سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كيف تناولت الصحف الأمريكية والبريطانية صعود الأحداث في اليمن: الفورين بوليسي تحذر من تحوله إلى(قاعده استان) وذا التايمز تتحدث عن اجتذابه لمعتقلي بجوانتانامو والديلي تلغراف تبلغ عن أختفاء ست شاحنات محملة بالأسلحة و نيويورك تا
يرى محللون ان الاعتداء الفاشل الذي نفذه نيجيري مستهدفا طائرة اميركية يوم عيد الميلاد يظهر قدرة تنظيم القاعدة في اليمن على تنفيذ هجمات في الخارج بالرغم من الضربات التي تلقاها اخيرا.وبالرغم من الضغط الذي مارسته واشنطن والرياض, كان تحرك صنعاء ضد القاعدة محدودا جدا طوال سنوات, وتمكن التنظيم من التحرك خارج البلاد بحسب المحللين.وتعد محاولة التفجير الفاشلة التي نفذها الشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب (23 عاما) على متن طائرة اميركية يوم عيد الميلاد قبيل وصولها الى ديترويت من امستردام, اخر عمل يتبناه "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب". الذي دفع باليمن إلى تصدر عناوين الإعلام الدولي, الذي مازال يبدي اهتماماً متزايداً بالتحولات التي افرزتها محاولة القاعدة لتفجير الطائرة الأمريكية, حيث جاءت صحف اليوم الثلاثاء 5/1/2010م متضمنة تقارير وتحليلات أبرزت حجم التعاطي الدولي مع قاعدة اليمن.حيث نسبت صحيفة نيويورك تايمز لمسؤولين يمنيين ودبلوماسيين غربيين قولهم إن حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح تعج بأعضاء عائلته وإنه يسعى لضمان أن يخلفه ابنه أحمد في رئاسة اليمن, وأشارت إلى أن واشنطن تواجه إذا زعيما يضع عائلته في قمة أولوياته.الصحيفة قالت إن الولاياتالمتحدة الأميركية سرعت من وتيرة تقديم مساعداتها لليمن وكثفت من تعاونها معه بوصفه جبهة جديدة قديمة لمواجهة تنظيم القاعدة.غير أنها نقلت عن مسؤولين يمنيين ومحللين ودبلوماسيين غربيين قولهم إن أحد أكثر الأمور حساسية بالنسبة لواشنطن يتمثل في كيفية التعامل مع صالح الذي ولى كثيرا من أعضاء عائلته حقائب في حكومته والذي يسعى لضمان أن يكون خليفته هو ابنه أحمد.ويقول المحللون إن صالح, المعروف بدهائه, قضى جل وقته خلال العامين الماضيين في السعي لترسيخ حكم عائلته بدلا من التركيز على معالجة المطالب المعقدة لقبائل وأقاليم اليمن الهش.ورغم أن ما يواجهه اليمن من خطر القاعدة يجعله أهلا للحصول على الدعم الأميركي, فإن بيروقراطية رئيسه الفاسدة والعاجزة تجعل قدرته على التأثير على مجريات الأحداث ضئيلا, بل إن الشكوك تحوم حول مدى استعداد الرئيس اليمني للتصدي للقاعدة, التي لا ينظر إليها بوصفها عدوه الأول, فهو يواجه العديد من بؤر التوتر في آن واحد.وفي المحافظات التي توجد بها حقول النفط اليمنية الأساسية, فإن القوات الحكومية والشرطة يلزمون ثكناتهم أو ينتشرون في مراكز المدن أما النظام خارج المدن فيتولاه زعماء القبائل.يقول المحلل السياسي اليمني مراد ظافر "لا يمكنك أن ترى أي شخص يرتدي زيا حكوميا في محافظة أبين", مضيفا أن "مناطق شاسعة من اليمن ليس بها كهرباء ولا ماء ولا سلطة مركزية".ويؤكد الدبلوماسيون أن صالح لم يقرر مواجهة القاعدة إلا بعد أن أقنعته واشنطن أن هذا التنظيم يخص أعضاء عائلته بالاستهداف, عندها بدأ يأخذ خطورة تهديده مأخذ الجد.وحسب نيويورك تايمز فإن نجاح اليمن في التصدي لتهديد القاعدة يتوقف أساسا على عائلة صالح, فابنه أحمد هو قائد الحرس الجمهوري أي القوات الخاصة اليمنية, وابن أخيه عمار هو نائب مدير الأمن الوطني ويحيى أخو عمار هو قائد قوات الأمن المركزي ووحدة مكافحة الإرهاب، وأخوه الثاني طارق هو رئيس الحرس الرئاسي, أما أخو صالح غير الشقيق فهو قائد القوات الجوية.ويرى ظافر أن صالح عمل على وضع كل السلطات في أيدي عائلته, لكن نفوذه بين زعماء القبائل قد تراجع.تحدياتغير أن محاولات صالح تسليم السلطة لابنه تواجه بعض التحديات, إذ يقول الدبلوماسيون والمحللون إن حليفه الهام علي محسن الذي يتولى قيادة المعارك ضد تمرد الحوثيين في صعدة لا يرى أن باستطاعة أحمد أن يحافظ على وحدة اليمن لأنه يفتقر إلى قوة شخصية أبيه وكاريزميته.وقد طفا التوتر بين الصديقين على السطح عبر الانتقادات التي توجه لطريقة إدارة الحرب في صعدة, بل إن هناك من يتهم الحكومة المركزية في صنعاء بأنها لا تدعم بشكل كاف جهود الحرب التي يقودها محسن في الشمال.كما أن هناك معارضة أخرى هامة لتولي أحمد زمام الأمور, إذ أعلن زعيم حزب الإصلاح حميد الأحمر وابن رئيس قبيلة حاشد اليمنية القوية الشيخ عبد الله الأحمر في تصريح لقناة الجزيرة أن على صالح إن كان يريد أن يظل الشعب اليمني إلى جانبه ضد النظام الملكي أن يتوقف هو نفسه عن السعي إلى إقامة نظام ملكي.حيث ذكرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية الثلاثاء 5-1-2010 أن 11 معتقلا يمنيا على الأقل من معتقلي جوانتانامو السابقين انضموا إلى تنظيم القاعدة باليمن بعد الإفراج عنهم؛ وهو ما أثار مخاوف وتساؤلات حول مصير 92 معتقلا يمنيا تجري محادثات لعودتهم إلى اليمن، وذلك مع اقتراب الموعد الرسمي لإغلاق المعتقل "سيئ السمعة" الذي يضم 198 معتقلا في 22 يناير الجاري. وقالت الصحيفة البريطانية: "بعد المحاولة الفاشلة لتفجير الطائرة الأمريكية بمدينة ديترويت ليلة رأس السنة الميلادية، والتي كشفت التحقيقات أن منفذها تلقى تدريبه على يد القاعدة باليمن، أبدى مسئولون أمريكيون قلقهم من أن تتحول اليمن إلى ملاذ آمن للقاعدة والإرهاب، خاصة أن مصادر أمريكية أكدت أن 11 على الأقل من المعتقلين اليمنيين السابقين بجوانتانامو انضموا مجددا إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي أعلن عن شعبته الأولى -تضم السعودية واليمن- العام الماضي".ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الأمريكية أفرجت الشهر الماضي عن ستة معتقلين يمنيين بجوانتانامو ورحلتهم إلى صنعاء.وفي هذا السياق رأى مراقبون أن الطبيعة الجبلية والتضاريسية لليمن، بالإضافة إلى الفقر والنظام القبلي، يجعل منها ملاذا جديدا للإرهابيين كأفغانستان.تلك المخاوف دفعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى التحذير من خطورة الوضع في اليمن على الاستقرار في المنطقة والعالم.وقالت كلينتون بعد اجتماع مع رئيس وزراء قطر في واشنطن: "نحن نرى تداعيات عالمية للحرب في اليمن والجهود الجارية للقاعدة في اليمن لاستخدامها كقاعدة لشن هجمات إرهابية على مسافات بعيدة خارج المنطقة".وعلى صعيد متصل، لفتت الصحيفة إلى إعلان الحكومة اليمنية عن مقتل المعتقل اليمني السابق بجوانتانامو هاني عبده شعلان الذي أفرج عنه عام 2007 في غارة جوية يمنية الأسبوع الماضي.وما يعزز من مخاوف الأمريكيين والمسئولين اليمنيين -بحسب الصحيفة البريطانية- أن نائب زعيم تنظيم القاعدة باليمن سعيد علي الشهري (36 عاما) المفرج عنه عام 2007، وإبراهيم سليمان الربيش القيادي البارز بالتنظيم والمفرج عنه عام 2006، يعدان من أبرز محركي الأحداث الذين تعرض المواقع الإلكترونية التابعة لقاعدة اليمن آراءهم وتوجهاتهم، بالإضافة إلى قياديين آخرين مثل ناصر الوحيشي، وجمال البدوي، المحررين في 2007، وعبد الله محسود، وعبد الله صالح العجمي، وغيرهم.وكانت السلطات الأمريكية قد أصدرت في مايو الماضي إحصائيات أظهرت من خلالها أن 74 فردا على الأقل من أصل 510 تم إطلاقهم من معتقل جوانتانامو قد عادوا لممارسة الأنشطة الإرهابية من جديد، بينهم زعيم طالبان في إقليم هلمند الأفغاني الملا ذاكر، الذي قال عنه رئيس هيئة الأركان البريطانية جوك ستيرب إنه "أبرز القادة التكتيكيين بالقاعدة"، على حد قول الصحيفة.ومن بين عناصر القاعدة التي عادت لممارسة نشاط التنظيم عبد الله صالح العجمي، وهو كويتي قتل ستة عراقيين في مدينة الموصل عام 2008، بحسب مسئولين أمريكيين.وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية حذرت مجلة فورين بوليسى "السياسة الخارجية" الأمريكية المرموقة فى تقرير فى عددها الجديد (يناير فبراير 2010) إن القاعدة التى تعد أكثر التنظيمات حضورا فى اليمن على الصعيدين الإقليمى والاقتصادى، ازدادت قوة خلال السنوات الثلاث الماضية.وأضافت المجلة فى تقريرها أن "أعضاء القاعدة يغرسون الجذور اليوم عبر التزوج من القبائل المحلية وتأسيس بنية تحتية صلبة يمكن أن تحتمل خسارة قياديين أساسيين".وقالت المجلة إن أعضاء القاعدة أطلقوا أيضا سياسة تقوم على مسارين هما الإقناع والترهيب، الأول عبر بناء أسلوب جهادى يحظى بشعبية واسعة فى اليمن، والثانى عبر تصفية أو اغتيال المسئولين الأمنيين الذين يثبت عنفهم فى ملاحقة مقاتلى القاعدة.وقالت فورين بوليسى إن الولاياتالمتحدة لم تساعد فى التصدى لهذا التهديد، وأوضحت فى تقريرها أن الولاياتالمتحدة عبر تركيزها على استثناء كل التهديدات الأخرى تقريبا فى اليمن وربطها معظم دعمها للبلد بقضية واحدة، فإنها "قد ضمنت فقط أن القاعدة ستتواجد دائما".من ناحية أخرى حذرت المجلة الأمريكية من أن اليمن سوف ينفجر فيما حوله بدلا من أن ينفجر داخليا.وقالت: إن حدث ذلك فإن "مشكلات اليمن اليوم سوف تصبح مشكلات السعودية غدا."وأردفت أن "هذا الأمر استشرفه التدخل السعودى فى الصراع الشمالى (فى اليمن) وضربات القاعدة القادمة إلى المملكة من اليمن".وحذرت المجلة من أنه "عندما يتعاون فريق أوباما فى عمل أكثر ذكاء، فإن الوقت لمنع هذا الخطر سوف يكون قد نفد وسيكون الخيار الوحيد المتاح أمامهم هو إزالة الفوضى".صحيفة ديلي تلغراف البريطانية هي الأخرى تطرقت إلى الأحداث في اليمن والتي قفزت في الآونة الأخيرة إلى مسرح الأحداث العالمي في خبر تطرق إلى المخاوف التي تزايدت من هجوم يستهدف السفارات الغربية في اليمن وسط مزاعم بتهريب قافلة شاحنات محملة بالمتفجرات إلى داخل العاصمة صنعاء.وأشارت الصحيفة إلى أن المسلحين الذين كانوا يقودون ست شاحنات مليئة بالعتاد والأسلحة، نجحوا فيما يبدو في مراوغة قوات الأمن ودخول المدينة بعد عملية مراقبة فاشلة.وجاءت هذه الإفشاءات في وقت اتخذت فيه البعثات الدبلوماسية الغربية في صنعاء إجراءات أمن مشددة عقب تهديدات من إحدى التنظيمات اليمنية التابعة للقاعدة التي تبنت مسؤولية المحاولة الفاشلة لنسف طائرة أميركية فوق ديترويت.وظلت سفارتا بريطانيا وأميركا، اللتان تعتبران على رأس البعثات المستهدفة في المدينة، مغلقتين لليوم الثاني. كذلك أغلقت سفارتا فرنسا وجمهورية التشيك أبوابهما، بينما أعلنت إسبانيا وألمانيا واليابان عن فرض قيود على دخول الجماهير لبعثاتها.لكن لم تكشف هوية مهربي الأسلحة المحتملين ومن غير الواضح إن كان اختفاؤهم له علاقة بجماعة ما يعرف بالقاعدة في شبه الجزيرة العربية الناشطة في اليمن.