للمرة الخامسة يعيد « رالف نادر» ترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية الأمريكية حتى أن هذا المُجادل الأمريكي ذا الأصل العربي اللبناني أصبح يشكل قلقاً مُزمناً لمرشحي الحزبين العتيدين «الديمقراطي والجمهوري» مع وضوح أكثر في حالة الديمقراطيين الذين يدفعون دوماً ثمن دوره المزدوج، فالشاهد أن “ نادر” الذي يُغطي حملاته الانتخابية بما يسمى الطريق الثالث، ويعد بألفية أمريكية حميدة تخلو من غازات ثاني اكسيد الكربون والإخلال بالتوازن الاكولوجي، ويقدم نفسه بوصفه زعيماً لتيارات الخضر والدافعين عن البيئة .. إن رالف نادرهذا لا يفلح إلا في تشتيت الأصوات وغالباً لصالح اليمين الجمهوري كما حدث خلال ثلاث جولات انتخابية رئاسية، ولهذا السبب يحتار المراقبون في أمره وأهدافه. وبغض النظر عن الشعارات التي يرفعها إلا انه لا يستطيع بحال من الأحوال الخروج بمشروع قوة انتخابية ثالثة مُنافسة، كما أنه وفي ذات الوقت يتمنّع عن التكتيك السياسي الرشيد ولا ينسحب حتى آخر لحظة برغم معرفته ومنظمي حملته بأنه يُنمّي فرص اليمين الجمهوري ويقلل من فرص الوسط الديمقراطي من خلال تشتيت الأصوات عبر اجتذاب بعض الفئات المجتمعية التواقة إلى بيئة نظيفة وعدالة أوسع . مرة أُخرى يعود رالف نادر لنفس المربع، والمؤكد أن استمرار خوضه الانتخابات حتى آخر المشوار ودونما انسحاب لصالح الديمقراطيين من شأنه أن يقلل من فرص الديمقراطيين، وأن يُضعف الاستقطاب المجتمعي والسياسي الثنائي بما يقدم خدمة ناجزة لليمين. والمُضحك المُبكي أن مثل هذه الخدمة تتقدم على خُطى الشعارات النبيلة لمناصري البيئة، مع خطاب ديماغوجي صارخ يجيده نادر، وفي المحصلة يتحول دوره إلى «محلل» لنصر الجمهوريين المحتمل، وحديثه إلى مجرد كلمة حق يُراد بها باطل .