عودنا الوالد رئيس الجمهورية حفظه الله على الشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة بالأوقات الحرجة، كما زرع فخامته حفظه الله بداخلنا ثقافة التسامح، والأهم من هذا كله أنه عودنا على حرية الرأي والرأي الأخر، لذلك فليسمح لي فخامته هذه المرة بأن أمارس دوري في النصح كمواطن يهمه بالأول والأخير رضى الله سبحانه وتعالى أولاً ثم ولي الأمر ..... ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر من فخامته بالذات محاسبة وزارة الشباب والرياضة واتحاد القدم على ما قدمه منتخبنا الوطني من مستوى ومن ثم خروجه المذل من تصفيات خليجي20 باعتبار ما قدمه المنتخب من مستوى يعكس ويفضح الخلل الكبير في مسيرة اعداد هذا المنتخب كما انه يكشف عن هدر كبير للمال العام يصنع آلف سؤوال وسؤوال عن حقيقة مخارج هذه الصرفيات، والوالد الرئيس حفظه الله من البديهي أنه أكثر الناس حرصاً على هذا المال لاعتبار انه المسؤول الأول عن ثروات البلاد وسيحاسب عليها امام الله سبحانه يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى..... إن تجاوزات اتحاد كرة القدم وإهماله وسوء عمله وتخبطاته على مدار السنوات الماضية هدمت التطور الملحوظ الذي كان قد طراء على مستوى كرة القدم اليمنية ومن هنا تعالت مطالبات الشارع الرياضي بمحاسبة رئيس وأعضاء اتحاد الكرة ووصلت مسامعها بوضوح إلى وزير الشباب والرياضة الذي يستطيع بحكم منصبه ومهام وزارته حشد الجمعية العمومية لاتحاد الكرة والضغط عليها بطريقة أو بأخرى وإجبارها بسحب الثقة من الهيئة الإدارية لاتحاد الكرة وإقصائها مجدداً من تصريف شؤون الكرة واختيار إدارة بديلة وحتماً كانت المشاركة المخزية للمنتخب الوطني في بطولة خليجي20 بعدن كافية لأن تسيل الكثير من الحبر فدعى بصدق ووطنيه وإخلاص وعن غيره وحنق لهذا الخروج المذل الكثير من الشرفاء الغيورين بإقالة اتحاد الكرة ومحاسبة قيادة وزارة الشباب والرياضة وعلى رأسها الوزير عباد، وهذا اقل مستوى طبيعي يمكن ان ينادي به كل من يحترم نفسه ووطنه.
باتفاق الجميع واقصد بالجميع كل من له علاقة ومعرفة وفهم بكرة القدم فإن مشاركة منتخبنا الوطني الأخيرة هي الأسواء في مشاركاته ببطولات الخليج قاطبة رغم كل المليارات التي صرفت لأجل أن تكون هذه المشاركة مشرفة ترفع اسم اليمن عالياً خالية من الهزائم المذلة والعرض السيئ والنتائج الفاضحة....
أما من غض الطرف وهجع للسكون بعد تلك المهزلة المهينة للوطن فانه بكل تأكيد يدفع عن نفسه خسارة محققة لمصلحة تدر عليه لُقيمات وفائده يجنيها من اتحاد شلة الجهل، ولذا فأن أكثر الفاسدين بوزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة وهو يدافع عن المهزلة المهينة بالخروج المهين من بطولة خليجي20 اعتبر ذلك الخروج اعتيادياً تأسيساً على مستوى الفارق بين الكرة اليمنية وكرة جيرانها الخليجيين ولم يجرؤ هؤلاء أن يقولوا أكثر من هذا...
فكيف جرئ من أشار لا فتح الله عليه إلى الرئيس حفظه الله بأن يقوم فخامته بتكريم لاعبي المنتخب عقيب خروجهم من البطولة بثلثا خسارات فاضحة المنتخب الذي أهان اليمن وأفسد عليها فرحتها بتنظيم بطولة الخليج وقتل طموح وأحلام الملايين الهادرة، ووالله ثم والله أنني أعجب كيف قبل الوالد الرئيس أن يقوم بتكريم هؤلاء،أو لم يسأل نفسه ماذا صنعوا حتى يقوم بتكريمهم!!؟ وهل تسجيل هدف واحد بالبطولة والهزائم بالثلاثة والأربعة سبباً يجعل شخص فخامة رئيس الجمهورية أعلى قمة سياسية واجتماعية باليمن الحديث يقوم بهذا التكريم...!!!!؟ وكم تمنيت لو سأل الوالد الرئيس أحد اللاعبين لماذا تعتقد أننا نقوم بتكريمكم؟ وأتحدى أن يعثر الوالد الرئيس على إجابة من اللاعبين أو اتحاد الكرة أو الوزير السيد حمود عباد أو غيرهم عن هذا السؤوال في هذا التوقيت..!!؟ وأعجب أكثر والله كيف أن الرئيس حفظه الله وهو يكرم منتخب الفشل والعار يدعوا بذات الوقت إلى إعادة تشكيل المنتخب بعيداً عن المحاباة والمجاملة والمحسوبية كما قال، فإذا كان الوالد الرئيس ينادي بإعادة تشكيل المنتخب بعناصر جديدة كيف يكرم عناصر المنتخب المنفرطة ويجزيهم بالعطايا والثناء الجم!!!؟؟؟..... ثم ألم يعلم فخامة الرئيس حفظه الله أو مستشاره الذي اشار عليه بهذا التكريم العجيب الغريب أنه وقبل 12 ساعة فقط من تكريمه للمنتخب واتحاد الكرة كان وزير الشباب والرياضة يصرح ويعلن للجميع في صحف رسمية ومواقع حكومية الكترونية انه سيحاسب كل من تسبب بهذا الخروج المذل للمنتخب وسيفتح تحقيق واسع عن أسباب هذه الهزائم المخزية.. أو لم يعلم فخامته أن رئيس اتحاد الكرة الحاج أحمد العيسي اعتذر للجماهير اليمنية عن النتائج السيئة للمنتخب الوطني... وللأسف قبل أن يجف الحبر الذي كُتبَ بهِ وعد الوزير للجماهير الساخطة وخُط به اعتذار رئيس اتحاد الكرة الحاج العيسي للشعب اليمني كان الوالد الرئيس حفظه الله يسابق الريح وهو يلتقي بقيادة الوزارة واتحاد الكرة ويكرم عناصر المنتخب بمئات الآلاف والملايين من الريالات صرفت من الخزينة العامة لمنتخب مهزوم بتسعة أهداف داخل أرضه وأمام جماهيره!!!!؟ فهل وزير الشباب والرياضة احرص من فخامته على محاسبة القائمين على المنتخب الذين قدموه بهذا الشكل السيئ و صرفوا وانفقوا المال العام بدون تخطيط وأمانة؟ وهل العيسي أكثر إحساسا من الوالد الرئيس بمقدار الأسى والسخط الذي فعله خروج منتخب الكرة داخل نفوس الجماهير اليمنية ليعتذر لها!!؟ بينما فخامتة يقوم بتكريم عناصر المنتخب ويثني على ما قدموه من مهازل ووالله أنها كارثة أن تظهر هذه الصورة بهذا الشكل !!!!؟.... إن ما حدث ولا مبالغة يستدعي فعلاً من فخامته الأمر سريعاً بتشكيل لجنة من الحرس الخاص والأمن القومي للتحقيق في هذا التدبير والتصرف الخاطئ الذي أوقع بشخص وهيبة رئيس الدولة في هذه الزاوية الحرجة امام الجماهير والرياضيين، وأنا على يقين أن كل ماحدث هو بحقيقته وتكتيكه وتوقيته فعلاً قد تم عن قصد وتعمد للإساءه إلى شخص الوالد الرئيس حفظه الله أمام الشباب المتطلع الذي يجدون فيه القدوة الحقيقية للشخص الحريص على سمعة البلد ويرونه بقلوبهم الأب صاحب العقل الراجح الحريص على مشاعر أبناء الوطن والمحافظ على المال العام....
إن الوالد الرئيس حفظه الله مع كل امتناني وحبي وتقديري لشخصه وإخلاصي له وقع ضحية ثقته بطاقمه المساعد ومستشاريه وهو ينقل أخطائهم السياسية وهذه المرة بشخصه إلى كرة القدم عندما اختلطت المكاسب بالمنظور السياسي مع الخسائر المذلة بالمفهوم الرياضي فقام بتكريم هذا المنتخب المهزلة الذي أنفق عليه أكثر من 7 مليار ريال لإعداده لهذه المناسبة ورغم ذلك خرج منها مهزوماً مذلولاً يجر أذيال الخيبة والفشل ورائه بهزائم كانت لغة كرة القدم قد تناستها.... وللتذكير والعبرة ليس إلا فإن سلطان عمان لم يقم بحضور المباراة الختامية لخليجي19 في مسقط كما لم يقم بتكريم منتخب بلاده في المباراة النهائية وهو الحائز على البطولة عندما لعب المباراة الختامية بمسقط مع المنتخب السعودي لمظنة أن يخسر المنتخب المباراة فتوقِع هذه الخسارة الذات السلطانية في إحراج ومكان غير لائق بها.... ثم لاحظنا جميعاً عندما بدأت وسائل الأعلام الدولية تتحدث أن انجلترا اقرب للفوز بالاستضافة بتنظيم كأس العالم للعام2018م كيف سارع الرئيس الروسي للاعتذار عن حضور مراسم اختيار منظم كاس العالم 2018 في زيورخ حيث مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) معللاً ذلك بأن هناك ممارسات غير شريفه لأعضاء المكتب التنفيذي باتحاد الكرة في اختيار البلد المنظم... وهذا في حقيقته ليس إلا مبرر ليحافظ على هيبته وشخصيته لمظنة أن يذهب شرف التنظيم لدولة أخرى غير روسيا بحضوره وهو ما لا يمكن أن يقبله كون هذا ان حدث سيكون بكل تأكيد مسيئ لحضور رجل روسيا القوي ومحرجاً له ففضل المحافظة على هيبته ومكانته معتذراً عن الحضور بل وهاجم اتحاد الفيفا ورغم هذا صوت الفيفا لصالح استضافة بلاده للبطولة.... ثم مازلنا نتذكر جيداً كيف خسر السعوديين بأخر لحظة بطولة خليجي19 في مسقط ورغم ان خروجهم كان مشرفاً وفي المباراة النهائية إلا أنه لم يكن أحد ليجرئ على نصح الملك بأن يقوم بتكريم هذا المنتخب فالذات الملكية لا تنزل إلى مقام الوصافة أيه السادة........ إن مستشاروا الملك والسلطان ومعاوني رجل روسيا القوي كانوا أكثر إخلاصا لمسؤوليهم من ذلك المستشار الذي أساء للرئيس وهو ينصحه بهذا الفعل غير الموفق، فالإساءة لشخص الرئيس حفظه الله وهيبته ومكانته لا تكون فحسب بالذم والقدح المباشر فمن بديهيات الحال والمقام أن بعض النصائح تخبئ ببطنها إساءات أكثر سوءاً وحقدا مثل هذه الاستشارة التي وقع الوالد الرئيس بها.........
إن الخطاء الحقيقي في هذا الفعل لم يكن أبداً موافقة الرئيس على تكريم هذا المنتخب السيئ السمعة والمهزوم بتسعة أهداف كاملة في ثلاث مباريات فقط، وكذلك لم يكن في هذه الاستشارة السيئة التي ورطت هيبة ومكانة الرئيس أمام الرأي العام، بل أن الخطاء الحقيقي في هذا يكمن في اختيار هذا المستشار وهو بهذا السوء والغباء من الفهم والاستيعاب واستمراره بجانب الوالد الرئيس حفظه الله كائن من كان....
إذا كان كل قلم شريف ساءه الخروج المذل للمنتخب بهذه الصورة المخزية وكل شاب قد جُرحت كبريائه وكل رياضي اغتيل طموحه قد طالب بمحاسبة المتسببين بذلك فماذا عساهم وعسانا جيمعا أن نقوله الآن بعد أن قام فخامة رئيس الجمهورية بلحمه وشحمه وعظمه ولسانه بتكريم المنتخب وإدارته واتحاد الكرة لأنه هُزم في كل مبارياته بهزائم ثقيلة ومهينة.....
إن ما فعله تصرف الرئيس حفظه الله للأمانة وبكل صدق أحبط كل تناوله شريفة طالبت وتطالب بمحاسبة وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة على أكثر من سبعة مليار ريال صُرفت لأجل استعدادات المنتخب وتجهيزه لهذه البطولة، وأتمنى أن يعي مستشاروا الرئيس واجبهم وأن يدركوا جيداً أن شخص الرئيس ومكانته هي أعلى من أن يقوم بتكريم مجموعة فاسدين وفاشلين أساءوا للوطن وطعنوا مشاعر وأحاسيس أمه واغتالوا طموح فتيان رفعوا علم الوطن عالياً خفاقا لا ذنب لهم إلا أنهم أرادوا على الأقل أن تكون اليمن ناجحة بكرة القدم كدولة صغيرة مثل قطر ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
سيدي ووالدي الرئيس إن الحكاية لم تنتهي بعد والأمل مازال يحدوا الجميع من أن تعزز لشخصيتك مكانتها العالية التي تحتل قلوب الجماهير العريضة فهل تنتصر لنفسك ولهذه الجماهير التي تحبك من هؤلاء الذين أساءوا للشعب وللوطن ولذاتك وإنا لمنتظرون.. !!!؟؟؟