في ال 25 من سبتمبر اعترف الرئيس بوش أن الاقتصاد الأمريكي يعاني مخاطر كبيرة بسبب الانهيارات التي أصابت العديد من الشركات النفطية والمالية، والخدمية خلال السنتين الماضيتين.. وآخرها إنهيار «ليمان يراذرز» أحد أربعة بنوك كبيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ويضيف بوش أن هناك العديد من الشركات وأسواق المال والخدمات مهددة بالانهيار.. مشيراً إلى أن معالجة الأزمة المالية تتطلب أن يتحمل المواطن الأمريكي «700» مليار دولار تحصل من خلال رفع الضرائب على الأمريكيين.. لقد تكلم «بوش» معترفاً بالأزمة المالية الخطيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووضع الحل على كاهل المواطن الأمريكي الذي ستثقل حياته بالضرائب ورفعها.. ولم يشر «بوش» إلى الأسباب التي أدت إلى الأزمة المالية التي تشكل نقطة البداية لتراجع أمريكا نحو الانهيار والتخلي عن السيادة الاقتصادية والمالية على العالم إضافة إلى ماسيصاب به الاقتصاد الأمريكي من كساد متوقع.. نعم لم يشر «بوش» إلى الأسباب.. لأن الإشارة إلى الأسباب يعني أن يدين ويجرم سياسته التي اتبعها خلال فترتي رئاسته.. وهي سياسة الحرب ضد العالم والتي تكلف الولاياتالمتحدةالأمريكية يومياً العديد من المليارات النقدية لتغطية هذه الحروب التي يعد الشعب الأمريكي في غنى عنها، ولا له مصلحة فيها، أو فائدة.. إنها حروب «بوش» وطاقمه النفطي في البيت الأبيض وحدهم من أجل «النفط» الذي يسعون لتحقيق سيطرة شركاتهم على إنتاجه واحتكاره، وتسويقه في العالم.. أي أن كل مايعيشه الأمريكان من أزمة مالية، وماسيعانون من مشاكل اقتصادية قد أطلت بأذنيها اليوم.. إنما سببها اطماع الفريق الحاكم في البيت الأبيض.. الذين يمثلون أباطرة الشركات النفطية.. وهو الفريق الذي يتوجب على الشعب الأمريكي «محاكمته» بدلاً من أن يعمل هو المشكلة ويدفعها من قوته وقوت أولاده، وعلى حساب صحتهم وتعليمهم واستقرارهم الوظيفي والمعيشي. ومع أن الخطة التي قدمها «بوش» للحل وتعني الدعم المالي والذي يتحمل والعبء الأكبر من «المواطن الأمريكي» حسب قرار «بوش» عبر رفع الضرائب.. وهي حلول لن تعالج المشكلة بقدر ماستفاقم المشكلة.. لأن رفع الضرائب على المواطن تعني زيادة الأعباء عليه، وانخفاض قوته الشرائية، وتزايد التضخم وبالتالي الدخول في فترة كساد اقتصادي يعلم الله إلى متى ستطول.. ولاندري لماذا لم يحمل «بوش» شركاته النفطية وصناع وتجار الأسلحة، وقادة سياسة الحرب الأمريكية ضد العالم.. بدلاً من تحميلها المواطن؟!!