رغم كل التنازلات التي قدمتها القيادة السياسية، وكان آخرها المبادرة الرئاسية لحث «المشترك» على المشاركة في الانتخابات القادمة من خلال تلبية مطالب هذه الأحزاب، إلا أن «المشترك» رفض كل تلك الدعوات الصادقة والمخلصة للمشاركة في الاستحقاقات الدستورية القادمة، وكأن هذه الأحزاب قد قررت - دون تراجع - المضي قدماً في موقفها السلبي الرافض الاحتكام إلى الديمقراطية وصولاً إلى السلطة. وعوضاً عن ذلك فهي تراهن على حسابات مغلوطة، خاصة وهي تدرك بأن الديمقراطية مبدأ قائم ومنظومة متكاملة لايمكن لأي قوى الوصول إلى السلطة دون الاحتكام إلى مبدأ صناديق الاقتراع. إن حسابات «المشترك» في رفض مبدأ العملية الديمقراطية يرجع إلى حقائق أنها لاتمثل ثقلاً سياسياً في أوساط الناخبين، فهي تفضل الهروب بعد أن خذلتها الجماهير في انتخابات سابقة، وأظهرت نتائج تلك الاستحقاقات مدى حجمها وثقلها، وتخشى إذا ما شاركت في الاستحقاقات القادمة أن تُمنى بخسارة ساحقة، ولذلك لا غرابة إن ذهبت قيادات «المشترك» تتذرع بحجج واهية وأكاذيب عديدة للتهرب من الاستحقاقات الانتخابية القادمة. والمضحك في أمر هذه القيادات أنها لاتستحي من التحدث إلى الناس عن ضيق في الهامش الديمقراطي وهي أول من يتنصل عن تجذير وتوسيع هذا الهامش في الحياة اليمنية الجديدة بهروب من الاستحقاقات الانتخابية.