لماذا لاتتبع الأقلام إلا سلبيات المؤسسات ؟.. هذا سؤال وجيه يطرحه بعض العاملين المخلصين أو بعض المحايدين الذين يتتبعون ما تنشره الصحف الحكومية والأهلية. وأنا أزعم أن تتبع هذه السلبيات قد يكون صادراً عن حب تحقيق الكمال وملافاة أي قصور ؛ لأن هذا هو الأساس والقاعدة من باب القاعدة الصوفية: «حسنات الأبرار سيئات المقربين» وقد يكون صادراً عن تتبع الأخطاء والهفوات لأغراض حقيرة. ومن باب إحقاق الحق وقول الصدق وهذه شهادة أنا مسئول عنها أن الناس سعداء جداً في تعز بهذين القاضيين الجليلين: يحيى العنسي والشرعي لما عرف عنهما من نزاهة وعدل وانجاز لكثير من القضايا العالقة والمعاصرة. ذهبت قصداً لأسعد بالتعرف على القاضي العنسي مبلغاً إياه شعور المختصمين وغير المختصمين بعدله ونزاهته ، فوجدته في منصة القضاء ، والآخر اكتفيت بالسلام عليه بالهاتف. إن تحيتي لهذين الرجلين نابعة من قناعتي أن الملاحظات السلبية الناقدة المصلحة لابد أن ترى النور، والعكس صحيح إذا وجدنا إيجابيات لمؤسسات أو لأشخاص بأعيانهم فإنها لابد أن تعلن وتذاع تحقيقاً للعدل وليعلم المتابعون أن هذا من صميم الرسالة الإعلامية ، وليعرف المخلصون أن جهودهم لم تذهب هباء، وأنهم محل تقدير مجتمعهم. ولقد صدق سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه الإمام البخاري رحمه الله حين قال: «لو أن أحدكم عمل عملاً في صخرة ليس لها كوة لخرج عمله إلى الناس إن خيراً فخير وإن شراً فشر» الحديث أو معناه. فتحية لهذين القاضيين الجليلين ، وعلى ثقة أن هناك غيرهما كثير من بينهم القاضي لا أعرف اسمه رئيس محكمة صبر الذي أصبح أمثولة للشرف والنزاهة. وتحية للقضاء الأعلى لحسن اختياره.