أبدى الرئيس الدوري لأحزاب اللقاء المشترك عضو اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي سكرتير أول للحزب الإشتراكي بمحافظة ريمة أبو الفضل الكحلي، خشيته من جر محافظة ريمة إلى العنف والفوضى، متهما جماعة "أنصار الله" الحوثيين بالتحالف مع قوى الفساد من رموز نظام صالح للسيطرة على المحافظة التي قال إنها لا تحتاج لوجود أية جماعات مسلحة وأن قوات الجيش والأمن قادرة على حماية وتأمين المحافظة. مبديا استغرابه من عدم استجابة الرئيس هادي لمطالب تغيير المحافظ علي سالم الخضمي، الذي قال إن المحافظ ومعه السلطة المحلية جزء من عملية الفساد والفوضى مضيفا أن فسادهم لا يطاق ولا يضاهيه أي فساد في الدنيا. وتحدث الكحلي عن موقف حزبه وموقف اللقاء المشترك حول كثير من القضايا والأحداث والتطورات في محافظة ريمة وفي اليمن بشكل عام، في حوار مع أسبوعية "الأهالي". إلى الحوار.. حاوره: عبده قريع *نبدأ من آخر الأحداث الجارية في مركز المحافظة؟ ما طبيعتها، وكيف تنظرون إليها؟ ما جرى في محافظة ريمة، وفي كل المحافظات في عموم البلاد من استهداف للمؤسسات الحكومية بتلك الطريقة أو بأخرى يهدف إلى إعادة نظام طائفي مناطقي أسري، بالتحالف مع النظام السابق. وما حصل في ريمة كان مستفزا لمشاعر أبناء ريمة، لأنهم بطبيعتهم وثقافتهم المدنية لا يقبلون العنف، وفي ذات الوقت يرفضون ثقافة الإلغاء والتهميش. *أنت تتهم جماعة الحوثي بالتحالف مع رموز النظام السابق في المحافظة؟ نعم، هناك تحالف، وهذا التحالف لا يخدم الحوثي، لأنه يستفز مشاعر أبناء ريمة، لأن أبناء ريمة بحاجة إلى قوى تتحالف معهم ضد الفساد والحرمان، وليست بحاجة إلى قوى تتحالف مع رموز الفساد الذين أوصلوا ريمة إلى ماهي عليه من الحرمان والظلم والمهانة. *ما تقولونه يتبره البعض مجرد مناكفات السياسية وأنكم لا تملكون أي دليل؟ نحن في الاشتراكي بشكل خاص، وفي اللقاء المشترك بشكل عام لا ننتهج نهج المناكفات السياسية، لأن لدينا قناعة، لازم يكون عندنا التوافق والشفافية والتعامل بمصداقية في القضايا الوطنية والسياسية. وأعتقد أن التحالف بين الحوثي ورموز نظام صالح واضح وموجود. *لماذا هذا التحالف برأيك؟ هناك من القوى في النظام السابق تحاول أن تقدم نفسها وتريد أن تحافظ على مكانها ومصالحها، وهذا شيء واضح. *أنتم في اللقاء المشترك ما موقفكم مما يدور؟ موقفنا في المشترك واضح وضوح الشمس، نرفض العنف والقوة ونرفض أي عمل خارج التوافق الوطني، وأي عمل يخرج على الإجماع الوطني هو عمل لا يؤدي إلى خدمة الوطن، ولن يؤدي إلى بناء دولة ولن يؤدي إلى توحيد الصف، بل سيؤدي إلى مشاكل وقد تؤدي إلى حرب أهلية إذا استمر الفعل كذلك، وليدرك الجميع أن الاستمرار في العنف قد يؤدي إلى عنف مشابه. *أنتم ترفضون أي تواجد مسلح فيما الحوثيون يقولون أن تواجدهم ضرورة لضبط الأمن؟ أعتقد أن ريمة ليست بحاجة إلى أي قوى أو مليشيات مسلحة لتحمي الأمن، ريمة وأبناؤها بطبعهم قادرون أن يحموا أمنهم؛ لأنه لا توجد مشاكل أمنية، ويكفي أبناء المحافظة ما هو موجود من القوات الأمنية والعسكرية، وإن كان بسيطاً فهو كفيل بحمايتها، لأن مجتمع ريمة مجتمع مسالم، وأعتقد أنه لا داعي لتواجد أي قوى أو جماعات. *المحافظ الخضمي رحبّ بهذا التواجد وعقد اتفاق مع لجان الحوثي؟ المحافظ والسلطة المحلية في المحافظة هم جزء من عملية الفساد والفوضى، وإذا هنالك أي تصحيح لأي قوى فهو يبدأ من المحافظ والقوى المتبقية في المحافظة من عناصر الفساد من النظام السابق. إذا كان ولا بد لتواجد مثل هؤلاء فليكونوا من أبناء ريمة، لأن هناك منتمين إلى "أنصار الله" الحوثيين، فلماذا تم الإعتداء عليهم وقتل أحدهم واصابة العديد منهم، وهم منتمين إلى "أنصار الله"!؟. *قلت أن المحافظ هو جزء من الفساد. الحوثيون ربّما يُقيلون المحافظ لهذا السبب ويستبدلونه كما فعلوا في الحديدة وغيرها؟ أعتقد أن تصرف كهذا لا يخدم الحوثيين كتنظيم، واستبدال المحافظ بشخص فاسد أو شخص لا يرغب فيه أبناء المحافظة هو أيضا تعزيز للفساد. وكما قلنا سيكون الوضع أسوأ مما هو عليه، لأن الناس سيدركون أن الحوثيين ليسوا ضد الفساد، وهذا لا يخدم الحوثيين عند أن يتخذوا قرارا بدلاً عن مراكز وجهات ومؤسسات القرار في البلاد في اختيار شخص غير مناسب ودون التشاور مع الناس والقوى السياسية في المحافظة في ذلك. * طالبتم بتغيير المحافظ وقوبل هذا الطلب بالتهميش من قبل الرئيس هادي؟ أبناء ريمة توحدوا أمام علي سالم الخضمي والسلطة المحلية في المحافظة لأن فسادهم لا يطاق ولا يضاهيه أي فساد في الدنيا، وقد تم مقابلة رئيس الجمهورية وكنت أحد الذين قابلوه ووعدنا بأن يغير المحافظ، لأننا لم نكن ضد الخضمي كحزب أو كشخص؛ بل نحن ضده كفاسد وليس من مصلحة الرئيس أن يبقي علي سالم. ونحن نستغرب لعدم التجاوب مع أبناء ريمة من قبل الرئيس هادي. *هل مازلتم ترون ضرورة مثل هذا التغيير للمحافظ؟ نعم، مازلنا، ونؤكد مطالبتنا لرئيس الجمهورية بتغيير المحافظ، وأن يكون التغيير وفقاً لرغبة أبناء ريمة، ومن العناصر النزيهة والشريفة، ونتمنى على السلطة أن تسمع لصوت العقل؛ أما أن تستمر فيما هي عليه ولا تسمع إلا إلى صوت القوة فقط هذا شيء يسيئنا. نتمنى أن لا تصبح القوة هي الوسيلة الوحيدة لتنفيذ رغبات ومطالب الناس، وأن تكون اللغة الوحيدة التي تسمعها السلطة، نريد من الرئيس والحكومة أن يسمعوا أصوات الناس المطالبين بطريقة قانونية وعن طريق المؤسسات الشرعية. *التغيير ضرورة حتى وإن كان من قبل الحوثي؟ احنا لا نريد أن يعزل الخضمي عن طريق حزب أو قوى أو جماعة بطريقة فرض واقع على الناس كلهم، ولن يكون ذلك لمصلحة الناس، نحن نريد أن يعزل الخضمي بطريقة رسمية وبالتشاور مع أبناء ريمة، وأن يكون البديل من الأفضل وليس من الأسوأ، وأعتقد أنه من مصلحة "أنصار الله" إذا أرادوا أن يمارسوا العمل السياسي أن لا يمارسوا مهام السلطة وأن لا يحتلوا مكان السلطة الموجودة كهامش سواء الرئاسة أو غيرها. * البعض يرى أن قيادات من المشترك التزمت الصمت إزاء الاختلالات في المحافظة؟ قيادة المشترك في ريمة، كان لها موقف واضح من الفساد، ونشأة المشترك وبالذات في ريمة لم يأت إلا لحاجة وطنية، ومن أولوياتنا محاربة الفساد وتحقق التنمية، والمشترك كان رافضاً رفضاً كاملا ومطلقا للفساد، وإن كان هناك أي تواصل مع المحافظ من بعض الشخصيات فهو تواصل شخصي ولا يمثل رأي المشترك؛ ولا هي تمثل المشترك بطريقة رسمية، ولكننا كقيادات في المشترك كان لنا موقف موحد وواضح. *اتهمتم في تصريحات سابقة بعض الأطراف بالسعي لجرّ المحافظة إلى صراع داخلي، من هي هذه الأطراف؟ من يستخدم العنف ويتعامل به هو يعتبر طرف بذاته، ولدينا معلومات عن تحالف ما بين قوى تابعة للنظام السابق وأنصار الله، وقوى أخرى، ونخشى أن هذا قد يجر المحافظة إلى عنف، وقد يوجد طرف مقابل من الأطراف المتنازعة يتجه نحو العنف وسواء كان في المحافظة أو اليمن بشكل عام ونحن نرفض هذا لأننا نخشى أن تدخل المحافظة في دوامة عنف. *السباق المحموم نحو محافظة نائية مثل ريمة، ما الهدف منه؟ الهدف منه الاستحواذ على القرار السياسي، لا أقل ولا أكثر. *لن يكون لرفع الظلم كما يقال؟ لا أظن ذلك. * تقول أن استهداف ريمة بهدف الاستحواذ على القرار السياسي فقط؟ أبناء ريمة دائماً يدفعون الثمن نتيجة مواقفهم الوطنية الصادقة تجاه الوطن، وهم أكثر تضحية ونضال وفداء من أجل المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة التي افتقدوها وسلبت هذه الحقوق منهم من جميع الأنظمة السابقة، ولكن أبناء ريمة هم دائماُ محافظين على قيمهم وأخلاقهم وهم يناضلون من أجل تحقيق العدالة والمواطنة المتساوية لهم ولأبناء اليمن جميعاً، وهذا الاستهداف هو استهداف لهذا السلوك الراقي الفريد الذي نعتبره بالنسبة لنا ذخرا لليمن. *ما هي الحقوق التي سلبت من أبناء ريمة؟ ريمة مقصية من كل الحقوق، ليس في هذه المرحلة فقط؛ بل بشكل مستمر وهي مقصية من كل المناصب السيادية وحتى في المناصب الإدارية في المحافظة نفسها يجيبوا من خارج المحافظة. وحتى الآن جابوا لنا خمسة مدراء عموم من خارج المحافظة، وعندما اعترضنا كان الجواب أن هؤلاء وعدناهم وهم قبائل وقد يعملوا لنا مشاكل، ويهجموا علينا إلى مكاتبنا وإلى الوزارات، هذا الكلام من المسؤولين وبهذا المنطق، فأعتقد أن أبناء ريمة سيظلون أوفياء لوطنهم ولشعبهم ولن تثنيهم أي ممارسة اقصاء؛ لكننا نخشى أن ينفذ صبر أبناء ريمة إزاء هذه الممارسات. ونحن نطالب القيادات السياسية والأحزاب أن لا يتجاهلوا مثل هذه القضية. وهناك أيضاً تجاهل حزبي من الأحزاب التي ننتمي إليها جميعاً، نلمس ونحس تجاهل لأبناء ريمة، إذا كان هناك قضايا خاصة بالأحزاب نلمس تجاهلا، وأعتقد أن هذه القضية صارت مألوفة ومعروفة، لكننا نرفضها، ونطالب بوجود الدولة التي تعكس السلوك الإيجابي لدى مؤسسات الدولة بالتساوي ولدى الأحزاب السياسية وأن لا تظل الثقافة السابقة هي السائدة. *10 سنوات هو عمر محافظة ريمة، ما الذي تغيّر؟ إنشاء محافظة ريمة كمحافظة إدارية يعتبر مكسبا مهما، وهناك أشياء تحققت وإن كانت لا تلبي طموحات المواطن ولو لعشرة في المئة؛ لكنها إلى حدِ ما شيء جيد، ولكن لا تساوي شيئاً مما هو حق لأبناء ريمة وممَّا هو واجب على الدولة أن تعمله في ريمة، وما قامت الثورة الشبابية الشعبية التي كان أبناء ريمة جزءا أساسيا فيها إلا للقضاء على هذا النظام، ومن أجل البحث عن الدولة العادلة التي توفر لأبناء ريمة ولكل أبناء اليمن الحق في العيش الكريم والحياة الآمنة والعدالة في توزيع الدخل والثروة. *متى سيعاد إلى ريمة الاعتبار، برأيك؟ متى ما وجدت الدولة العادلة، دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية؛ هي من ستوفر لريمة ولكل أبناء الوطن حقهم في العيش الكريم، أما إذا بقيت الأمور في ظل أنظمة هشة فئوية مناطقية أسرية فلن تتوفر لريمة أو لغيرها حقها الشرعي أو القانوني. *ما الرسالة التي تريد توجيهها إلى أبناء ريمة؟ يجب على كل أبناء ريمة وكل القوى السياسية في ريمة أن تعمل كفريق واحد من أجل حفظ أمن واستقرار المحافظة ومن أجل تعزيز الأمن والإستقرار، والاسهام مع كل القوى الوطنية على مستوى اليمن من أجل أن تنجو اليمن من المخاطر التي وصلت إليها، لأن اليمنيين أمام محك خطير يجب عليهم أن يدركوا أنه لا مجال أمام اليمنيين إلا القبول ببعضهم والتعايش تحت سقف اليمن الواحد، وتحت نظام سياسي يرتضيه كل أبناء اليمن، وليس هناك من هو أفضل ولا من هو أعلى أو طبقة مختلفة، أبناء اليمن متساوون في الحقوق والواجبات، ويجب عليهم أن يدركوا ذلك. وأدعو كل أبناء ريمة وكل الأحزاب السياسية تغليب مصلحة ريمة على كل المصالح. *عن أسبوعية الأهالي