عقد اكثر من الف سياسي ومن وجهاء واعيان شرق ليبيا اجتماعا في البيضاء مساء الثلاثاء اكدوا خلاله ‘تمسكهم' باعلان منطقة برقة ‘اقليما فدراليا'. وفي اذار/مارس، اثار اعلان منطقة برقة ‘اقليما فدراليا اتحاديا' استياء السلطات الليبية وادى الى تاجيج المخاوف من تقسيم البلاد.
وفي بيان نشر على هامش الاجتماع في البيضاء التي تقع على بعد 1200 كلم شرق طرابلس، اكد المشاركون ‘تمسكهم باعلان إقليم برقة الممتد من الحدود الليبية المصرية شرقا وحتى مدينة سرت غربا، فيدرالية اتحادية'. وخفّف الفدراليون في مؤتمرهم الثاني من حدة مطالبهم السابقة، وأجمعوا على تمسكهم بعلم ليبيا ونشيدها الذي أختاره الليبيون في 17 شباط/فبراير من العام الماضي، مؤكدين ضرورة أن تكون ليبيا ‘دولة حرة ذات سيادة لا يجوز النزول عن سيادتها ولا عن شبر من أراضيها ضمن حدودها الدولية المعلنة في دستور 1951′. غير أنهم شددوا على ضرورة كتابة دستور جديد وقانون للإنتخابات من هيئة منتخبة بالتساوي بين أقاليم ليبيا الثلاثة على أن يكون النظام السياسي وفق ما يقرره الدستور. ودعوا إلى تدوير الرئاسات الثلاث ‘رئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة ورئاسة الدولة' بين الأقاليم الثلاثة برعاية البرلمان المنتخب ديمقراطياً مراعاة للعدالة بين الأقاليم. وشددوا على وجوب أن يكون ‘الجيش الليبي مؤسسة عسكرية مهنية لكل أبناء ليبيا تحمي الوطن والمؤسسات الدستورية الليبية بعقيدة الله ثم الوطن'. وطالب دعاة الفيدرالية بضرورة إصدار قانون للعزل السياسي قبل انتخاب المجلس الوطني والجمعية التأسيسية، لمنع أتباع النظام السابق أياً كانت مواقعهم، من أن يتصدروا المشهد السياسي الليبي من جديد. وكانت ليبيا تتألف من ثلاثة اقاليم ادارية قبل ان يلغى هذا النظام الاتحادي في 1963. وينص القانون الانتخابي الذي تبنته السلطات الليبية على برلمان من مئتي مقعد موزعة بين مدن ومناطق البلاد وفق عدد السكان، وليس بحسب الاقاليم الثلاثة المذكورة. وفوض المشاركون في الاجتماع ‘المجلس التأسيسي لإقليم برقة باتخاذ الإجراءات القانونية التي يراها مناسبة لإبطال قانون الانتخابات والمطالبة بانتخاب هيئة تأسيسية مؤلفة من أعضاء متساوين عدديا من الأقاليم الثلاثة'. واعلن رئيس المجلس الأعلى لإقليم برقة أحمد الزبير السنوسي ‘إنشاء الهيئة الاستشارية المكونة من مشائخ ووجهاء سكان برقة، وإنشاء هيئة استفتاء الإقليم حول النظام الاتحادي الفيدرالي بعد إحصاء وبناء سجل الانتخابات لأهل الإقليم'. وكشف ‘انشاء الحرس الوطني للاقليم للحفاظ على أمنه وأمانه على ان يكون ظهيرا للجيش والأمن الوطنيين'، مؤكدا ‘تفعيل القضاء'. الى ذلك تظاهر سكان مدينة البيضاء الليبية، امس الأربعاء، رفضاً لإعلان برقة إقليماً فيدرالياً، منتقدين عقد ‘دعاة الفيدرالية' مؤتمرهم الثاني في مدينتهم. وأعلن المتظاهرون الذين حملوا لافتات كتب عليها ‘لا شرقية ولا غربية ليبيا وحدة وطنية'، في بيان أنهم في حلّ من أية قرارات صادرة عن المؤتمر، وأن مدينة البيضاء تستنكر أي مشروع يحاول فرض الفيدرالية على المنطقة الشرقية. وطالب المتظاهرون في البيان بضرورة العمل الجاد من أجل إزالة بؤر الإحتقان والأسباب والمخاوف التي أدت إلى ظهور مثل تلك الدعوات المؤثرة في البنية الاجتماعية، مؤكدين أن الإنضواء تحت الشرعية سيسهم في عودة إستتباب الأمن والنظام ويحقق الإستقرار المنشود لتثبيت أركان الدولة.