منذ ولاية «بوش» الابن الأولى لرئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومن خلال تصريحاته، وأحاديثه، وسياساته الخارجية العدوانية، لم يتردد زعماء وساسة ومفكرون، واقتصاديون أمريكيون من نعت بوش بالكثير من العبارات، منها «الحماقة» و«البلادة» و«الغباء السياسي» وغير ذلك.. وكان وصف وزيرة الخارجية الأمريكية قبل عهد بوش، «مادلين أولبرايت»، هو أصدق وصف، حيث وصفته ب«الغباء الذي سيقود الولاياتالمتحدة إلى الانهيار».. ومرت الأيام والأشهر، والسنون، ليثبت صدق نبوءة «أولبرايت»، فقبل أن يغادر «بوش» البيت الأبيض، ضربت العاصفة المالية الولاياتالمتحدةالأمريكية العام الماضي 2008م، أي قبل مغادرته البيت الأبيض بأشهر، حيث انهارات العديد من المؤسسات المصرفية والأسواق المالية. «التسونامي المالي»، الذي كانت بؤرته الولاياتالمتحدة لم ينحصر في الولاياتالمتحدة، لكنه خرج عنيفاً ليجتاح العالم.. العالم الذي ربط نفسه مالياً، واقتصادياً ب«الدولار الأمريكي»، وربطوا مصائرهم بالمؤسسات والأسواق المالية والاقتصاد في الولاياتالمتحدة.. وكما يقول المثل اليمني: «لاتربط حمارك جنب حمار المدبر يدبرك بدبوره». على أي حال.. سعى «بوش» إلى معالجة الأزمة المالية بوصفة فاشلة، بل تزيد الأزمة حدة.. والوصفة هي ضخ المئات من المليارات من الحكومة لدعم المؤسسات المالية، لكن ذلك زاد وفاقم من الأزمة، واستمرارها لتضرب القطاعات الاقتصادية بأضرار بالغة، وسحبها إلى مركز دوامة الكساد الذي بدأ يطل بآذانه في الأشهر الأخيرة من عام 2008م، ليؤكد مدى الاختلالات التي يعانيها النظام الرأسمالي، ونظام حرية السوق، لما لهذا النظام من أعمدة ترتكز على قواعد من القطاعات الاقتصادية والمالية «الفردية والعائلية» التي لاتهتم إلا بمصالحها وأطماعها في الاستحواذ على الثروة واستعباد واستبداد الأمم والشعوب.. وإذا كان قد طال أمد هذا النظام رغم الاختلالات، فذلك يعود إلى إمكاناته الهائلة التي صمدت حتى العام 2008م، وكان بإمكانها أن تصمد أكثر لولا رعونة وحماقة وسياسات «بوش» العدوانية ضد شعوب العالم، لتكلف «الولاياتالمتحدة، وحلفاءها» آلاف المليارات، إضافة إلى فساد المؤسسات المالية.. فانكشف الغطاء، وضعفت الإمكانات، واستقوت الاختلالات، فكانت العاصفة المالية، والانهيارات للعديد من المؤسسات والأسواق المالية، والخسائر الفادحة.. ليغادر «بوش» البيت الأبيض في ال20 من يناير 2009م تاركاً ل«باراك أوباما»، الرئيس الجديد، تركة رهيبة وثقيلة من التخريب والتدمير داخلياً وخارجياً.. ولتصدق «أولبرايت» بأن «بوش» قاد الولاياتالمتحدة إلى الانهيار