كنت بالأمس توقعت شيئاً مشابهاً وسلوكاً حزبياً قريباً من هذا، أن ترفض أحزاب المشترك حضور الحوار المفتوح الذي دعا إليه رئيس الجمهورية أمس الإثنين والحق أنني غلَّبت لغة التفاؤل وجعلت الأمر يبدو أشبه بالاحتمال الضمني ، منه باليقين الحتمي ، على أمل أن تتشجع الأحزاب وتنزل عند عقل ومسئوليات المرحلة، ولكن الأمل لم يكن لوحده كافياً .. من دون عقول الأحزاب!! أن تتهرب أحزاب المعارضة بعض أحزاب المعارضة بالأصح من حضور اجتماع ولقاء حواري دعا إليه رئيس الدولة ، فهذا يعني أن الأحزاب لا تقف عند الأخلاقيات السياسية ولا تحترم التقاليد والأعراف المدنية ،بل إنها تتنكر لكل ذلك وتعود إلى جحور التقوقع حول الذات المغلقة أمام الآخر والمنغلقة على النفس. تعتقد أحزاب الرفض والصد والممانعة أنها أكبر من واقعها ربما أو أنها بما أثارت من غبار وصاعدت من أبخرة وأعمال شغب وتحريض للشارع، خلال الأسابيع المنصرمة .. باتت في محل فرض وإملاء خياراتها على الدولة والمجتمع السياسي والمؤسسات الرسمية. ولذلك تحاول أن تقتنص لنفسها مغانم وتنازلات عبر توجهات مكشوفة للانفراد بالحاكم وحزب الحكومة في صفقات وجلسات حوارية مغلقة عليها وحدها، وإلا فماذا يعني هروبها الكبير من الحوار المفتوح ؟ هناك من يذهب بعيداً في التوهم الجامح ويفترض أن دعوة رئيس الجمهورية إلى حوار مفتوح إنما جاءت عن ضعف واستشعاراً لمخاطر ضغوطات مختلفة، هذا بالتحديد ما يبوح به ويلمح إليه خطاب المشترك وتحديداً الإعلام المحسوب على حزب الإصلاح. ثمة تسريبات إعلامية حاولت الدفع بهذا الاتجاه ما ينم عن تفكير انتهازي وعقلية استقوائية تتحرى مقايضة كل شيء وأي شيء بدءًا بالموقف وانتهاء بالمناصب وقضايا الرعية وهموم المواطن العادي. أخطأت أحزاب الممانعة والرفض .. وتخطئ كثيراً في الإِصغاء إلى صوت الانتهازية؛ لأنها لن تكون في وارد فرض شروطها على مجتمع سياسي بحاله، كما قد تفترض أو تتوهم. باعتبارها أحزاباً، فإن مكانها الطبيعي هو جلسات الحوار والنقاش والشراكة الوطنية والسياسية في الوصول إلى توافقات لا سبيل لفرضها قسراً. أما الهروب والممانعة ولعب دور «الحانقة» المخدوعة بنفسها فلن يثمر إلا المزيد من الشواهد حول نية ومرامي هؤلاء في كل ما يأتون ويقترفون من هزائم وتأزمات . شكراً لأنكم تبتسمون