التغييرُ ليس تفاحة نيوتن التي سقطت على الأرض بعد أن نضجت بفعل الجاذبية، التغييرُ يجبُ أن يحصل ولو عبر إسقاط التفاحة ولو بالحجارة حتى تسقط وحتى يحدث التغيير، وإلا فإن أَيَّ تغيير بدون حدث لا قيمةَ ولا طعم له. الذين يظنون أن التغيير أَوْ الثورات ليس أَكثر من تفاحة نيوتن هم يخطئون لأنهم لم يقرأوا في سورة الثورات العظيمة التي نجحت والتي يرفض قاداتها أنصافَ الحلول، الذين يعيشون الواقعَ من باب المقولة "ما بدا بدينا عليه" هُم في الأساس يرون أنفسَهم أنهم الكل في الكل، وأنهم التغيير، وأنه لا يمكنُ أن يحدُثَ تغييرٌ بدون مشاركتهم، هؤلاء يتناسون أنهم جزءٌ من المشاكل والقضايا، وأن ما أوصلنا إلى هذه المرحلة كان نتاجاً لسياساتهم ومناوراتهم الفاشلة التي ألحقت الأضرار بالوطن وبأَحْزَابهم، من يعتقد أنه سيقف أمام إرادة الشعب، وأن الأيام كفيلة بإجهاض حلم اليَمَنيين هم واهمون. الحياة السياسية المملة يجب أن تتغير، وعمليةُ التغيير الكبيرة يجبُ أن تعيدَ ترتيبَ قواعد اللعبة على أُسُس وطنية سليمة، لسنا بحاجة إلى شُيُوخ ومناضلي أكل الزمن عليهم وشرب، ولولا أولئك الأشخاص ما وصلنا إلى هذه المرحلة. الفرصة اليوم بيد قادة الثورة أعادت ترتيب المشهد السياسي ووضع اللبنات السليمة لبناء وطن جديد خال من الجيف العفنة، فموج الثورة لن يقبل بالجيف. على عاتق الثوار تبقى المسؤولية الأكبر في إحداث تغيير جذري، وفي التصدي لتلك المؤامرات والدسائس التي تهدد أمن واستقرار الوطن، وتهدد الثورة الشعبية. وحدهم ثوار 21 سبتمبر من بإمكانهم إحداث التغيير لصالح الوطن، وعليهم يمكن التعويل في اجتثاث الفاسدين، فلا مجال للمناورات والترضي، فمصلحة الوطن أعلى وأكبر من كُلّ المسميات والمبررات. اليَمَنيون الذين قدموا تضحيات في سبيل حياة أفضل وكريمة لا يمكن أن يقبلوا بأن تذهب دماء الشهداء هدراً، ولا بد من الوفاء لتضحياتهم التي قدموها في سبيل ازدهار الوطن وتقدمه. التغيير لا يحدث بالتراضي أَوْ بالحوارات السياسية، هذه الأشياء لا مكان لها اليوم بعد كُلّ التضحيات التي قدمت، التغيير يجب أن يُفرض حتى يتغير هذا الوضع البائس ويحدث الزلزال الأكبر في اجتثاث كُلّ رموز الظلم والطغيان، ويلمس الناس ثمار تلك التضحيات. أولئك الفاسدون المتساقطون سيكونون مجبرين بفعل الفعل الثوري على الاعتراف بالثورة من خلال التغيير المستمر.