يظن بعض العرب أن اسرائيل أعلنت الخروج عن طاعة أمريكا على الأقل في عهد الرئيس أوباما برفضها الطلب الأمريكي بالتوقف عن الاستيطان في الضفة الغربية وخاصة حول القدس بقول نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي ووزير خارجيته ليبرمان صراحة أنهم - أي الاسرائيليون - سيمضون في بناء المستوطنات ويطلقون اسم أوباما على أكثر من وحدة شاء أم أبى. ويمضي بعض العرب إلى القول بأن العصا الاسرائيلية قد تُخضع إدارة البيت الأبيض بفضل قوة اللوبي اليهودي الذي يتساءل الأمريكيون أنفسهم كيف وصل اليهود في أمريكا إلى هذه المكانة؟ فلم يشمل دستورهم نصاً يقول إن طاعة اليهود وتأييد اسرائيل واحتضان الصهيونية واجب مقدس على كل الواجبات الوطنية والمصالح الأمريكية العليا والاستراتيجية خاصة في هذه الأيام. ففي الماضي كان الأمريكيون متخوفين على مصالحهم في الشرق الأوسط بدافع من الإعلام الصهيوني الذي صوّر لهم اسرائيل وكأنها الحامي الأمين والثابت لتلك المصالح ولكن لابد من مدها، باستمرار، بكل جديد من الأسلحة بمليارات الدولارات كل عام مابين منحة أو قرض غير مشروط التسديد وبدون فائدة ولآجال طويلة، وبإمكان أي رئيس أمريكي مشحون بحب اسرائيل أن يلغي الدين بل ويأمر بزيادة الهبات واعطاء اسرائيل أحدث الأسلحة والمعلومات والأسرار العسكرية والاستخباراتية الحساسة. قال ليبرمان مثلاً: إن الطلب الأمريكي هذا يثير الدهشة ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون طلبت من القادة العرب تهيئة شعوبهم لتقبل اسرائيل، ووزير خارجية إحدى الدول ومن لحن قوله قال أمير عربي إن على الزعماء والحكومات العربية التقرب من اسرائيل اعلامياً، ولم يشرح هذا الأمير كيف يكون هذا التقرب.. هل بوقف أية انتقادات لاسرائيل على أفعالها مثل كل وسائل إعلام الدول الأخرى على ماتقوم به تجاه الفلسطينيين في الضفة والقطاع أم بالتودد إليهم ألا يأخذوا مامضى من الانتقادات مأخذ الجد وإن استمرت أعمال الاستيطان وهدم المنازل والحفريات تحت المسجد الأقصى والحصار على غزة ومصادرة المياه على الفلسطينيين لصالح الاسرائيليين وأخيراً تهويد الشوارع والمدن والطرقات بصورة شاملة وسريعة.؟ ولعل معظم القيادات العربية واثقة من قدرة الرئيس الأمريكي أوباما على ترويض الاسرائيليين للقبول بما تراه لهم إدارته، وهي وإن كان أوباما يريد أكثر مما قال لإثبات حسن نيته تجاه الفلسطينيين بصورة خاصة لاترضى إلا بما يرضاه اليهود والصهيونية، وأطماعهم معروفة منذ أمد بعيد وعنوانها بناء وايجاد دولة اسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وليس تشاؤماً في غير محله القول بأن ماسيحدث قريباً هو العودة إلى المربع الأول وحصول اسرائيل على ماتريد من أوباما أو من غيره.