رافق عقد المؤتمرات الفرعية للسلطة المحلية عدد من التصريحات لمسئولي وزارة الإدارة المحلية توضح فيها الأهمية الواسعة لعقد هذه المؤتمرات باعتبارها إحدى الآليات الجديدة للمؤتمرات السنوية للمجالس المحلية، وهذه الآلية الجديدة ستنصب مخرجاتها في المؤتمر العام الخامس للمجالس المحلية.من المؤكد أن وزارة الإدارة المحلية قد شرعت في استكمال إجراءات عقد المؤتمر الذي يعول عليه احداث نقلة نوعية في عمل المحليات فالمؤتمر الخامس يكتسب أهميته المطلقة من كونه أحد الأوعية المهمة لاستيعاب مخرجات المؤتمرات الفرعية التي انعقدت لهذا الصدد..وهو ضروري لتطوير آلية عمل السلطة المحلية،والانتقال بها إلى مشارف الحكم المحلي كامل الصلاحيات..وهذه العملية تتطلب بالضرورة استيعاب مختلف الرؤى والتوجهات التي خرجت بها المؤتمرات الفرعية...باعتبارها الرؤى الموضوعية والاستراتيجية لتوجهات المحليات وتنامي وعيها.. ومن هذا المنطلق فالمؤتمر الخامس للمجالس المحلية هذه المرة سيكون خلافاً لما هو في السابق، حيث ينعقد في ظل تطورات جوهرية يشهدها نظام السلطة المحلية للانتقال صوب نظام الحكم المحلي واسع الصلاحيات والذي تعمل الحكومة بإصرار، ومعها مختلف التيارات السياسية والاجتماعية،وجميع أفراد المجتمعات المحلية، على تحقيقه من خلال رؤية استراتيجية وطنية شاملة، ومن هذا المنطلق فلابد من إعادة النظر في مفردات خطابنا السياسي والإعلامي ليتواكب والتوجهات الجديدة،وتوسيع نطاق المشاركة الاجتماعية والسياسية الواردة في عموم الوحدات الإدارية..بحيث يكون الجميع معنياً ومشاركاً في كل ما يجري في الوحدات الإدارية من حراك تنموي وثقافي وبنائي..وكذا في عملية الانتقال الواعي والعلمي إلى نظام إداري جديد يكون في مستوى الوعي الاجتماعي الذي تكوّن في الواقع وعبر عن نفسه في طبيعة أداء السلطة المحلية ومخرجات المؤتمرات الفرعية. وهذا يؤكد بالملموس جوهر التطورات الواسعة التي حدثت في نظام السلطة المحلية واللامركزية الإدارية والمالية والذي استوجب انعقاد المؤتمر برؤية جديدة،وآلية بنائية جديدة...استفاد من مختلف الجهود والإمكانات داخل الوحدات الإدارية،والتي تساهم بوعي في تشكيل ملامح الواقع الإداري الجديد.. وبالتأكيد المؤتمر الخامس هذه المرة سيكرس لمناقشة مخرجات المؤتمرات الفرعية للسلطة المحلية،وهنا تكمن أهميته ولكي يصبح المؤتمر في مستوى حضور المحليات لابد من أن تكون مختلف الفعاليات الإعلامية حاضرة وواعية ومدركة لرسالتها الإعلامية مستخدمة بذلك مختلف فنون العمل الإعلامي والوسائل الإعلامية. فأهمية الإعلام هي تشكيل وعي الناس وتهيئتهم للمشاركة في استنهاض الواقع وتطويره.. فمن الضروري أن يرتفع وعي المجتمعات المحلية إلى مستوى الحضور الفعلي للمحليات،وذلك عن طريق تغطية مختلف الفعاليات والتحضيرات التي ترافق فعاليات المؤتمر..على أن تركز التغطية الإعلامية على مضمون العملية الانمائية وتوجهات المجتمع في هذا الإطار وذلك بالنقد والتحليل والدراسة العلمية لمضمونها الاجتماعي والتنموي...ولابد هنا من ابراز خصوصيات التحولات الاقتصادية والتنموية والسياحية والموروثات الاجتماعية والثقافية والفلكلورية وغيرها من الأنشطة الواعية،وهذه العملية لا يمكن أن تتم إلا في ظل مناخ آمن واستقرار حقيقي في مختلف الوحدات الإدارية. ينبغي أن تكون هذه الفعالية تظاهرة اجتماعية وسياسية وثقافية وتنموية تدعو الناس إلى نبذ الارهاب والتطرف وكل الأعمال والممارسات التى تمس انجازاتنا ووحدتنا وأمننا واستقرارنا باعتبارهما معيقين للتنمية والتطور. كما يتطلب دعوة سكان الوحدات الإدارية إلى تنشيط المبادرات الذاتية، وتقييم المشاريع التي أسست على أساس هذه المبادرات وتعكس هذه الخصوصيات مخرجات المؤتمرات الفرعية ،وطموحات المجتمعات المحلية ورؤيتها لتنمية مناطقهم. وبهذا ستكون الرسالة الاعلامية مفهومة وموضوعية،وحقيقية ومعبرة عن هموم وتطلعات الناس جميعاً.