روى الناجي من حادثة إطلاق أفراد النقطة الأمنية بمحافظة حضرموت النار على سيارة تقل الشيخ جلال أحمد عبده عقلان العزعزي 40 عاماً مما أدى إلى مقتله وجرح احد مرافقيه يوم الأحد الماضي. وفي إطار التنديد بالحادثة نظم أبناء قبيلة العزعزي بعد يوم من الحادثة مسيرة غاضبة من عزلة الشماتين بمحافظة تعز إلى مركز أمن المديرية، رفعوا فيها شعارات طالبت الدولة بتسليم الجناة، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم بما يتوافق مع القانون، واستقبلهم مدير أمن المديرية، وأبلغهم بتشكيل لجنة لمتابعة الموضوع تكونت من الشيخ محمد حزام، والشيخ لبيب عبدالله حيدر، والشيخ عبدالعليم سعيد محمد، وأجرت سلسلة لقاءات لبحث ومتابعة القضية. وروى ريدان عبدالملك العزعزي 29 عاماً الناجي من الحادثة التي وقعت على بعد حوالي 35 كيلومتر من مدينة أحور في أحد النقاط التي استحدثها الجيش؛ روى لصحيفة "أخبار اليوم" تفاصيل الحادثة، وقال "غادرت أنا والشيخ جلال محافظة تعز عبر عدن متوجهين إلى مدينة المكلا، وعند أذان المغرب، مرينا بنقطتين للجان الشعبية بمنطقة أحور، لنقطع بعدها حوالي 35 كيلو متراً ليحل الظلام، ونفاجئ بمجموعة أحجار وسط الطريق السريع، لا تحمل أية دلالات أو علامات على وجود نقطة عسكرية، ولم يكن هناك أي أشخاص أو جنود، بعدها وبسرعة فرمل قائد السيارة الشيخ جلال لنصعد على أحد تلك الأحجار وتتوقف السيارة، لنفاجئ بوجود طقم ودبابة على الجانب الأيمن من الطريق ومجموعة من الجنود الذين باشروا بإطلاق النار علينا، لتخترق رصاصة رجلي اليمنى، وتكسر عضم ساقي أسفل الركبة، وتصيبني بمجموعة شظايا على ساقي اليمنى، واخترقت رصاصة كتف الشيخ جلال الأيمن لتستقر بصدره بالقرب من القلب – حسب التقرير الطبي- حيث كان الجنود على مسافة قريبة جداً منا، وجميع الرصاصات التي صوبت نحونا كانت تستهدف قتلنا لأنها كانت على الأبواب أسفل النوافذ، ولم يكن هناك أية طلقات تحذيرية". وأضاف العزعزي" بعدها رأيت الشيخ جلال ينزف بشدة، ونظرت للخارج لأجد الجنود قد بادروا بتشغيل الدبابة وتوجيه ماسورتها تجاهنا، لأخرج إليهم صارخاً "أحنا من تعز، تعالوا أسعفونا" بدون أي رد من قبل الجنود، بل إنهم عادوا ليختبئوا خلف الطقم العسكري والدبابة بعد ان أطلقوا النار علينا، عندها وصلت خلفنا قاطرة لتقف على مسافة قريبة منا دون أن يتجرأ سائقها على مساعدتنا، وبعد حوالي 10 دقائق وصل مكان الحادثة أصدقاء لنا كانوا قد غادروا تعز معنا إلا أنهم تأخروا في أحور عند زيارتهم لأحد أصدقاءهم، ثم بعدها أسعفنا أصدقائنا بسيارتهم دون أن يتدخل الجنود أو حتى يخرجوا من مخبأهم، وتركنا سيارتنا بمكان الحادث وفيها كل ما كان بحوزتنا من هواتفنا وملابسنا وذلك بعد أن أمنها أصدقائنا، وبعدها تم اسعافنا لمستشفى بلحاف التي لم نجد فيها إلا إبرة أوقفت نزيفي، وسيارة إسعاف نقلتنا إلى مستشفى ابن سيناء العام بالمكلا، وتم إخباري أن الشيخ جلال قد فارق الحياة في مكان الحادث".