السبت , 10 يونيو 2006 م ليس صحيحاً أن مقتل الزرقاوي على أيدي القوات الأمريكية مثّل نهاية كابوس عاشه الشعب العراقي منذ بداية الاحتلال وحتى اليوم .. فالإرهاب الممارس في أرض الرافدين ، ويذهب ضحيته يومياً عشرات الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ تحت ذريعة مقاومة المحتل . أثبت أن تلك الأعمال ليس لها أية علاقة بالمقاومة بقدر ماهو إرهاب منظم ، وجد من تلك الأرض ساحة خصبة تمارس فيها صنوف من جرائم القتل والدمار ، فإذا ذهب إرهابي مثل الزرقاوي فهناك زرقاوي آخر ينتظر حمل الراية ليمارس الجرائم ضد البشرية باسم الإسلام أو تحت أي مبرر آخر. فالإرهاب لايمكن أن ينتهي في ليلة وضحاها بعد أن أصبح له منهاج تقوم به جماعات مترابطة لا أفراد يعبثون هنا وهناك ، فاستمرار الاحتلال الأمريكي وحالة الانفلات الأمني وضع العراق في مأزق من الصعب الخروج منه إلا بإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب العراقي من تقرير مصيره في بناء دولته الحرة المستقرة على كامل التراب العراقي وبما يحفظ وحدته ليعود معافى الجسم العربي بما يمكنه من استعادة دوره الفاعل في المنظومة العربية. فقراءة سريعة للمشهد العراقي تؤكد أن كارثة حقيقية على موعد مع هذا القطر الشقيق ، إذا لم يتم التصدي لتلك الجماعات بكل قوة وحزم حتى لايظل العراق بؤرة للإرهاب ، قد يمتد خطره ليتجاوز المنطقة بأسرها. وإذا كان هناك زرقاوي شغل العالم بجرائمه يجب ألا ننسى بأن هناك ما هو أعظم من إرهاب الزرقاوي والجماعات المسلحة.. إنها إسرائيل التي تمارس كل أنواع الإرهاب من قتل وتشريد للأبرياء وتدمير للمنازل وتجريف للمزارع وفرض الحصار على الشعب الفلسطيني ، وهو إرهاب مبارك لدى الغرب.. وهنا نضع تساؤلاً هل إرهاب الزرقاوي صناعة اسرائيلية ، خاصة وأن ضحاياه من أبناء الشعب العراقي؟!