مدقق مالي: شركات الادوية الكبرى تسعر الدواء في صنعاء بسعر يتجاوز السعر الرسمي للدولار باكثر من 40٪    «زينبيات الحوثي».. تقرير يمني يكشف «نقاب المليشيات»    إشهار مؤسسة "آفاق التآلف للتنمية الاجتماعية" بصنعاء    حاشد .. صوت المقهورين وقلم المنفيين    عيدروس الزبيدي..عهد الرجال للرجال    توافد جماهيري حاشد الى ساحات مسيرات مع غزة جهاد وثبات    الشيخ نعيم قاسم يحمل الحكومة اللبنانية المسؤولية عن أي فتنة داخلية    المحويت.. كتل صخرية ضخمة تهدد عدد من القرى ومخاوف الانهيار تجبر عشرات الأسر على النزوح    الأرصاد يحذر من أمطار رعدية مصحوبة بحبات البرد على المحافظات الجبلية وسهل تهامة    وفاة لاعب يمني في رحلة تهريب إلى السعودية    المقالح يوجه دعوة لسلطة صنعاء لتفادي فضيحة الاعتقالات    وزير الرياضة يطلق تطبيق «ثمانية» بحضور وزيري الإعلام والاتصالات    بسبب محتوى "مُخل بالآداب" على تيك توك.. حملة توقيفات في مصر    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: ثمانية شهداء من الحركة الرياضية منذ مطلع أغسطس    سلة آسيا.. لبنان تفرط في التأهل ونيوزيلندا تعبر    ب 1.921 مليار.. ريال مدريد العلامة التجارية الأغلى    الضغط العالي لا يكفي.. برشلونة يبحث عن الصلابة الدفاعية    مدير أثار ذمار يفند مزاعم كشف أثري في وصاب    الإمارات تدعم شبوة بالكهرباء ومشاريع صحية وتنموية تخفف معاناة آلاف المواطنين    نتنياهو يصدم العرب بخطة إسرائيل الكبرى ما بعد تفكيك حماس    احتكار الأدوية في عدن والجنوب: إمتصاص لدماء وصحة الفقراء    جرائم القتل في سجون الأمن السياسي بمأرب تظهر الوجه القبيح لإخوان الشيطان    مستقبل اليمنيين الهاربين في عدن والتعلم من تجربة 1967    الحكومة: مشاهد الحوثيين بكربلاء تكشف انسلاخهم عن اليمن وانغماسهم بالمشروع الإيراني    انتبهوا    الموعد والقنوات الناقلة لمباراة ليفربول وبورنموث في الدوري الإنجليزي    الأمطار توقف مباراة الصقر وأمل الخيامي .. واتحاد الكرة يعلن إعادتها صباح غدٍ الجمعة    ريال مدريد يهنئ باريس سان جيرمان على الفوز بالسوبر الاوروبي    ضمن بطولة"بيسان"الكروية تعز 2025 ... طليعة تعز يثخن جراح شباب المسراخ ب 9 أهداف لهدف ، ويعزز حظوظة في دور الثمانية..؟!    تظاهرة شعبية غاضبة في الضالع    البيتكوين يواصل تحطيم الأرقام القياسية    العثور على مدينة قبطية عمرها 1500 عام في موقع عين العرب    ندوة ثقافية بذكرى المولد النبوي في كلية العلوم الإدارية بجامعة ذمار    البنك المركزي يسحب تراخيص ويغلق ست منشآت صرافة مخالفة    من تصريح نتنياهو إلى جذور المؤامرة... ثلاثة قرون من التخطيط لإقامة "إسرائيل الكبرى"    حالة من الذعر تهز الأرجنتين بسبب "كارثة" طبية أدت لوفاة العشرات    وزير الكهرباء وأمين العاصمة يدشنان الإنارة الضوئية في ميدان السبعين    تحضيرات مبكرة لاستقبال ذكرى المولد النبوي بامانة العاصمة    وزير الثقافة يطمئن على صحة الممثل المسرحي محمد معيض    هيئة الزكاة تخفض دعمها للمستشفى الجمهوري بصنعاء بأكثر من النصف والمستشفى يقلص خدماته الطبية    الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية تشدد على مضاعفة الجهود الرقابية للحفاظ على استقرار أسعار الصرف    صنعاء .. مرضى السرطان يشكون من انعدام بعض الأصناف الدوائية    "تنمية الشبابية" بالتنسيق مع أوقاف مأرب تختتم المرحلة الثانية من برنامج تأهيل معلمي حلقات القران    مدير عام مديرية قشن يدشن عدد من الدورات التدريبية    مليشيا الحوثي تمنع التعامل بالبطاقة الشخصية الذكية في مناطق سيطرتها    اللواء بن بريك يُعزّي العميد عادل الحالمي بوفاة والدته    من يومياتي في أمريكا .. لحظة إسعاف    تدشين توزيع الحقيبة المدرسية لأبناء الفقراء والمحتاجين في مدينتي البيضاء و رداع    من يخرجها من ظلمات الفساد.. من يعيد المسار لجامعة عدن (وثيقة)    قرار استثنائي سيظل كسيحا    10 عادات افعلها صباحاً لصحة أمعائك وجهازك الهضمى    أرقام صادمة وجرائم جسيمة.. عقد من التدمير الحوثي الممنهج للاقتصاد الوطني        نيويورك حضرموت    اكتشاف حفرية لأصغر نملة مفترسة في كهرمان عمره 16 مليون سنة    من يومياتي في أمريكا .. أنا والبلدي*..!    توكل كرمان، من الثورة إلى الكفر بلباس الدين    فيديو وتعليق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيبقي عصرالمجاهد صدام حسين رمزا علي مدي العصور
نشر في الأضواء يوم 04 - 04 - 2013

فؤاد السايس الرئيس صدام حسين يفوز بقلوب الجماهير العربية حبا له وتقديرا واحتراما لمواقفه البطولية وصموده أمام الطغاة الذين أرادوا محاكمة هذا القائد العظيم ونقف عند الذكري الثانية لرحيل القائد الفلسطيني الذي رفض كل إغراءات كامب ديفيد الثانية وعاد الي أرض الوطن "فلسطين" يحمل هموم شعبه بعد أن رفض التفريط بالقدس وأنهي حياته تحت الحصار الجائر شهيدا شهيدا شهيدا!! وكلاهما استلهم حب الوطن وضحي بالغالي والنفيس وأدي الامانة فالرحمة والمغفرة لابي عمار والصمود علي درب النضال لابي عدي وعاش الشعب وعاشت فلسطين وعاشت الامة . بداية وعودة إلي توماس فريديمان الكاتب الامريكي المشهور في مقالة له تحت عنوان الضياع والوجود " عراق بريمير ورامسفيلد ام عراق العراقيين " *(1) وفي فقرة مهمة تناول الكاتب إن هدف تأييد غالبية الامريكيين ظلت تتفهم بإستمرار قيمة وأهمية السعي لإقامة حكومة ديمقراطية في قلب العالم الإسلامي, ويتناول الكاتب بأن عدم وجود حركة وأسعة مناوئة للحرب مرده بأن العراقيين يسيرون في طريق بناء حكومة فاعلة ومستقرة, ويختم بقوله لا يجب عليهم رعاية حرب أهلية في العراق!! ومن حيث أختتم نبدأ بالقول بأن خصوصية ووضع العراق الداخلي وتركيبته السكانية وجغرافيته والمحيط من دول الجوار حيث يقع بين تركيا وإيران وأربعة دول عربية, ولما لدول الجوار من تأثير إيجابي أو سلبي تعرض العراق إلي سلسلة من الحروب كانت الغزوة الأمريكية أخرها وهي محط تناولنا لها, حيث يعيش العراق واقع سيْ ومستقبله في مهب الريح نتيجة عوامل عديدة لعلها في المقدمة عدم وجود قيادة وطنية يجمع عليها كافة شرائح المجتمع العراقي ( في ظل اسر القائد الرئيس الشرعي) ويتوحد من خلالها الطيف السياسي, هذا الاصطفاف سوف يؤدي في نهاية الامر خروج الدولة الغازية بفتح نافدة الهروب لها تماما كما حصل في جنوب لبنان حينما قادة المقاومة الإسلامية كفاحها ضد المحتل الصيهيوني وهو الكفاح الذي استمر ثمانية عشر سنة فما كان لهذا الكيان المغتصب الا الرحيل , فالمقاومة في بلاد الرافدين قد أبلت بلاء حسن وكان نتيجة هذا التسخين أن 6 من أصل 10 من الناخب الأمريكي قد وضع الوضع في العراق في سلم أولوياته وبالتالي كانت النتيجة إن الأصوات كلها إتجهت إلي إقصاء الجمهوريين من ساحة المجلس التشريعي, وصناعة القرار المستقل والتفرد بالرأي الواحد أضحي أمر في غاية الصعوبة بمكان, ومن هذا المنطلق جاء رحيل وزير الدفاع ومهندس غزو العراق دونالد رأمسفيلد مبكرا* ( 2 )( يقوم مجموعة من المحامين رفع دعوي قضائية ضده في المحاكم الالمانية نتيجة الاوامر المباشرة الصادره منه تسببت في التعذيب في سجن ابوغريب), وهذا الرحيل المبكر يعد بمثابة هزيمة للرأي السائد بعد 11/9 بضرورة إخضاع المنطقة للهيمنة والإحتلال المباشر, وهكذا جاءت أفكار المفكر الأمريكي فرانسيس فوكياما تتراجع وتصف السياسية الامريكية بالفشل, وكذا فشل فلسفة سياسة ما يعرف بالحرب الإستباقية لاغراض أخلافية, ومن ضمن أهم نتائج الإنتخابات الأمريكية سقوط مفهوم "محور الشر" وايديلوجيات المحافظين الجدد الاخري, فالعراق الآن يمثل صانع السياسية الامريكية الخارجية وليس غائب عن الشأن الداخلي, إذ لا يمكن ان يتم إخضاع هذه المنطقة للهيمنة - والقرار السياسي العربي يعود إليه الآن بريقه فالصمود السوري ونهجه الممانع والانتصار الكبير الذي تحقق علي أرض الواقع في جنوب لبنان علي يد المقاومة جعل لجنة كبار الحكماء واضعي "تقرير الوضع في العراق" وهي لجنة (لجنة بيكر- هاملتون) وتتكون من وزير الخارجية الامريكي السابق جيمس بيكر ولي هاملتون رئيس لجنة العلاقات الخارجية وروبرت جيتس العضو الفعال في اللجنة وهو الذي خلف رأمسفيلد في وزارة الدفاع , لديهم رأي بضرورة فتح قناة إتصال وحوار مباشر مع إيران وسوريا كدول جوار ذات تأثير كبير في تحويل الوضع في العراق, وقد كان إجتماع بين جيمس بيكر رئيس اللجنة وسفير إيران لدي الأمم المتحدة بهذا الشأن, من هنا لما كان العراق بلد عربي عريق شأنه يهم كل عربي مخلص وبما أن المرحلة القادمة تتطلب أن لا يترك العراق ويقرر وضعه بيد الآخرين يتطلب مشاركة عربية فاعلة وتحديدا من سوريا الدولة الحريصة المؤثرة الفاعلة الصامدة التركيز علي وحدة العراق, وضمان الحفاظ علي ديمومته برحيل الغازي ودعوة عودة كل الفئات المخلصة للتجاوب مع المعطيات الجديدة والتعاطي معها بما يكفل عدم تمزق هذا البلد ومنع الاحتراب والاقتتال علي أرضه الطاهرة, كون المشهد السياسي في هذه المرحلة وتحديدا في هذه الساحة يشير علي أن المحتل سوف يترك فراغ برحيله لن يملؤه أحد وسوف يستأثر بهذا البلد الفئة الحاقدة الطامعة من الصفويين الذين يريدون تمزيق العراق وفرض واقعه السياسي وإخضاعه لهيمنتهم المباشرة, وذلك بفصل جنوبه الغني بالماء والبترول (جزر مجنون الغني بالنفط) بالاستعانة بالفئة المارقة التي تروج بالفيدرالية وتقود الاقتتال الطائفي وتقوم بتصفية القوي الوطنية المؤمنة بوحدة العراق من خلال فرق الموت , وخلق فوضة عارمة إستباقية تعجل رحيل الغازي الامريكي لعدم توفر عامل الامن وصعوبته بل استحالته, ومن ثم يرتكز هذا الإختلال بإعلان محافظة كردستان العراق الانفصال وإعلان الدولة هناك من جانب واحد وترك وسط العراق لمهب الريح, ومن اجل منع هذا السيناريو الرهيب الغير مقبول... علي الساسة العرب المخضرمين قيادة إنقاذ العراق, والتفاعل والمشاركة وتسخير كل الإمكانيات كرافد والاهتمام بل المجاهرة بأهمية وحدة العراق وعودته السريعة الي الحضن العربي قويا أبيا فاعلا. إن التاريخ لا يرحم والعبرة أن نتعلم من الماضي وعدم الانكفاء, وأن لا ندفن رقابنا تحت الرمال المتحركة لقد بدأت الأمور تتكشف وقد بدي الامر واضحا للعيان. يشخص توماس فريدمان "إن إنعدام الامن أدي العراقيين إلي اللجؤ والاعتماد علي الولاءات العشائرية والمليشيات" . وعليه يجب علينا التجاوب والتحاور مع قادة العشائر ونتاج هذا الحوار يؤدي الي فتح أفاق وتعاون وعلي الجامعة العربية مواصلة الحوار الذي بدأ وتقديم مصلحة العراق علي كل المصالح ضمانا لسلامة العراق واستتباب أمنه .إهتمام الولايات المتحدة الامريكية بالمنطقة لم يعد النفط كأهم سلعة يعتمد عليها الاقتصاد الامريكي فحسب بل لقد طرأ تحولا كبيرا في التعاطي في الشأن الثقافي وتوجيه المزاج السياسي للمواطن العربي صوب السياسات الجديدة التي يؤمن بها المحافظون الجدد, هذا التحول طرأ نتيجة إيمان الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان بأهمية مد النفوذ الامريكي إلي اكبر رقعة من الارض, وقد كان للحرب الباردة التاثير الكبير في مفهوم واقع خوض سياسية معادية ضد المعسكر الاشتراكي وتطور هذا المفهوم لدي المحافطون الجدد الذين تمتعوا بمزايات تم توفيرها لهم في حقبة حكم رونالد ريجان لولايتين متتاليتين .في تقرير إقتصادي ان اجمالي ما ينتجة العراق الآن من البترول يعادل 2 مليون برميل بينما تطمح الحكومة إنتاج 2.6 برميل وإن إجمالي ما خسره العراق من الدخل المفقود خلال فترة العامين ونصف بلغ 24 مليار دولار*(3) نتيجة تدهور الامن , ضألة الاستثمار, إستنزاف آبار البترول, وعدم كفاءة الشبكة, ومن هذا المنطلق فقد وجد الغازي إن الاستمرار في المكابرة عديمة الجدوي والتصارع مع آهل العراق من اجل إخضاعهم أمر لابد من التوقف عنه والبحث عن حل مناسب يساعد علي رحيل هذه القوات بأقرب وقت ممكن , إن إجمالي فقد الولايات المتحده في العراق بلغ 2836 جندي حتي نهاية شهر أكتوبر وعشرة الف من الجرحي و8 الآف إعاقة و320 مليار دولار تم إنفاقها للمجهود الحربي وفي الجانب العراقي قتل أكثر من 655 الف عراقي*( 4) وتدمير بنيته التحتية وخلق البلبلة والفتن والاقتتال والتفجيرات الغير منقطع والاختطاف المنظم علاوة ما يسببه عدم الاستقرار من ضياع لفرص العيش الكريم الآمن.فالولايات المتحدة وفي عهد هاري ترومان لم تتواني من إستخدام القنبلة النووية في هيروشيما ونكازاكي لايقاف الطموح الياباني, ومن اجل النفط وعدم إعاقة تدفقه جاء قرار الغزو بإحتلال ارض الرافدين, وإن واضعوا الاستراتيجية الامريكية يتحدثون بالأرقام عن وقائع الربع الأول من هذا القرن وما سوف يتمخض من نتائج تقرر مصير مصالحهم وسيادتهم الدولية و يعولون علي إخضاع المنطقة برمتها لصالحهم, ومنذ عام 1990م يتبعون خطة نفطية تتلخص من أن مصالح الامن القومي لاوروبا والولايات المتحده تتوضع في "المنطقة العربية البترولية" ويزيد إعتمادهم كدول صناعية علي البترول الوارد من هذه المنطقة الحيويه وان الاستهلاك العالمي سيرتفع من معدله الحالي 81.1 مليون برميل في اليوم (عام 2005 – 2006) الي 89.7 مليون برميل عام 2010م الي 98.8 مليون برميل عم 2015 الي 108.2 مليون برميل عام 2020م الي 118.8 مليون برميل عام 2025م كما ان الدراسة المعدة بهذا الشأن تشير*( 5 ) علي قدرة المنطقة العربية ( الخليج وشمال أفريقيا يعني الجزائر وليبيا بالاضافة الي مصر والسودان) سوف يصل انتاجهم الي معدل 53.6 مليون برميل عام 2025م وهو ما يعادل نسبته من الانتاج العالمي ب 43% قابل للزيادة الي مستوي 54.1% عام 2030م. وان صادرات دول الخليج العربي من النفط المتوقع عام 2025 سوف يصل الي 35.8 مليون برميل أي ما يعادل 37% من إجمالي الصادرات العالمية وان العراق سوف ينتج 15 مليون برميل يوميا(في حالة تم ضخ مبالغ كبيرة يتم استثماره في مجال استخراج النفط وبناء مصافي بتروليه) ويعول علي جودة هذا النفط وسهولة استخراجه وتحويله وان تكلفته الزهيدة جدا تعادل في بعض المقارنات مع غيره من النفط ما نسبته من 1 الي 20 دولار ومن هذا المنطلق نجد الاهتمام الغير محدود بهذه المنطقة وتحديدا العراق وان أهم أهداف السيطرة علي نفط العراق والمحرك الأساسي للحرب الهائلة المدمرة المكلفة التي تكبدها العراق يأتي النفط *(6) في مقدمة الاولويات (الاحتياطي 200 بليون برميل من النفط الخام ذو الجودة العالية والكلفة الارخص وتسعي الشركات الاربعة الامريكية والبريطانية إستحواذ آبار جزر مجنون حيث الاحتياطي المؤكد 21 بليون برميل *(7) وتقدر القيمة الاسمية بحسب تقديرات الاسعار الحالية 1.5 ترليون دولار بواقع 71.5 دولار للبرميل (8) ناهيك عن كمية النفط الاخري التي هي بمثابة بحيرة عائمة) ولعلنا ندرك إن ما سوف يترتب من تغييرات كبيرة في الساحة خلال العقدين القادمين يأتي الاستحواذ علي النفط ووضعه تحت السيطرة الكلية الفعلية للدولة المهيمنة .لقد سبق لهنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق *(9) أن كتب في مذكراته ( من يريد السيطرة علي الامة العربية الاسلامية عليه ان يدمر إرادة الامة العراقية فهي الحلقة الرئيسية فيها) وإن ما ذكره لم يكن بالمطلق غائبا عن إدارة الرئيس بوش حين كانت منكبة للتخطيط لاحتلال العراق في محاولاتها لتدمير بلد يمتلك حضارة عمرها سبعة الآف سنة . إن ما تنتهجه الإدارة الحاليه من سياسة تجاه العراق ليس له أي رؤي أخلاقية مثل نشر الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان ويتعاطي مع فكر المحافظين الجدد الذي جاء مباركة من رونالد ريجان والذي قام بزيادة ميزانية الدفاع وفتح مكتب لنشر الديمقراطية بأفكار المحافظين الجدد وقام بتعيين بعضا من أهم قادتهم في إدارته مثل اليوت ايرام وريتشارد بيرل وقد تبع الرئيس الحالي جورج بوش سياسية ريجان وقام بتعيين ديك تشيني نائب الرئيس ووزير دفاع سابق ودونالد رامسفيلد واثنين من مساعديهم بول ولفويتتز نائب رامفسيلد ومدير البنك الدولي الحالي و وليس ليبي مساعد تشيني , وان الرابط بين الأربعة من علاقة تمتد الي ثلاثة عقود فقد عملا تشيني ورامسفيلد معا في عام 1969م في إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون والرئيس فورد*( 10 ) وعملا كنواب كونجرس ورؤساء لموظفي البيت الابيض ووزراء دفاع في إدارات مختلفة, اما بالنسبة للعلاقة بين لويس ليبي وبول ولفويتز فقد عمل الاول كمساعد خلال إدارة ريجان وإدارة بوش الآب ويعتمد عليه تشيني في كثير من المهام ويوكل له مهمة تطوير وتنفيذ رؤاه وافكاره السياسية كما أن دونالد رامسفيلد ومعروف عنه انه يميل الي الجوانب التنفيذية الادارية ولكنه يعتمد بشكل مباشر الي بول ولفويتز كمفكر إستراتيجي وهو بمثابة المنظر القيمي
الذي يمد رامسفيلد بالرؤي الكبري يمكن ان يبني عليها افكاره.هذه المجموعة بالاضافة الي ريتشارد بيرل ومجموعة إخري سابقة من السياسيين الامريكيين وجدوا بدا من إحتلال العراق وإخضاعه للسيطرة المباشرة وإستحواذ ثرواته ولكن الوقائع اليوميه للمقاومة العراقية تأبي أن يري الحلم الامريكي يتحقق علي ارض الرافدين فجاءت محاولة محاكمة قائد المقاومة الرئيس صدام حسين وإصدار حكمها الجائر بالاعدام وذلك كترجمة فعلية علي الاحباط التام الذي اكتنف سياساتها وجعل من الصعوبة بمكان تطبيق هذه الرؤي في بلد يحمل لواء الوحدة العربية والتحرر من الاحتلال والتبعية. إن أبناء العراق الاشاوس وهم يناضلون باسم الامة وباسم الشعب تحت قيادة الرئيس الشرعي للعراق لا يسعهم إلا أن يزداد تمسكهم بروح القتال والفداء وتحرير كل شبر منه مهما كلف الامر من مال ودم. إن رؤية المحافظين الجدد لمنطقة الشرق الأوسط والسياسة الأمريكية تقوم علي:- حماية آمن وسلامة إسرائيل عن طريق تدخل أمريكي كبير لإعادة رسم خريطة القوي في المنطقة . ان تقوم الولايات المتحدة بغزو العراق والإطاحة بصدام حسين وألإتيان بنظام جديد يدين بولائه للولايات المتحده ويعتمد عليه بشكل كبير كمركز ثقل في المنطقة وذلك لحماية آمن وسلامة إسرائيل, وحماية وضمان وصول الولايات المتحدة الي نفط الشرق الاوسط. تنطلق الولايات المتحدة من العراق الجديد لبسط نفوذها علي المنطقة وفرض تحولات سياسية داخلية علي دول المنطقة الرئيسية والضغط علي سوريا وإيران وإيجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي. (وهي الدعوة التي تم توجيهها الي إيران من قبل المملكة المتحدة علي لسان وزيرة الخارجية بضرورة انخراط ايران والمساهمة في حل مشكلة الشرق الاوسط). وبهذه المنطلقات يعتبر غزو العراق بالنسبة للمحافظين الجدد عبارة عن خطوة إولي علي طريق طويل ينتهي بإعادة تشكيل الشرق الاوسط بأكمله ولهذه الاسباب جاء التدخل المباشر في العراق, ولكنه أثبت فشله الذريع لاسباب عديدة ومنها الفساد المالي الذي بدأ من الوهلة الاولي حيث تم استحواذ مبلغ الثلاثة والعشرون مليار دولار*(11) والتي تم تخصيصها لصندوق إعادة تعمير العراق ولكنها ذهبت ادراجها . وفي الختام عودة الي التساؤل الذي طرحه الكاتب توماس فريدمان *(12) حيث يقول " منذ بداية حرب العراق كان واضحا ان "الانتصار" يعتمد علي الإجابة علي سؤال رئيسي وهو: هل كان العراق علي النحو الذي عرفنا بسبب طبيعة صدام حسين أم إن صدام حسين كان علي النحو الذي عرفنا لان طبيعة العراق كانت تتطلب ذلك؟ أي إن دولة مثل العراق تتكون من شيعة وسنة وأكراد لا يمكن السيطرة عليها إلا بقبضة حديدية" . والإجابة "نقول للكاتب ان ابن العراق صدام حسين العارف بخصائص شعبه ادري كيف بحكمته مارس العدالة مع مستحقيها والحسام مع مجرميها . المصادر: (1) جريدة الشرق الاوسط خدمة نيويورك تايمز .(2) نشرة الجزيرة بتاريخ 15/11/2006م.(3) نشرة الجزيرة الاقتصادية 12/11/2006م.( 4)جريدة زي لانست في دراسة لجامعة هوبكنز الامريكية نقلا عن الجزيرة.( 5 ) الاستاذ نصر شمالي –سوريا تم نشرها في التجديد العربي في 02/05/2006م( 6) مقالة (فؤاد محمد السايس) تحت عنوان نفط العراق صحيفة الاحياء العربي.(7 ) مقالة (فؤاد محمد السايس ) تحت عنوان البعد الاقتصادي لاحتلال العراق صحيفة الوسط التاريخ 26 ابريل 2006م.(8) نشرة اليوم الالكتروني النفط والطاقة (النفط يتجاوز 72 دولار والذهب في اعلي مستوياته – الوكالات – العواصم – التاريخ 19/04/2006م)(9) محمد القيسي ( التجديد العربي الالكتروني). في 1/5/2006م. (10) مقالة للاستاذ علاء بيومي تاريخ المادة 8/10/2002م التجديد العربي.(11) برنامج وثائقي عن اموال العراق "الجزيرة" 14/11/2006م.(12 ) نفس المصدر 1. صحيفة الشرق الاوسط .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.