اليمن عرف بالبلاد العربية السعيدة واليمن الخضراء ثم عرف بمهد العروبة وبموطن العرب وبالتالي كانت الهجرات منه تسمى الهجرات العربية حيث شهد التاريخ موجات بشرية من الهجرات اليمنية إلى معظم البلدان العربية ليس كان أولها قبائل الأوس والخزرج الذين هم الأنصار ولكن سبقتها قبائل العمالقة وجديس وجرهم، وهذه الأخيرة هم أخوال عدنان الجد العشرون لسيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم العديد من الموجات البشرية للهجرات اليمنية في الآفاق العربية وكان أشهرها عصر الفتوحات الإسلامية حين هب اليمانيون ملبين النداء لشرف المشاركة في الفتوحات الإسلامية، ولذلك تكونت مقولة مشهورة عند العرب مفادها (الذي ليس من اليمن ليس عربي) ثم عرفت بمهد الحضارة وما يميز حضارتها إنها حضارة الحياة كما نقل عن الأستاذ/ احمد محمد الشامي الأديب والدبلوماسي اليمني المعروف رحمه الله تعالى، إذ قرأت للصحفي المصري محمد جلال كشك، قال: كنا مجموعة من الصحفيين المصريين نتناقش مع احمد الشامي وزير خارجية اليمن،في عام 1957م ونعمل مقارنة بين حضارة مصر الفرعونية وحضارة اليمن السبئية والحميرية متباهين نحن المصريون بالحضارة المصرية الفرعونية فقال الشامي (حضارة اليمن هي حضارة للحياة في إشارة إلى سد مارب!! أما حضارة مصر الفرعونية فهي حضارة للأموات مشيرا إلى الأهرام)!! ثم كان اليمن أول من كساء الكعبة المشرفة ثم كان اليمن أول من آمن بالرسالة المحمدية وكان الأنصار أول من ناصر وآوى سيد المرسلين محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، والأحاديث النبوية العديدة في اليمن واليمنيين على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، أعظم شهادة يعتز بها اليمنيون إلى يوم الدين :: وحتى لا نطيل لن نذهب بعيدا لذكرا لتاريخ البعيد :: ونقول أن اليمن كان من أول سبع دول عربية المؤسسة للجامعة العربية، وبعد أكثر من خمسون عاما وفي عهد الرئيس السابق الزعيم/ علي عبدا لله صالح، طرح الرئيس السابق، على إحدى القمم العربية مقترح الاجتماع الدوري للقمة العربية في كل دولة عربية مرة وفقا للحروف الأبجدية وحضي هذا المقترح بالقبول وأخذ به ولازال!! ثم طلبة الأمانة العامة للجامعة العربية من الدول العربية في احد القمم مسألة وضع أسس تحديث لميثاق جامعة الدول العربية وتقدم اليمن بوثيقة لتحديث الجامعة كانت هي الأكثر قبولا من بين أكثر من وثيقة تقدمت بها دول عربية لولا الغيرة والأنانية من البعض!! لكانت الجامعة العربية اليوم تعاطت مع الأحداث الراهنة في الوطن العربي بطريقة مختلفة عن طريقتها الخجولة في الوقت الحالي !! وعند ما أطلت برأسها هذه الأزمة واجتاحت البلدان العربية حالة هستيرية غير مسبوقة! وبالتالي دخلت بعضها في أتون حروب دموية شارك في بعضها الأجانب!! فكان النموذج اليمني فريد في نوعه عظيم في تعاطيه مع الأزمة اليمنية ما اكسبه ثقة واحترام العالم، وبالتالي نرى البعض من البلدان العربية تتمنى أن تأخذ بهذا النموذج الفريد الذي يجسد أعظم معاني الحكمة اليمانية في أروع معانيها، وما يحز في النفس إن البعض مننا نحن اليمانيون لم يستوعب هذا النموذج العظيم حتى الآن فنجد هذا البعض يحاول التنقيص من هذا النموذج اليمني العظيم متناسيا انه يعد فخرا له كونه يمني ومحسوب لليمن::والسؤال ألان هل نستوعب إن اليمن هوالسباق عربيا في التاريخ البعيد والقريب على حد سوى وبالتالي نتعا طاء مع هذا المفهوم وفقا لهذه المعايير بروح المسؤولية الوطنية التي نحملها جميعا بما يتفق مع واقع الحال؟؟