خذوا العنوان هذا من الناحية النظرية على الأقل في الوقت الحاضر.. واحصروا ذلك من الناحية المسلكية انتخابياً كنتيجة صادقة للمواجهة الانتخابية بين «الحزب الجمهوري» الذي أكد على جموده وتمسكه بالجمود على لسان الرئيس «بوش» الذي دعا مصراً رغم الانهيار المالي الذي يعصف بالرأسمالية، وبالسوق الحرة.. نعم مع فداحة الاعصار إلا أن «بوش» الجمهوري يدعو إلى الحفاظ على نظام حرية السوق، والحرية الاقتصادية.. التي الفتها الرأسمالية منذ ماقبل النصف الثاني من القرن الماضي.. «بوش» يدعو إلى الجمود والحفاظ على نظام يعاني من إعصار اطاح بنظامه، أو قطاعه المالي لتدخل بقية قطاعاته مرحلة ركود، أو «رقود» يعصف بحياة الشعوب دون حلول فعالة تذكر سوى ماجاد به العقل الجمهوري البليد ممثلاً ببوش «الرئيس الأمريكي» حين دعا إلى الحفاظ على حرية السوق في وقت لم يعد السوق الحر بقادر على الحفاظ على نفسه.. بعد أن استفحلت الأزمة المالية وامتد إعصارها إلى أوروبا، وبقية العالم تنادت الدول المتقدمة إلى عقد مؤتمر دولي لمواجهة الأزمة.. لكن الولاياتالمتحدة ممثلة «بإدارة بوش» لم تساعد على إنجاح مثل هذه اللقاءات والخروج بحلول ناجعة. الإتحاد الأوروبي الذي يقوده «نيكولاساركوزي» الرئيس الفرنسي زار الولاياتالمتحدة كمبعوث من الإتحاد الأوروبي لبحث الأزمة المالية مع الإدارة الأمريكية ممثلة ب «بوش» ووجد أمامه عقلية صلدة، جامدة غير قادرة على التفكير.. وكل ما استطاعه مع «ساركوزي» هو الايصاء بالمحافظة على حرية السوق.. فلم يجد ساركوزي سوى اتهام بوش وإدارته بهذه الأزمة العاصفة.. مؤكداً أن مراجعة قواعد النظام الرأسمالي ضرورة لإيجاد الخلل، ومعالجته.. كونه نظاماً مريضاً ولم يعد صالحاً بعد أكثر من خمسين سنة.. وعاد ساركوزي إلى أوروبا داعياً إلى ضرورة تدخل الحكومات وعدم ترك الأحوال الرهيبة تتفاقم.. مشيراً إذا ما الأزمة ومواجهتها اقتضت تأميم بعض المؤسسات المالية جزئياً أو كلياً فليكن ذلك وهو ماحدث في كثير من دول الاتحاد. بوش «المحافظ المتطرف اليميني المتعصب» الداعي إلى الجمود من خلال «الحفاظ على السوق الحرة، وحرية الاقتصاد» قضى بذلك على الحرب الجمهوري ومرشحه «ماكين»في الانتخابات الرئاسية 8002م وهيأ الطريق تماماً للحزب الديمقراطي، ومرشحه «باراك أوباما» الذي رفع شعار «نحن نؤمن بالتغيير نحن نحتاج إلى التغيير» في وجه «الراديكالية الجمهورية الجامدة» ممثلة «ببوش» فكان الشعب الأمريكي فعلاً يحتاج إلى التغيير فصوت ل «أوباما» لينجح باكتساح.. لأن الأمريكان مع التغيير.. وليس مع الجمود الذي يعصف بهم.. لكن هل يحقق «أوباما» التغيير الذي وعد به؟؟ هذا ماهو منتظر منه.. كي ينتصر التغيير على الجمود على أرض الواقع وفي جسد النظام لصالح الشعب الأمريكي.