الأستاذ الدكتور/صالح باصرة وزير التعليم العالي المحترم تحية طيبة وبعد يؤسفني إبلاغكم أن سبعة طلاب من أبنائكم وأبناء اليمن المبعوثين في منح إلى ألمانيا ، يعيشون في ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها انها ظروف مهينة لاتليق بمكانتنا كشعب ينشد العزة والكرامة بين شعوب العالم .. لقد بلغت بهم حاجة العوز والجوع إلى أن يبيع أغلبهم مابحوزتهم من الملابس التي أخذوها معهم من هنا . نحن ندرك تماماً أن رجلاً مربياً وفاضلاً من العلماء الأجلاء كباصرة لايمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يرضى ب«بهذلة»ابنائنا في خارج وطنهم على هذا النحو المهين. إن هناك عناصر جبلت على الشر وفساد الضمائر تتمادى بالفساد لحرمان امثال هؤلاء الطلاب من مستحقاتهم .. ولقد فوجئوا بعدم إرسال اسمائهم ومخصصاتهم ضمن ال 90 طالباً الذين تسلموا مستحقاتهم قبل اسابيع ، لقد كان رقم ابتعاثهم 113 ضمن كشف رقم 325 ، فمن ياترى الجهة المسئولة عن هذا التأخير والإهمال لمستحقات هؤلاء الطلاب ؟ أهي المالية أم مسئولو الشئون المالية بوزارة التعليم العالي ؟ لقد نقلت الانباء قبل عام تقريباً أن الوزارة قد استطاعت تذليل كافة الصعاب والمعوقات أمام مستحقات الطلاب المبعوثين ، ولكن يبدو أن الوزير وجد نفسه لوحده في المعركة ! فيا أعضاء هيئة مكافحة الفساد خذوا بناصية طلاب العلم الذين يستصرخونكم للأخذ بأيديهم والوقوف مع الوزراء الخيرين أمثال وزير التعليم العالي .. ولعلكم قد جربتم حالة الاغتراب خاصة في بلدان لاتعرف العواطف ، إلا لمن كان لاجئاً أي هارباً من وطنه لظروف سياسية فقط ، وأما عدا ذلك فإن كل من لديه «يورو» يساويه ومن ليس لديه شيئ فلا يساوي شيئاً وبهذه المناسبة أود أن أعيد إلى ذهن الأخ وزير التعليم العالي أن هؤلاء الطلاب السبعة الذين كانوا ذات يوم من العام المنصرم قد رشحوا إلى سوريا ثم قيل لهم إن منحهم قد طارت عليهم ثم رشحوا إلى القاهرة فطارت عليهم منحهم مرة أخرى.. وفي الأخير ضاق صبرهم فدخلوا للوزير وشرحوا معاناتهم من مماطلة الموظفين ، عندها استدعى الوزير مدير البعثات وغيره من المسئولين فتقرر ضمهم إلى طلاب ألمانيا وعلى هذا الأساس تم ارسال اسمائهم وقبلوا هناك ثم أُعطوا تذاكر السفر فسافروا وتبين أن معهد اللغة يأخذ رسوماً باهظة ولم يكن ذلك في حسبانهم الأمر الذي ضاعف من معاناتهم . وأخيراً وليس أَخراً : نأمل سرعة اتخاذ مايمكن اتخاذه تفادياً من أية مضاعفات قد تصيبهم.. والأمل أن لاتتعدد الجهات المعنية بمستحقات الطلاب وأن تنحصر المسئولية بالوزارة أي وزارة التعليم العالي فقط. والأمر الذي يبعث بمزيد من الخوف والقلق على حياة ومستقبل هؤلاء الطلاب الذين هم شبه محاصرين .. إننا عندما تواصلنا يوم أمس الأول بأحد موظفي وزارة التعليم العالي لشرح قضيتهم قال لنا : إن الأخ الوزير هو الذي تولى أمر ابتعاث هؤلاء الطلاب ، وبمقدوره أن يحل مشكلتهم قلت له :إن الوزير مسئول عن ابتعاث كافة الطلاب فماذا تقصد بكلامك هذا ؟ قال : إن هؤلاء الطلاب السبعة كانوا قد ذهبوا بموجب تبادل ثقافي ، ثم غيّر حالتهم الوزير إلى أن يبتعثوا تحت اسم «تمويل حكومي» وهذا التمويل الحكومي لهذا العام 2007م لم تعتمد ميزانياته حتى اليوم وستأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم اعتمادها. إنني قد تلخبطت من فحوى هذا الكلام «المخيّط بصميل» وليس عندي أنا فكرة عن السنة المالية لوزارة التعليم العالي ، وأين ومتى تبدأ ، فكيف بطلاب أكملوا الثانوية وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يبعثونهم إلى ألمانيا يتبهذلون هناك فكان الأحرى بقاءهم هنا لسنة قادمة ، وعلى كل حال فإننا نأمل خيراً ووطنية صادقة بالأخ الوزير الحريص على ابنائه الطلاب.