لا أعلم إذا كان ينبغي تذكير الأشقاء والأصدقاء - مجرد تذكير - بأن اليمن لم يحقق استقراراً نسبياً إلا منذ بداية عهد فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح، ففترة المشير/عبدالله السلال رحمه الله كانت فترة متأزمة متأرجحة حاول فيها أهل القيادة إرساء النظام الجمهوري، وفي عهد القاضي الإرياني بدأت الأمور تستقر إلى حدٍ ما بعد مصالحة وطنية اقتضتها الظروف الإقليمية حينذاك، خاصة بعد حرب 67 المصرية - الاسرائيلية وانسحاب القوات المصرية من اليمن، وفي عهد الحمدي والغشمي عاشت اليمن مرحلة شديدة من مراحل الصراع بين معسكرين عالميين حاول كل منهما استقطاب اليمن إلى صفّه، فنتج عن ذلك ما سببته من حرب بين الدولة والجبهة الوطنية ذات الطابع الماركسي.. وجاء الرئيس/علي عبدالله صالح ليجتث هذا الصراع من الجذور عبر مصالحة وطنية شاملة من خلال الميثاق الوطني الذي شاركت في تحريره كل القوى الوطنية الموجودة على الساحة، هذا الميثاق الذي كان بوابة لأهم فتح في تاريخ اليمن المعاصر هو فتح الوحدة اليمنية، التي ما برحت تستوطن الأرض اليمنية حتى دخلت اليمن حرباً مع الانفصال، ثم بدأ مسلسل الإرهاب الذي استهدف السياحة والاقتصاد الوطني برمته؛ ولايزال هذا الإرهاب يعاود نشاطه مرة بعد أخرى. وما نخلص إليه هو أن اليمن لم يعش فترة استقرار مناسبة تكفل له تأسيس بنيانه المؤسسي على النحو المطلوب، فمعظم موارده تنفق على النواحي التي تهيئ له الأمن والاستقرار وتدفع كاستحقاقات لهذه الظروف المزعجة والتي أشرنا إليها فيما سبق. لقد آن الأوان أن تجند كل الإمكانات في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها بلادنا، والحق أن الأمل مشرع الآن للانتقال ببلادنا إلى اقتصاد قوي سيوفر الاستقرار والأمن لحياة نتطلع جميعاً إليها، وإذا كان مؤتمر لندن للمانحين قد أدرك أهمية إنعاش اليمن فإنما يفعل ذلك انطلاقاً من أنه لا خيار إلا أن تكون اليمن حاضرة ببعدها الإقليمي على الساحة العالمية، كما أنه لا خيار أمام اليمنيين إلا أن يثبتوا للعالم أجمع بأنهم جديرون بالثقة وأهل للشراكة، واليمن برجاله وإمكاناته قادر على أن يعمل الكثير.