نمر فيه ولانفقه حكمته، ويمر بنا وليس لديه مهلة كافية للوقوف على معاركنا الخاسرة. .يهدينا الامتداد الذي يجب أن نثبت مرورنا فيه، فنلقمه أحجار عبثيتنا ليرحل وهي غصة في حلقه لم يقوَ على بلعها بعد. يتراكم التاريخ البشري وينتقل من محطة إلى تالية ولاندرك أنه يقظم تراكمه من رصيد أعمارنا ونتفرغ لتدوين أهم أحداث عام مضى وتفسير بعض مناماتنا في قادم جديد. نرصد أحداث البلدان وذنوب الساسة وننسى أنفسنا ومحور تأثيرنا الفعلي وواجبنا الحقيقي في دهاليز الوقت. تركنا 2007م كتركة استعصت على الهضم ورحل سعيداً بفوزه ببعض أهم الأسماء التي سلمها إياه 2006م ،وزرعه لبعض بذور الفتنة فقد عبرنا العام على أصابع أقدامنا وهامات عقولنا هنا في اليمن حفاظاً على وطن عميق التوحد ينشر ظلال الوحدة على أفئدة المستقبل. في فلسطين تجزأ المجزأ ،فحين خلد شارون قبل عامين إلى غيبوبته كان ينقصه أن يرى مشهد الاشتباك بين عناصر فتح وحماس التي استمتع بها أولمرت ولم يزل حتى في زخم احتفالات الحركتين بذكرى قيامهماوكأن قتل الآخر أو حصاره أو التعامل معه كرقم فاعل إحدى مراسم الاحتفال، رغم أن الجبهة الحقيقية مفتوحة على مصراعيها لمن يبحث عن بطولات صهيون ونظريات بن غوريون ويجيد ابداعها. وفي لبنان يتفتت المفتت ويتبادل أمراء الاقطاعيات عدسات الكاميرا لشتيمة وتخوين بعضهم كواجب وطني مقدس تساوى في أدائه الماروني والدرزي والشيعي والسني والعلماني ليمثل الجميع أطراف أخطبوط تائه يُداير كل طرف فيه من نقطة ماخارج حدود الآلاف العشرة من الكيلو مترات التي تشكل بمجموعها البلد العربي الطليعي ثقافة وفناً وديمقراطية لتتحول إلى ميليشيات ومصائد موت وفوضى. لماذا إذن نحتفل بجديد الزمن؟! سبتة ومليلية تحظيان بزيارة الملك الاسباني كتأكيد لضمهما القائم فعلياً إلى الحضن الاسباني الذي خسر دفء جبل طارق أمام بقايا بريطانيا العظمى، ويعاقب المغرب لاحتجاجه بإثارة مشكلة الصحراء الغربية وكأن جبهة البوليساريو ستدخل الوطن العربي إلى نادي القوى العظمى بإضافة كيان سياسي جديد لنصبح «22 » كياناً في القرن «21». العراق نادي تدريب لمرتزقة بلاك ووتر وأخواتها على كل أنواع الإبادة الديمقراطية التي أنضبت نفقاتها مصادر الغذاء لمن بقي من العراقيين بعيداً عن أيدي القناصة من كل نوع طائفية ودينية وقومية خاضعة لتوازن القوى المتصارعة وورقة تفاوض حول نفط الخليج وقنبلة إيران النووية وأكراد تركيا وفقاعات القاعدة. السودان وأفغانستان والجزائر وكوسوفو وقائمة ملت انتظار الحرف في كل الآفاق العربية والإسلامية لاتدرك ضرورة الزمن وأدواته في تشكيل مصائرها، وإذا لم تكفنا العبرة من الصومال جنوباً إلى العراق شمالاً فستتعدد أمثلة العظة والعبرة على مشارف رئيس جديد للبيت الأبيض يجدد البيت العربي الأسود برغباته الملحة..