قبل عامين وفي مثل هذا الشهر «نوفمبر» كتبت موضوعاً أعتز به ولكن لم أنشره ولا أتذكر سبب عدم دفعي به للنشر رغم أني نشرت من قبل موضوعاً أخذ نفس العنوان. واليوم وبعد مرور عامين وأنا أبحث في خزانتي الصحفية الخاصة وجدت الموضوع وقررت نشره لإيماني بأن مدينة «تعز» بل محافظة تعز تستحق الكتابة عنها لأنها بكل صدق «لؤلؤة ساحرة» لو وجدت الاهتمام المطلوب من المشاريع الخدمية والسياحية..فتعز أرضها تحمل الخير وناسها عنوان طيبة اليمن...وكل من تطأ قدماه أرضها ويشاهدها لأول مرة حتماً سيقرر العودة اليها في كل مناسبة، لأنها ساحرة وعروس تنتظر من يلبسها ثوب العرس. أعترف أنني قلقت عليه، فأنا وهو لم نفترق في العيد سواء الفطر أو الأضحى منذ سنوات طويلة، غير أن هذا العيد عيد الفطر المبارك اختفى عن الأنظار فجأة دون أن يخبرني هو أو أحد من أسرته عن مكان اختفائه أو سر هذا الاختفاء،لذلك قلقت عليه،وذهبت بي الظنون إلى أشياء بعضها مخيفة مما جعلتني أقرر أن أبلغ عن اختفائه لولا أنه بعد إجازة العيد وجدته يطرق باب منزلي مبتسماً مقدماً التهاني بالعيد السعيد لي ولأفراد أسرتي..لم أرد عليه بل بادرته بالسؤال: أين كنت ياصديقي؟! لماذا لم تخبرنا عن مكان تواجدك حتى نطمئن عليك؟! أجاب بكل برود وهدوء أعصاب قائلاً: لقد خُطفت!! شعرت بالصاعقة تضرب فوق رأسي.. قلت:كيف ...أيش تقول ..أعد الكلام. قال صديقي بكل تأكيد: أنا خطفت .. وأقسم بالله على ذلك. لم أستطع الاستمرار في الوقوف...أخذتني كلماته إلى زاوية في منزلي أرمي عليها جسدي وعلامات الخوف قد ارتسمت على وجهي من كلمة اختطفت..عرف صديقي ما يدور في ذهني من سؤال بديهي يفترض أن أسأله وهو من «اختطفك وكيف جرى الإفراج عنك؟!» سمعت قهقهات ضحكاته..وبعد برهة هدأت بعد أن كادت تصيبني بالجنون وقال: «ياصديقي خطفتني ساحرة لايمكن لعاقل أو حتى مجنون أن يقاوم سحرها..نعرفها جميعاً ولكن بعضنا لم يلتفت يوماً إلى سحرها ومافيها من جمال رباني وجواهر تطرز جسدها من رأسها حتى قدميها». لم أجعله يكمل وصرخت بدهشة في وجهه قائلاً:« يامجنون أنا أسألك من خطفك وأنت تتغزل بفتاة شاهدتها!!» ضحك صديقي وقال: «عفواً لم تخطفني فتاة..ولم أعشق غير زوجتي ..بل الخاطفة الساحرة هي الحالمة تعز ». نعم قال صديقي ذلك..وأضاف« مدينة تعز القريبة من عدن ولا تبعد بالسيارة سوى ساعتين ذهبت إليها قبل يومين من العيد مع زملاء في العمل هم من أبناء تعز على أساس العودة قبل العيد..ولكن جمال المدينة وسحر الطبيعة فيها وناسها الطيبين وتجدد الحياة فيها كل يوم.. ناهيك على الأيام الأخيرة الجميلة من شهر رمضان المبارك...وبنات«صبر» الرائعات الجمال والأخلاق...كل ذلك وأكثر جعلني مسحوراً لا أستطيع فك السحر حتى تعهدت بالعودة إليها مرة ثانية بدلاً من البحث عن مدينة خارج الوطن نقضي إجازتنا فيها» هذه تعز التي أكثرت، كما أشار الزملاء، من الكتابة عنها وراح البعض من هؤلاء الزملاء إلى اتهامي « بوجود فتاة تعزية تعرفت عليها أذهب لمشاهدتها!!» والحقيقة غير ذلك فزوجتي كانت من تعز قبل أن أعرف تعز..ولكن وأقسم على ذلك إن «تعز» محافظة واسعة يسكن الجمال في كل ركن فيها وهي مهيأة خاصة ريفها بأن تكون منتجعات سياحية لو توفرت فيها بعض الضروريات وستكون مواقع جذب سياحي حتى لو كان شعبية على مستوى أبناء الوطن..ويكفي أن الابتسامة وكلمة الترحيب لا تفارق كل أبناء هذه المحافظة التي تسكن القلب قبل العين دون استئذان..