب السعودي    محطة بترو مسيلة.. معدات الغاز بمخازنها    عدن تنظر حل مشكلة الكهرباء وبن بريك يبحث عن بعاسيس بن دغر    بعد "إسقاط رافال".. هذه أبرز منظومات الدفاع الجوي الباكستاني    باجل حرق..!    الذكرى الثانية للتوقيع على الميثاق الوطني الجنوبي    شرطة آداب شبوة تحرر مختطفين أثيوبيين وتضبط أموال كبيرة (صور)    التصعيد العسكري بين الهند وباكستان يثير مخاوف دول المنطقة    شركة الغاز توضح حول احتياجات مختلف القطاعات من مادة الغاز    كهرباء تجارية تدخل الخدمة في عدن والوزارة تصفها بأنها غير قانونية    استشهاد امرأة وطفلها بقصف مرتزقة العدوان في الحديدة    الحكومة: الحوثيون دمّروا الطائرات عمدًا بعد رفضهم نقلها إلى مطار آمن    مجزرة مروعة.. 25 شهيدًا بقصف مطعم وسوق شعبي بمدينة غزة    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة الحاج علي الأهدل    صنعاء تكشف قرب إعادة تشغيل مطار صنعاء    وزير النقل : نعمل على إعادة جاهزية مطار صنعاء وميناء الحديدة    بيان مهم للقوات المسلحة عن عدد من العمليات العسكرية    سيول الأمطار تغمر مدرسة وعددًا من المنازل في مدينة إب    الأتباع يشبهون بن حبريش بالامام البخاري (توثيق)    صنعاء .. هيئة التأمينات والمعاشات تعلن صرف النصف الأول من معاش فبراير 2021 للمتقاعدين المدنيين    وزير الشباب والقائم بأعمال محافظة تعز يتفقدان أنشطة الدورات الصيفية    الزمالك المصري يفسخ عقد مدربه البرتغالي بيسيرو    فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض رسوم جمركية على بوينغ    خبير دولي يحذر من كارثة تهدد بإخراج سقطرى من قائمة التراث العالمي    صنعاء .. الصحة تعلن حصيلة جديدة لضحايا استهداف الغارات على ثلاث محافظات    وزارة الأوقاف تعلن بدء تسليم المبالغ المستردة للحجاج عن موسم 1445ه    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    باكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية حديثة وأسر جنود    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"وادي حنش".. منطقة بتعز حٌكِم عليها بالنسيان
يتوسط المحافظة جغرافياً.. وأبعد مناطقها خدمياً, وغياب أبسط الخدمات الأساسية...
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 04 - 2014

يتوزع الإهمال على كل مشارف منطقة وادي حنش بمديرية التعزية التي تتوسط مدينة الحالمة تعز والتي يصل سكانها إلى أثني عشر ألف نسمة.. حيث لا توجد أي خدمات أو مقومات للحياة هناك, وليس هناك مركز صحي ولا قابلات والمياه يتم شرائها من المدينة..
مدرسة الشهيد الزبيري طلابها الألف تحت الاشجار، لا تستطيع وسائل المواصلات الدخول أو الخروج من المنطقة إلا بصعوبة كبيرة.. مقالب للنفايات ساهمت في انتشار الامراض وسط الاهالي.
البعض منهم يموت بسبب الطريق المؤدية للمدينة وانعدام مراكز صحية قريبة منها ناهيك عن منازلهم المترهلة التي يمكن أن تنهار في أي لحظة عند مواسم الامطار.. لنتخيل كيف يمكن أن نعيش بدون هذه الخدمات...
كل هذا يحدث في منطقة وادي حنش دون إدراك المحافظ هذه المسؤولية.. للتعرف عن قرب عن أوضاع المنطقة واحتياجاتها في سياق هذا التقرير..
12000مواطن وسط تعز.. يفتقرون إلى مجرد مركز صحي.. انعدام المياه.. انعدام التخطيط العمراني .. مهددون بجرف مياه الامطار منازلهم .. أين المحافظ؟
أشبه بقطاع غزة المحاصر, حرم من أبسط مقومات العيش الكريم في الصحة والتعليم والطرق, مدرسة واحدة تحوي غرفاً مترهلة ومتناثرة وفصول دراسية تحت الأشجار يقبع فيها نحو ألف طالب, أصبحت الدراجة النارية وسيلة المعلمين أحياناً للتنقل بين شعبة وأخرى, تشد نظرك لافتة المدرسة المنصوبة على سيقان إحدى الأشجار وقد جار عليها غبار الزمن .
انعدام الطرق والتخطيط العمراني للمنطقة يقف عائقاً أما دخول الماء إلى أهلها بعدما حرموا من مصدر يحصلون منه على الماء في منطقتهم ما اضطرهم إلى شرائه, قد لا تساعدك الطريق أيضاً في إنقاذ حياة شخص مريض يضطر نقله إلى خارج المنطقة بحثاً عن مستشفى أو مركز صحي فالخدمات الصحية فيها منعدمة.
هذا حال منطقة وادي حنش الذي يتوسط محافظة تعز والتابع لمديرية التعزية, يزيد عدد سكانه عن 12ألف نسمة, أشبه بعزلة خارجة عن نطاق المحافظة حكم عليها بالنسيان وتجاهل الجهات الرسمية لمتطلبات المنطقة المُلحة. للتعرف عن قرب عن أوضاع المنطقة واحتياجاتها في سياق هذا التقرير..
كان محافظ تعز قد وجه بتاريخ 2/7/ 2012م مدراء عموم مكاتب التربية والصحة والكهرباء والأشغال والمياه بالمحافظة بسرعة تشكيل لجنة ورفع تقارير عن احتياجات المواطنين في المنطقة من المشاريع الخدمية لرفع معاناتهم و منذ ذلك اليوم وحتى الآن يقول المواطنون في تلك المنطقة بأنهم لم يجدوا أثراً لتلك اللجنة ولا يزال حال المنطقة كما هو بل ويزداد سوء يوماً بعد آخر .
حاسبوا أنفسكم
طلاب وطالبات مدرسة الشهيد- محمد محمود الزبيري للمرحلة الابتدائية والأساسية في منطقة وادي حنش لا يزالون يعانون ازدحام الفصول وظلامها وغبار الرياح وحرارة الشمس، نحن في العراء نعاني ظروف الطبيعة بأجسادنا الضعيفة، نحن محرومون من الكراسي والمعدات البسيطة التي نحتاجها للدراسة كالسبورة والطباشير والكتاب, بهذه النبرة التي تحمل الأسى والعتاب تصف الطالبة- إيمان منصور إحدى طالبات تلك المدرسة التي لا تحمل أدنى مقومات التعليم التي يحتاج إليها الطالب في مدرسة حقيقية ترتقي بها, تتابع إيمان بذات النبرة حديثها: لو سمع محمد محمود الزبيري وضع المدرسة التي تحمل اسمه لخجل وطلب إلغاء اسمه من عليها.
ونحن نسمع عن انتشار مدارس كبرى في محافظة تعز إلا في هذه المنطقة فمن المسئول عن ذلك فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا. وربما بهذه الكلمات المعبرة والموجزة تكون إيمان قد أوصلت رسالتها ونقلت صورة المأساة التي تعاني منها مع بقية زملائها الطلاب والطالبات مرحلتهم التعليمية.
تجاهل وتهميش
نعاني التهميش والإقصاء من قبل الجهات المعنية وانعدام المخطط العمراني للمنطقة هذا ما يقوله- أمين قاسم أحمد أحد المعلمين في تلك المنطقة- مضيفاً: طالبنا مراراً وتكراراً بإنزال مخطط عمراني إلا أنه كما يقول المثل" أذن من طين وأخرى من عجين" ونقابل دائماً بالتجاهل والإقصاء, ويشير إلى أن هناك أضراراً بيئية كبيرة يعانون منها وبالأخص الأطفال ناتجة عن وجود محرقة للنفايات الهائلة والمتراكمة, إضافة إلى قرب المنطقة من مصنع السمن والصابون والروائح الكيماوية التي تنبعث منه طوال الوقت.
ومن جانب آخر يتحدث أمين عن انعدام في الخدمات العامة والبنى التحتية في المنطقة وكأنهم كما يرى أقرب إلى منطقة نائية خارجة عن المحافظة بالرغم من أنهم ضمن النطاق الجغرافي للمحافظة ويتوسطون المدينة, ويتساءل أمين عن سبب ذلك التهميش الكامل لهم, متابعاً قوله: لا يوجد مدارس حقيقية تحوي الطلاب الذين يبلغ عددهم ما يقارب الألف طالب وطالبة يتلقون تعليمهم تحت الأشجار وفي العراء ما أدى إلى تعرض الكثيرين للإصابة بالتلوث والإعاقة الذهنية وخصوصاً التلوث الناتج من المصنع المجاور لهم.
ورأى بأن أقل شيء لجبر الضرر أن يقدم للمواطنين وحدات صحية ومدرسة اعتباراً لحق الجوار, كما أعتبر أن مشكلة الدخول للمنطقة مشكلة كبيرة يشكو منها الجميع بسبب البناء العشوائي والأراضي الزراعية لبعض الأهالي التي تمر الطريق من خلالها ويضطر الداخل إلى المنطقة السير فيها وهذا ما يرفضه ملاك الأراضي والمزروعات ويضطرون إلى دفع مبلغ لهم مقابل المرور من أراضيهم الزراعية.
ظروف صعبة.
يعمل محمود حسان مدرساً في مدرسة الشهيد الزبيري- يحكي معاناته التي يعانيها وهو يقوم بعملية التدريس تحت الأشجار وذرات الغبار لخمس سنوات، فيتحدث عن زميل له في المدرسة مصاب بالفشل الكلوي يعطي دروسه في ظل تلك الظروف البيئية الصعبة, إضافة إلى الطلاب الذين يصاب منهم سنوياً ما يعادل 10% بالربو, وناشد حسان الجهات الرسمية بأن تقوم بواجبها بعمل مدرسة لهؤلاء الطلاب الذي وصل عددهم إلى ألف طالب يدرسون في العراء. زميله أحمد عبد الرحمن كذلك يعمل معلماً في ذات المدرسة فعندما تحدث إلينا كان يحمل بيده سجادة فسألناه لماذا تحملها؟ فأجاب :حتى أصلي ركعتين في كل مكان أتواجد فيه عسى ولعل أن ينفرج همنا ويتحسن حالنا وحال هؤلاء الطلاب الذين يعانون, وأملنا بالثورة الجديدة والتغيير كبير جداً في إصلاح وضعنا الحالي.
منازل مهددة.
عاقل منطقة وادي حنش/ عبد الكريم أحمد الصوفي يقول بأن المنطقة تفتقر إلى مدرسة لطلابها ومستوصف ومراكز صحية وكذلك التخطيط العمراني وكأنهم ليسوا من سكان تعز التي يتمركزون في وسطها, وأضاف الصوفي : بالنسبة للمدرسة في المنطقة فهي تحوي المرحلة الابتدائية والأساسية فقط ولا يجوز أن نسيمها مدرسة أصلاً كونها تفتقر إلى مقومات التعليم البسيطة, أما طلاب المراحل الأساسية والثانوية فقد تم جمع مبلغ خمسة آلاف ريال عن كل مواطن بالتعاون مع البنك الدولي وقُدمت للمجالس المحلية على أساس بناء مدرسة لهم في منطقة همدان بالضباب والتي تبعد عن المنطقة نحو أربعة كيلومترات.
ولفت إلى أن منطقته منسية ومنكوبة من أغلب الخدمات الأساسية كالمياه والتي يعتمد أصحاب المنطقة على شراء "الوايتات" في الحصول عليها ولا تدخل إلى المنطقة إلا بصعوبات كبيرة بسبب عدم وجود خطوط سير يستطيع الداخل إلى المنطقة أن يسير فيها بسهولة, وشبه حال منطقتهم المعزولة بحال قطاع غزة إن لم يكن أفضل منها.
وقال بأنه باعتباره عاقل المنطقة فقد طرقوا أبواب المحافظة والمجالس المحلية ومكتب التربية وبيت هائل ولم يتركوا مكاناً إلا وصلوا إليه لكن لم يتجاوب معهم أحد ولم يتلقوا أي رد - حد قوله- وأشار إلى أن المعاناة تشتد عليهم في موسم الرياح والأمطار وتتحول المنطقة إلى منطقة طينية يصعب الحركة فيها وخصوصاً الطلاب وفي حال وجود حالات مرضية يتم نقلها إلى المدنية لانعدام المراكز الصحية في المنطقة, ووجه الصوفي رسالته إلى محافظ المحافظة ومدير التربية والتعليم في المحافظة والمديرية للالتفات إلى وضع المنطقة وتوفير الخدمات اللازمة لها وقدر سكان منطقة وادي حنش بأكثر من اثني عشر نسمة.
وحذر من أن المنازل المبنية بطريقة بدائية مهددة بالانهيار في حال وجود أي سيول أو انجرافات, مردفاً: في حال وجود أمطار نخرج مع أسرنا من البيوت ونظل نراقب السيول خوفاً من مباغتتها لنا فجأة.
وطلب من مكتب الأشغال النزول إلى المنطقة وعمل تخطيط لها ولم يتم ذلك حتى الآن ويؤكد ذلك- فؤاد عبد الحميد سعيد أحد سكان المنطقة منذ أكثر من عشر سنوات يقول بأنه في بداية قدومه إلى المنطقة عام200م لم يكن هناك أي مبنى وبدأ يطالب بعمل تخطيط عمراني للمنطقة وقدم أوراقه جاهزة لأجل ذلك ولم يكن هناك استجابة جادة.
من جهته يصف عبد الجليل حسن الشرعبي نائب رئيس مجلس الآباء في المنطقة حال الطلاب في المدرسة كمن يفترش الأرض ويلتحف السماء ويضيف بالقول: معظم الطلاب مصابون بالربو نتيجة الغبار والأتربة التي تصيبهم وقدمنا بطلب إلى المجلس المحلي بالمحافظة والمديرية وما تلقيناه كانت وعود لم تنفذ ونطالبهم مرة أخرى بأن يسرعوا ببناء مجمع مدرسي وإنزال مخطط للمنطقة, وناشد بيت هائل الأسري باعتباره صاحب اليد البيضاء والبصمة في جميع محافظات الجمهورية وتوسم فيهم الخير وفي محافظ المحافظة بأن ينظروا إلى وادي حنش المجاور لأحد مصانعهم وأن يمدوا يد العون للأطفال الذين يتلقون تعليمهم تحت الأشجار وأشعة الشمس.
ويستحضر صادق سعيد الصوفي قصة جاره رمزي سعيد خالد البالغ من العمر 35سنة وأب لأربعة أطفال مع مرض القلب الذي يعاني منه- وحين اضطر إلى إسعافه إلى المدينة لم تساعده الطريق أو تسعفه للوصول إلى المستشفى حتى فارق الحياة.
معاناة الطلاب والمعلمين
نتلقى الغبار وليس التعليم.. بهذه العبارة بدأ يتحدث فهيم عامر أحد طلاب الصف السابع في المنطقة والذي يروي حاله وحال زملائه الطلاب وما يعانوه من وضع غير صحي ومأساوي وهم يتلقون التعليم تحت الأشجار وأشعة الشمس وعلى الأتربة المتراكمة, والتقلبات الجوية التي تمنعهم من التلقي الصحيح للتعليم, يتابع فهيم: بالرغم من أننا نجاور مصنع لهائل سعيد أنعم فلو تبرعوا لنا بخمسين قصبة من حوش المصنع الذي يحوي ثلاثة ألف وخمسمائة قصبة لوجدنا مكاناً نبني عليه مدرسة لنا أو تبرعوا لنا بكل شهر مائة ألف ريال من المصنع للمساعدة في بناء المدرسة.
ويتساءل فهيم :لماذا لا يوجد لدينا مدرسة أوولسنا تابعين للتربية والتعليم؟ أوولسنا بشر على الدولة أن تلتفت إلينا وبالرغم من أننا نبذل قصارى جهدنا في التركيز وكذلك المعلمين إلا أننا لا نستطيع المذاكرة لأننا نعود إلى البيت وقد أصابنا المرض.
من جانبها تحكي نجيبه غالب إحدى المعلمات في تلك المنطقة قصة المعاناة والصعوبات والمضايقات التي يتعرضن لها المعلمات فتقول: طوال فترة الدوام المدرسي ونحن نجلس على الحجار مع حرارة الشمس غير المضايقات من قبل مسلحين من أبناء المنطقة حين نتفاجأ بدخولهم إلى الفصل ومضايقات أيضاً من قبل بعض الأهالي.
وتضيف بأن الفصول عبارة عن غرف قديمة متفرقة يتم استئجارها والآن لا يستطيعون دفع إيجارها وسيتعرضون للطرد منها في حال لم يتم دفع إيجارها, وتشير إلى أن عدد من الطلاب يدرسون تحت الأشجار حينما لا تتسع الفصول نتيجة لكثافة الطلاب, وتشبه حال المنطقة كمن يعيش في غابة خارجة عن خدمات المدينة.
ووجهت رسالة إلى من يعنيه الأمر بأن يتحمل مسئوليته إزاء الوضع المتردي التي تعيشه منطقة وادي حنش, وتشاطرها تلك المعاناة زميلتها فاطمة حسين عبدالله معلمة لمادتي اللغة العربية والاجتماعيات وترى بأنه إذا وجدت بيئة تعليمية وجد التعليم إلا أن في منطقتهم كما تقول لا يوجد تعليم حقيقيي والمعلم يظل يقاوم من أجل أن لا يتسرب الطلاب من التعليم, لافتة إلى أن هناك عجز في المعلمين بدليل أنها تمسك مادتين لأربعة فصول والفصل غرفة صغيرة مكشوفة على الطريق تقبع فيها 86طالبة.
إضافة إلى أن البعض من أبناء المنطقة غير متفهمين لعملية التعليم والمعلمة ليس لديها احترام ولا يوجد فرق بينها وبين الباعة أمام المدرسة- حد تعبيرها- وتطرقت في حديثها إلى الصعوبات التي تواجه أهل المنطقة خاصة في موسم الأمطار التي تصبح الطريق فيها طينية يصعب السير عليها بالإضافة إلى انعدام الماء والطرق وانطفاء الكهرباء وافتقار المنطقة للمستوصفات والعيادات الطبية .
حفيظة حمود سعيد هي الأخرى مربية للصف الثالث تعاني من كثرة الطلاب مع ازدحام الطلاب وقلة الفصول في حين أن الفصل الواحد يبلغ92 طالبة وهذا ما تعتبره سبباً يمنع الطالبات من السماع والفهم الصحيح لما تقوله المعلمة, وتقارن المباني المدرسية في الريف والتي عملت فيها لفترة معينة مقارنة بمبنى مدرسة وادي حنش والتي تعمل فيها حالياً تجد بأن الفارق كبير بينهما وترى بأن مدارس الريف وضعها أفضل بكثير من هذه المنطقة التي تصفها بمنطقة في القرون الوسطى أو خارجة عن الخارطة اليمنية لا يسمع بها أحد وليست في محافظة تعز, وتردف بالقول: الخدمات الصحية منعدمة لدرجة أن جارتي احتاج طفلها حديث الولادة إلى الأكسجين وتم نقله إلى المدينة إلا أنه توفي الطفل في الطريق لعدم وجود حتى قابلة أو ممرضة في المنطقة.
وعود كاذبة
يتحدث وكيل مدرسة الشهيد الزبيري في منطقة وادي حنش- فؤاد عبد الحميد سعيد الكمالي عن ألف طالب في المدرسة بدون أي فصل دراسي حقيقي ومناسب للطالب, ويتلقى الطلاب التعليم تحت الأشجار منذ خمس سنوات, ويقول بأنه تم اعتماد المدرسة في البداية على أساس وجود عقد من الجهات المختصة لمبنى مدرسي ولكن إلى اليوم لم يوجد هذا المبنى, ما جعل الطلاب وخصوصاً في مواسم الأمطار يغرقون في الطين ولا يوجد مدرسة قريبة حتى يتم نقلهم إليها.
وأشار إلى أنهم توجهوا إلى المحافظة والمجلس المحلي وهيئة المساحات والطرق لطرح مشكلتهم بعدها وجه المحافظ بتشكيل لجنة إلى النزول للمنطقة قبل خمسة أشهر إلا أن اللجنة لم تنزل ولم يلقوا لها أي أثر وما تلقيناه كان وعود كاذبة.
مضيفاً: لدينا عجز في الكادر التدريسي وما هو موجود لدينا ثمانية عشر معلماً ونحتاج إلى ضعفي هذا العدد والشعبة الواحدة تتضمن بداخلها تسعين طالباً أما الفصل فيتجاوز العدد مائة وستين طالباً ونحن في مأساة حقيقية.
من جانبه يقول صادق سعيد الصوفي والذي يعمل مدرساً وأخصائياً اجتماعياً في المدرسة بأن وضع المدرسة والطلاب أصبح يشكل له أرقاً ليلاً ونهاراً لما أرجعه تحديداً إلى الوضع الأمني المتردي في المنطقة والمضايقات التي يتعرض لها الطلاب والمعلمات.
ومن زاوية نفسية يصف سعيد وضع المدرسة بأنه قد يشكل للطلاب أزمة نفسية وصلت إلى المعلمين أنفسهم مما يضطرهم إلى فصل بعض الطلاب في المراحل الأساسية المتقدمة ليبحثوا لهم عن مدارس أخرى بالرغم من أنه لا يوجد مدارس قريبة من المنطقة مشيراً إلى أنه لو تم فتح باب التسجيل بشكل متواصل لوصل العدد إلى أربعة آلاف طالب.
مستطرداً: لدي أربعين طالب يعانون من السل الرئوي نتيجة الغبار والأتربة, وبخصوص الطريق فقد نضطر في بعض الأوقات إلى استخدام دراجة نارية حتى نتنقل من شعبة إلى أخرى بمسافة كيلومتر.
وحمل سعيد محافظ المحافظة ومكتب التربية والتعليم مسئولية الوضع الذي تمر به منطقتهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.