أبو الطيب مهتم بالسياسات الأمريكية بالمنطقة طالعنا القرن الحادي والعشرين باستمرار العناوين الكبيرة السابقة التي اعتدنا عليها من إستراتيجية الحروب واتساع البطالة وعسكرة الاقتصاد وتدخل أمني مكشوف في الحياة الاجتماعية في الغرب أكثر فأكثر, وزيادة عدد الفقراء وخاصة في الدول النامية التي تزداد فقراً, بالإضافة إلى تمدد حلف شمال الأطلسي خارج حدود بلدانه لأداء مهام ترتبط بتنفيذ مهام قتالية لكبح رغبة الشعوب بالحرية والاستقلال والسلام العادل. لقد ودع النظام الرأسمالي القرن الماضي وفي جعبة القاموس الدولي عدد لا يستهان به من الأزمات المالية شبه الدورية تمتد على مدار القرن, بدءاً من العشرينات وحتى آخر عقد فيه, وترافقت تلك الأزمات مع حربين عالميتين طاحنتين وعدد من الحروب التي دارت على ساحات دول العالم الثالث في أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية, وفي كل هذا إشارات واضحة على الترابط العضوي بين طبيعة الرأسمالية وممارساتها من جهة وحروب النهب المنظم للشعوب ومواردها الوطنية والقومية من جهة أخرى.ومن المثير للقلق أن الرأسمالية وبعد تفرد الولاياتالمتحدةالأمريكية في قيادة العالم استطاعت أن تجعل من الأممالمتحدة شرطي متقدم في جبهات القتال, يتحرك بأوامر مدعوما بإرادة مزيفة "للمجتمع الدولي"والمصيبة الفظيعة تكمن في تحويل مجلس الأمن إلى هيئة أركان لرسم استراتيجيات الحروب القذرة التي تخوضها الرأسمالية في مرحلتها الجديدة, مرحلة ما يمكن تسميتها ب- Super Capitalism أو الرأسمالية الفائقة, ولهذا الغرض تجند أمريكا كل المؤسسات التابعة للأمم المتحدة إنسانية وقضائية وحقوقية للتغطية على تلك الحروب وأغراضها القذرة وغير العادلة. اليوم والرأسمالية تعيش أكبر أزمة مالية عالمية لم تشهدها اتساعاً وعمقاً منذ عشرينات القرن الماضي تجعلنا نقف عندها بتمعن ووعي كبيرين, لما سوف تفعله هذه الأزمة بنا وبشعوبنا من ويلات ونتائج وخيمة وعل جميع المستويات. أنا وقبل كل شيء ممن يقر بدورية وقوع الرأسمالية بأزمات مالية واقتصادية واجتماعية , وذلك كامن بطبيعتها أصلا, ولكن كل أزمة تحمل خصوصياتها المميزة الإضافية. من الخصوصيات المميزة الإضافية لهذه الأزمة يمكنني تثبيت ما يلي: أولاً: جاءت في أوج حروب دامية مكلفة قامت بها أمريكا مع شركائها ولا زالت في أفغانستان والعراق ولبنان وغزة, كلفت هذه الحروب دافع الضرائب الأمريكي الكثير. ثانياً: في ظل ارتفاع جنوني في أسعار النفط بشكل موجه ووراءه شركات النفط تحديداً. ثالثاً: بدأت في عقر دار أمريكا زعيمة الرأسمالية الفائقة والقطب الواحد. رابعاً: في كنف أمم متحدة فقدت كل ماء وجهها وبعد سقوط ورقة التوت عن مؤسساتها. خامساً: في مرحلة تجدد روح المقاومة لدى الشعوب ورفضها لسياسات الهيمنة. أما الوجه الآخر لهذه الأزمة فيكمن في أنها موجهة وتحت السيطرة ومقصودة, وسوف تستفيد منها أمريكا قبل غيرها , فهي إلى حد ما مفتعلة من قبل الصهيونية العالمية, وهي الأقوى في الولاياتالمتحدة اليوم والهدف هو: امتصاص مدخرات الخزائن والاحتياطيات المتوافرة وتشغيلها لمصلحتها لجني أكبر الأرباح إلى حين وإعادة مركزة هذه الأموال ومواقع عملها وتأثيرها, لتقوية مواقعها من جديد وضبط إيقاع الرأسمالية العالمية على عزف دفوفها المدوي وتجديد الرأسمالية وتلميع صفحتها خارج الرتابة المعتادة,وإعادة ترتيب الشركات الكبرى المرشحة لقيادة اقتصاديات العالم من جديد. وان غداً لناظره لقريب.