استسمح الدكتور عبدالقادر مغلس في استعارة عنوان مقاله الذي نشر على حلقتين في صحيفة «الجمهورية» لأننا يجب أن نستدعي العقل والمنطق لدى الإخوة في قيادة اللقاء المشترك في ظل سيادة لغة السياسة بمفهومها ووجهها السيىء وأنا على ثقة بأن قيادة اللقاء المشترك تمتلك من العناصر السياسية المجربة والقادرة على اتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المحدد كما أنه يمتلك من العناصر المؤدلجة وحدوياً بما يمكنها من اتخاذ القرارات التي تخدم الوحدة الوطنية وتعزز تماسك النسيج الاجتماعي لذلك فإننا سنضع فقط بعض النقاط أمام قادة اللقاء المشترك للتذكير بها. وبما يعزز تصويب السياسات الخاطئة التي انتهجها المشترك في بعض القضايا وتحديداً فيما يتعلق بتوفير الغطاء السياسي لدعاة «الجنوب العربي» ودعمهم حتى فقدوا السيطرة على تصرفات هذه المجموعة التي كان ردها عنيفاً وغير مبرر على اللقاء المشترك في المهرجان الذي نظمه اللقاء المشترك في الضالع يوم 6/3/2008م وهو ماأدى إلى تعطيل المهرجان بالقوة وقبله ماحصل في مهرجاني أبين والحبيلين نتمنى أن تعيد قيادات اللقاء المشترك قراءة الأحداث والواقع بصورة أعمق وأوضح بعيداً عن قول الشاعر: وعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوئا قضية احداث الشغب والتخريب التي شهدتها مدينة الضالع ومدينة الحبيلين هي نتاج عام كامل من التعبئة الخاطئة التي استهدفت استعداء أبناء الوطن ضد بعضهم واستعداء المواطن ضد رجال الأمن حيث إنه ولأول مرة تستهدف هذه الأعمال الناس وأموالهم على أساس الهوية وهو ما يعيدنا إلى ذكرى أحداث يناير 1986م عندما ذُبح الناس على أساس المنطقة وهو ماينذر بكارثة اجتماعية لذلك كنا نتوقع منكم إدانة تلك الأعمال وهو مالم يحدث. ٭عندما كانت تلك المجاميع تقطع الطريق بإشراف مباشر من عضو مجلس النواب في كتلة المشترك لم يتخذ اللقاء المشترك اجراء رادعاً ضد هذا العضو أو إدانة هذا الفعل وتجريمه حتى أن بعض الصحف أصبحت تروج له وكأنه فعل محمود وهو مايقلب المفاهيم الدينية والاخلاقية لهكذا سلوك وهو ماشجع الآخرين على التمادي في هذه السلوكيات. ٭حرية التعبير التي نطالب بإطلاقها والمحافظة على الهامش الذي تحقق فيها أخذت منحى غير مسئول استهدف النسيج الاجتماعي والعلاقات الدينية والإنسانية باستعداء منطقة ضد أخرى وترديد شعارات مناطقية نزقة تعبر عن جهل مركب لدى مردديها واستغل عدد من الكتاب هذه الحرية في الترويج للاختلاف الثقافي بين المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية وهو منطق بعيد عن حقائق الثقافة والتاريخ فإضفاء تميز وخصوصية مبالغ في تضخيمها من شأنه أن يؤدي إلى التناقض والتنافر المؤدي إلى التمزق واللاتعايش حتى في المكون الاجتماعي للجنوب نفسه. ٭ التفكير السياسي القاصر الذي تغذيه عداوات مفتعلة ،ومناكفات سياسية غير موضوعية وغير مسئولة من نتائجه أن يحول التنوع الثقافي في مناطق اليمن المختلفة من مصدر إغناء واثراء كما هو الحال في كل بلدان العالم إلى ثقافة مناطقية كريهة تصبح رصيداً لأي مؤامرات تستهدف تفتيت وتشظي الوطن وعليه فإننا ننتظر موقفاً واضحاً من منظري هذه الثقافة والتوجيه لصحف المشترك بانتهاج سياسة تعزز من ثقافة الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي. ٭إن ماشجع هذه العناصر سواء المنظرة أو عناصر الشغب في التمادي بتجاوز كل المحظورات الوطنية والأخلاقية هو الموقف الرمادي للقاء المشترك من أفكارها بل وتسهيل نشرها عبر صحفه. وانسداد أفق الحوار السياسي بين المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك وانعدام الثقة فيما بينهما لذلك فإن العودة إلى طاولة الحوار لم تعد ضرورة سياسية للأحزاب بل ضرورة وطنية فأي خلافات سياسية يجب أن تتنحى جانباً وينطلق الحوار على أساس الوحدة الوطنية وعدم التفريط أو المساس بها وماعداها من الآراء السياسية والتباينات يمكن الحوار عليها.