جمعتهما لوحة واحدة على صدر قاعة لقاء احتضنهما وتياريهما الأربعاء الماضي في المكلا عاصمة حضرموت (حسن باعوم وعلي سالم البيض)، وجمعهم كذلك مكون واحد اسمه مجلس الحراك السلمي وهما –أيضا- من محافظة واحدة هي حضرموت، لكن النتائج كانت مختلفة كثيرا وذهبت في مسارين لا يلتقيان البته مع الإستقلال والتحرير ولو انتظرنا إلى يوم القيامة - حد وصف حراكي مل الخلافات. مراقبون عدوا الخلاف يتجاوز المحلي إلى الإقليمي، وكون حضرموت القريبة من السعودية جغرافيا وديمغرافيا هي ساحة هذا اللقاء وقراراته فإن الغلبة ستكون للمشروع السعودي وليس الإيراني. وحتى لا نتوه في تفاصيل ومتاهات الحراك الذي فقد البوصلة وأثقلت كاهله صراعات فارغة طيلة خمس سنوات من الفشل الذريع، فإننا نسرد القصة وماجرى على النحو التالي: أعلن رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي والذي يقوده حسن باعوم –أحد فصائل الحراك- بيانا أمس الجمعة حدد فيه اللجنة التحضيرية في خطوة عدت لهيكلة المجلس. وقال الصحفي والمتخصص في الحراك شفيع العبد في تعليقه علي هذا البيان في صفحته على (الفيس بوك ) أنها تكشف عن حالة العمى التي أصابت هؤلاء وهم يقدسون أشخاصا، ويمنحونهم ما لا يمنحوه لمكونات قائمة. وأوضح شفيع بالقول: بالنظر في نقطتين فقط من مخرجات البيان الصادر حيث اكد الاجتماع على قائمة وطنية مكونة من 100 شخصية تكون بيد الأخ رئيس المجلس الاعلى على ان توزع على المحافظات، ومثلها الفقرة ( بصورة إلزامية يمثل الشباب ب50% من قوام هيئات المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب من الأعلى إلى الأدنى وفق كشف يرفع من قبل الحركة الشبابية والطلابية للتحرير والاستقلال. واستخلص شفيع العبد بالقول: أن الفقرة الأولى تمنح الحق لحسن باعوم.. والثانية تمنح ذات الحق أيضا لنجله فادي. وزاد شفيع في تعليقه بالقول: هذا البيان نفاه نواب الرئيس وأمينه العام ورؤساء فروعه في المحافظات عقب صدوره ، وهم الذين حضروا الاجتماعات، الجزاء من جنس العمل فلأنهم رضوا الإهانة التي تعرض لها الشيخ "احمد بامعلم" رئيس مجلسهم بحضرموت، وقابلوا حالة "طرده" من قبل باعوم في منزله أثناء الاجتماع بحالة صمت جبان، ولم يعملوا... لأنفسهم أدنى اعتبار، تم تجاهلهم عند صياغة البيان وإصداره. واعتبر مراقبون بيان باعوم بإجماله مثل إقصاءا واضحا للبيض وتياره في إطار توجه إقليمي تقوده السعودية التي عاد منها حسن باعوم ودعا للقاء وفي المكلا للإطاحة بعلي سالم البيض المتحالف مع طهران ويقود العمل الإعلامي والعسكري من أرضية حزب الله الشيعي في لبنان وقام بتسفير المئات من شباب الجنوب إلى إيران ولبنان وصعدة التي يسيطر عليها الحوثيون، وعبر هذه السفريات تلقوا تدريبات عسكرية وإعلامية، ظهرت نتائجها المدمرة على شكل أعمال عنف في عدن والمحافظات الجنوبية. مصادر إعلامية مقربة من الحراك تحدثت عن مساعي بذلتها السعودية عبر تجار بهدف إيجاد انقسام في تيار البيض، وان اجتماع حضرموت قد سبقه بوادر تعطيل مسار (تيار الاستقلال) =تيار البيض- عبر تنسيقات سرية أجريت في الأيام الماضية أدى الى انعقاد اجتماع مايسمى بحضرموت والذي تم دعمه سعوديا عبر مغتربين جنوبيين وبتنسيق مع دوائر أخرى جنوبية ويمنية. تيار علي سالم البيض المتشدد بمطلب فك الارتباط عن الشمال رد بالنفي على محتويات بيان باعوم بعد ساعات من نشره في وسائل الإعلام وتجاهلته بالكامل قناة (عن لايف) التي يملكها البيض، متهما أطرافا من مقربيه بكونهم يستغلون الوضع الصحي لباعوم وكبر سنه للتصرف بالحراك. وأصدر تيار البيض الذي يمثله الدكتور صالح يحيى سعيد نائب رئيس المجلس الأعلى وقاسم جبران الأمين العام للمجلس ورؤساء ونواب مجالس الحراك بالمحافظات إن ما جاء بما سمي بالبيان الختامي الصادر عن المجلس الأعلى للحراك السلمي لا يعبر عنه، وكل ماجا في فحواه لا يمثل المجلس الأعلى للحراك الجنوبي السلمي، بل صدر بناءً على رغبات أشخاص مستغلين وضع الزعيم باعوم وهمهم خلق خلافات داخل المجلس الأعلى لتنفيذ أجندة أخرى تخدم مصالحهم الشخصية التي لا تخدم قضية شعب الجنوب المحتل. معبرين عن استيائهم من خطوة باعوم ومقربيه وقالوا أنهم سوف يصدرون بيانا تفصيليا هاما يفندون فيه كل القضايا والمستجدات على الساحة الجنوبية. إجمالا فإن الحراك الجنوبي الذي يعاني من انقسامات عميقة واختلافات لا حصر لها تجعل أي مراقب يتوه في تفاصيلها، نتيجة تبدل المواقف وتغير الأهداف والإسترتيجيات، لكن يكفي الإشاره هنا أن الحراك الجنوبي أمام عاصفة حقيقية قد تقتلعه من جذوره، سببها أولا قاداته الذين انتجوا الفوضى وتسابقوا على رفع الصوت والسقف وتباروا في كسب عاطفة الجماهير الجنوبية وهرولوا في ذلك دون أن يضبطوا خطابهم وسياساتهم، إلى حد انزلق فيه الحراك إلى مربعات كارثية كاستخدام العنف وصار أبسط شاب مسلح في شارع المنصورة أو الضالع أو ردفان نفوذه أكبر من قيادي اشتعل رأسه شيبا في النضال السلمي، ومثله تماهت فصائل في الحراك مع تنظيم القاعدة وجماعة الحوثي المسلحة والتغريد بعيدا عن أبسط أبجديات الفقه السياسي كالذهاب إلى تحالف إيراني يعزل القضية الجنوبية محليا وإقليما ودوليا باعتبار (طهران) دولة مارقة لاقبول لها. كما الوضع السياسي الجديد في الجمهورية اليمنية والذي أطاح بصانع المشكلة في الجنوب وهو المخلوع صالح ونظامه، قد فتح الباب واسعا أمام الحل العادل لمشاكل الجنوب ، كما أعلن الرئيس هادي أن الحوار المرتقب بلا سقف وتبنى اللقاء المشترك (12) نقطة تحوي حلحلة الوضع في الجنوب وكل قضاياه ومشاكله التي انتحت السخط العارم في الجنوب وأخرجت الناس إلى الشارع في عام 2007م كنتائج سلبية خلفتها الحرب التي اندلعت بين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح. وتبدأ نقاط المشترك المقرة بإعادة المسرحين من أعمالهم وكل المنهوبات ومحاكمة الفاسدين والفاعلين وتنتهي باعتذار رسمي على ما جرى للجنوب من إقصاء وتهميش. * المصدر: عدن أونلاين