اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن أطراف النزاع المسلح في اليمن انتهكت قوانين الحرب وأفلتت من العقاب عام 2016، وحثت الحكومات المعنية للسعي إلى محاسبة تلك الأطراف عن انتهاكاتها السابقة والحالية وإيقاف مبيعات الأسلحة إلى السعودية فورا. واتهمت في تقريرها العالمي للعام 2017م، قوات التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015م، بالهجوم بشكل غير قانوني على منازل وأسواق ومستشفيات ومدارس ومصانع وورشات عمل مدنية ومساجد. وقُتل 4125 مدنيا على الأقل وجُرح 6711 حتى 10 أكتوبر/تشرين الأول 2016، أغلبهم بغارات التحالف الجوية، وفقا لمكتب المفوض السامي الأممي لحقوق الإنسان. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لا يبدو أن أي جهة من القوى المشاركة في النزاع في اليمن تخاف محاسبتها عن انتهاك قوانين الحرب. على أعضاء الأممالمتحدة الضغط على الأطراف لوقف لقتل المدنيين ومعاناتهم". وفي التقرير العالمي الصادر في 687 صفحة، بنسخته السابعة والعشرين، ويراجع الممارسات الحقوقية في أكثر من 90 دولة، يكتب المدير التنفيذي كينيث روث في مقاله الافتتاحي أن جيلا جديدا من الحكام السلطويين والشعبويين يسعى إلى إسقاط مفهوم حماية حقوق الإنسان، ويتعامل مع الحقوق على أنها عائق أمام إرادة الأغلبية. أما في ما يخص أولئك الذين يشعرون أنهم على هامش الاقتصاد العالمي وينمو خوفهم من جرائم العنف، فسيكون على منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والجمهور لعب أدوار رئيسية في إعادة ترسيخ القيم الحقوقية، التي أُسست عليها الديمقراطية. وقال التقرير: انتهك طرفا النزاع بشكل متكرر قوانين الحرب. وثقت هيومن رايتس ووتش 61 ضربة جوية يبدو أنها غير قانونية قامت بها قوات التحالف بقيادة السعودية، قد يرقى بعضها إلى جرائم حرب. استخدمت قوات التحالف أيضا الذخائر العنقودية المحظورة دوليا. لم تعلق الولاياتالمتحدة أو المملكة المتحدة مبيعات الأسلحة إلى السعودية رغم وجود أدلة متزايدة على استخدامها في النزاع وفشل التحالف في التحقيق في الانتهاكات المزعومة. عام 2015، وافقت الولاياتالمتحدة على أسلحة بقيمة تزيد عن 20 مليار دولار إلى السعودية، ووافقت المملكة المتحدة على مبيعات أسلحة بقيمة 4 مليارات دولار. وقام الحوثيون وحلفاؤهم، منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، بحملة اعتقالات تعسفية وإخفاءات قسرية ضد من يُنظر إليهم على أنهم خصوم. كما أطلقت قذائف مدفعية في هجمات عشوائية على مدن الجنوب في السعودية، ما أسفر عن مقتل 471 مدنيا وجرح 1121 بين 1 يوليو/تموز 2015 و30 يونيو/حزيران 2016 بحسب الأممالمتحدة. كما زرع الحوثيون والقوات المتحالفة معهم ألغاما أرضية محظورة مضادة للأفراد، أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين.حسب ما افاد التقرير وقال التقرير: لم تجر الأطراف المتحاربة تحقيقا في انتهاكات قواتها المزعومة لقوانين الحرب في اليمن. نشر "الفريق المشترك لتقييم الحوادث" المعيّن من قوات التحالف نتائج تختلف جذريا عن تلك التي لدى للأمم المتحدة وغيرها. لم تقم الولاياتالمتحدة، التي هي طرف في النزاع بسبب توفيرها معلومات استخبارية لهجمات التحالف وتزويد طائراتها بالوقود جوا، بأي تحقيق في أي هجمات غير مشروعة مزعومة قامت بها قواتها. واضاف: ذكرت الولاياتالمتحدة أنها شنت 28 غارة بطائرات بدون طيار في اليمن حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص وصفتهم بأنهم يتبعون "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". أعلن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وجماعات مسلحة مرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف أيضا باسم "داعش"، مسؤوليته عن عدة هجمات انتحارية وتفجيرات قتلت العشرات بصورة غير مشروعة. ومنعت أطراف النزاع، أو قيّدت، وصول إمدادات الإغاثة الحرجة إلى المدنيين، ما يعمّق الأزمة في البلاد. كما فرضت قوات التحالف حصارا جويا وبحريا على اليمن لتحد من استيراد السلع الحيوية. صادر الحوثيين والقوات المتحالفة معهم مواد غذائية وإمدادات طبية من مدنيين دخلوا تعز، ومنعوا وصول المساعدات إلى المدينة، ما ساهم في انهيار النظام الصحي بشكل شبه كامل.حسب ما افاد التقرير. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet