لقد كرم الله الإنسان وشرع له حقوقاً كبرى منها حق الحرية والحياة والمساواة والعدالة قبل مايسمى بحقوق الإنسان التي صدرت عام 1948م وسبقها الإسلام بأربعة عشر قرناً حينما أنزل الله تلك الحقوق في القرآن الكريم والسنة النبوية وكانت محل إعجاب كل المنصفين حتى من الغربيين أنفسهم .. ومع مطالبة الغرب بهذه الحقوق ،وأهمية تطبيقها أصبح يكيل بمكيالين متساهلاً بتلك الحقوق فالمسلمون والعرب يتعرضون لمآسٍ ونكبات وبخاصة في فلسطين والعراق وافغانستان والصومال والبوسنة وتجري المذابح لمجرد الظن والشكوك والأوهام ولايسمحون لأحد أن يسائلهم لماذا قامت هذه الحروب ومامدى صحتها؟فأين حقوق الإنسان التي تداس بالأقدام دون أي سبب وجيه. ومما يؤسف له أن تقوم بعض المنظمات الدولية الحقوقية بشن هجمات رعناء استنكاراً لتطبيق الحدودالشرعية. إن حقوق الإنسان أصبحت خرافة لأنها دائماً ما تكون لصالح ذوي الدماء الزرقاء من الغربيين وإخوانهم الصهاينة اما ان كانت الدعاوى ضد المسلمين ودول العالم الثالث فإنها ستقام المحاكم وسيتم القبض على المتهمين بالقوة بدعوى تطبيق حقوق الإنسان ومخالفة الأنظمة الدولية المرعية في السلم والحرب كما يلمحون إلى محاكمات دارفور في السودان. العجيب في الأمر أن آخرالأخبار تؤكد أن محكمة الاستئناف الأمريكية أيدت قانوناً رئاسياً جديداً يرفض حق سجناء جوانتنامو في الاعتراض على قرارات احتجازهم .. هذه هي الديمقراطية التي يطالب بها المعتقلون إنها تمثل وصمة عار ليس على الحضارة الغربية وإنما على الإنسانية جمعاء وما يتعرض له الشعب الفلسطيني والعراقي وفي افغانستان والسودان والصومال وفي كثير من عالمنا العربي والاسلامي من أعمال بربرية همجية وقتل وتعذيب جسدي واغتصاب وامتهان وخدش لكرامة الإنسان العربي والإسلامي يعد إهانة واذلال واحتقاراً لقيم ومثل الإنسانية وتحدياً صارخاً لحقوق الإنسان الدولية ومواثيق الأممالمتحدة فقد أذاع التلفاز الصهيوني برنامجاً وثائقياً يعترف فيه الصهاينة بقتل 250 أسيراً مصرياً وفلسطينياً في حرب عام 1967م على يد فرقة صهيونية بقيادة السفاح الصهيوني «بنيامين بن اليعيزر» الذي تولى وزارة الدفاع الصهيوني سابقاً وكان المذكور يعد لزيارة مصر غير أنه أحجم عن ذلك بعد تحذيره من القبض عليه في مصر ومحاكمته فألغى الزيارة وهذا اعتراف منه بالجريمة وإن انكرها فقد أكدها المؤرخ الصهيوني «أورى ملشتاين» في كتاب موثق للحادثة عام 1994م والتي أكدها البرنامج الوثائقي آنف الذكر فهل تجرؤ تلك المنظمات الدولية المزعومة أمثال: «هيومن رايش ووتشف» «وأمنسى انتر ناشيونال» ،على تجريم الصهاينة في حروبهم المتوالية منذ عام 1948م إلى الآن وهل يجرأون على طلب إيقاف أولئك المجرمين السفاحين ومحاكمتهم أم أنهم سيلجأون إلى أعذار معروفة سلفاً كسقوط الدعوى بالتقادم مثلاً أو بدعوى الحرب على الإرهاب.